الرابع واﻷربعون.

1.8K 198 57
                                    

-

Holly

-

قفزت في مكاني فجأة، و جثة إيفي ليست موجودة بعد الآن. الملاحظة و حوض الدماء لازالا موجودين.

بالبداية، فكرت أين أنا بحق الإله و لماذا أنا مستلقية على رخام الحمام، ثم تذكرت بأنني مؤخرًا قد شهدت مقتل إنسان بريء بشكل وحشي ودموي و الملاحظة المُرعبة التي كُتِبت بالدماء 'لقد مر وقت طويل'.

نهضت بضعف، قدماي ترتجفان، عيناي متسعتان و عقلي مشوش ويدور. أشعر بالمرض حتى في معدتي... وكأنني على وشك التقيؤ والإنهيار مجددًا.

عندما دخلت إلى الغرفة، رأيت الجميع يبكون بشدة.

"توقفوا!" صرخت، "واحدة منكنّ! لماذا!"

"هولي، جميعنا حزيناتٌ جد-" حاولت ليز تهدأتي.

لقد إكتفيت. سأصاب بالجنون. كيف يمكنني الوثوق بتلك الفتيات؟ واحدة منهنّ تزيّف اﻷمر وقامت للتو بقتل صديقتها المقربة و اﻷهم من ذلك فتاة بريئة في عز شبابها.

"توقفوا! من قام بقتل إيفي! لماذا!" إنهرت على اﻷرض وبكيت، "لماذا؟!"

أصوات مجهولة بدأت تصدر في رأسي، مانعة قدرتي على السمع. صرخت وصرخت، أشدّ شعري و أرمي كل شيء باﻷنحاء في غضب.

"لقد أغشي عليكِ عندما رأيتي إيفي. إنها في غرفة الموت الخاصة بنايل." قالت جولييت، تشهق وتحاول بأن لا تبكي.

"غرفة موت نايل؟ غ-غرفة موت نايل! مع بيث! هاه؟! مع بيث؟!" صرخت بأقصى صوتي.

"هولي! هذا يكفي! لماذا قد تذكري بيث!" صرخت جولييت.

بدأت أشدّ في شعري بينما أبكي بهستيرية. عقلي وجسدي لا يمكنهما إحتمال هذا الجنون بعد الآن.

"بيث حية! إنها حية! بيث!" صوتي أصبح مبحوحًا بسبب صرخاتي لكنني أرغم نفسي على أن أقول كل كلمة بصراخ.

"هولي، إيفي كانت صديقتي المقربة، أفتقدها بشدة. هي ملاك الآن...ملاك جميل، محبوب." إنفجرت ليز بالبكاء، "هي في مكان أفضل الآن."

تجاهلت كل ما قالته ليز، تنفسي أصبح سريعًا، شفتاي ترتعش ويدي ترتجف. لقد إكتفيت. كل الجنون الذي كان مخزّنًا بداخلي ، قد إنفجر الآن أخيرًا و أنا الآن أكاد أكون مختلة تمامًا.

"توقف! لا يمكنني..." نفذ الهواء مني. "أوقفوا هذا!"

"لا يمكنني التنفس! يكفي، يكفي! أصوات! أصوات! توقفوا عن هذا!" توقفت عن التنفس تمامًا لفترة، "إصمتي! إيفي...لا!" بدأت بالتحول لمختلة عقلية حقًا، أشدّ شعري وأغمض عيناي بقوة، أمشي ذهابًا وإيابًا وأتعثر بقدمي.

"هولي، يكفي!" صرخت ماسي ملئ رئتيها بصوت عالٍ جدًا وبنبرة مخيفة، مسببة سقوط فك الجميع. ماسي بالعادة الفتاة الحساسة، السعيدة دائمًا والتي لم ترفع صوتها مطلقًا.

وضعت داكوتا شعري خلف إذني وهمست، "شش، ستكونين بخير."

عندما همست داكوتا لي، بدأت بالشعور بالهدوء بداخلي قليلًا. تنفست ببطء، حاولت إيقاف الدموع التي تتسابق على خديّ. اﻷصوات بداخل رأسي بدأت تختفي ببطء.

فجأة، فتح هاري الباب بهدوء وببطء.

"دمى، فقط إتركوا هولي وحدها، هي تحتاج لبعض الوقت." همس هاري، و أرى عينيه حمراوتان من البكاء رغم أن يحاول إخفاء ذلك.

جميع الفتيات غادرن، يبكين بهدوء.

تُركت وحيدة، جلست في ركن الغرفة، ظهري يتكأ ضد الجدار الزهري وركبتاي ضد صدري بينما أحاول عدم البكاء. بالتأكيد أنا أبكي بسبب إيفي، لكنني أبكي بسبب كل شيء عمومًا. لقد إنهرت أخيرًا.

دخل هاري الغرفة، وقطّب حاجبيه على مظهري الفظيع، الباكي والضعيف.

"هيا، إذهبي للسرير،" قال هاري، مد يديه أمامي، أمسكت بيديه بضعف وقام بمساعدتي بالنهوض.

مشيت نحو سريري، والذي يقع بالجانب الآخر من الغرفة.

إستلقيت فوق السرير، و فورًا بدأت بالبكاء بهدوء ﻷن إيفي لن تكون نائمة بجانبي بعد الآن. علي أن أعتاد على أن لا أرى إبتسامتها المرحة في الصباح الباكر بينما تتمدد و تفعل تمارين اليوقا الروتينية التي إعتاد عليها الجميع. لن أراها مجددًا على طاولة الطعام في الفطور، تأكل التوست بينما تشرب عصيرها المفضل، عصير التفاح. لن أستطيع أن ألعب باﻷنحاء معها و أسرّح شعرها ذو قصة البيكسي على شكل تسريحات طفولية مضحكة. لن أستطيع أن أبقى مستيقظة لوقت متأخر لأتحدث عن العالم والفلسفة معها. لن أستطيع مشاركتها في تصرفاتها المتمردة. لن أستطيع الرقص بشكل غبي معها. لن أستطيع سماع صوتها الناعم و الجميل بينما تغني، موهبتها السرية. لن أستطيع الحضاء بمعركة بالمياه معها. لن أستطيع إتخاذ وضعيات لكي ترسمني بإحترافية. لن أستطيع الضحك معها. البكاء معها. الإبتسام معها. معانقتها. إخبارها بأنها تستحق كل شيء وأنها رائعة و قوية. إيفي كانت ذات روحٍ جميلة. سأشتاق إليها حتمًا. سأشتاق للشخص المفضل لي بالعالم كله حتمًا.

"حاولي النوم، عزيزتي." قال هاري جالسًا بجانبي.

"لا... لا يمكنني." هزّيت رأسي.

"إيفي كانت-"

قاطعت هاري، "لا، فقط توقف. حسنًا. لا أرغب بالتحدث عن هذا."

"أعلم بأنكِ حزينة-"

"إخرس وإذهب عني. لا أريد التحدث ﻷي أحد."

"تحتاجين لبعض الراحة، هولي." قال هاري، ممسكًا بيدي الباردة.

أغلقت عيناي، محاولة النوم، لكن لا يمكنني، عيناي مغلقتان لكنني لا استطيع النوم.

"لا يمكنني النوم." نظرت للسقف.

"فقط أغلقي عيناكِ." همس هاري، وبصوته المبحوح أغلقت عيناي فورًا.

"الحب عندما تذهب،
يذهب عندما يأتي،
عليكِ أن تكوني عاقلة،
لا تكوني واحدة من ذلك،
القمر يشاهدكِ بينما تنامين،
يرى كل شيء يخصك،
كوني متأكدة بأن لا يرى خطاياكِ،
ﻷنني أعلم أنني أفعل،
الحب عندما يأتي،
يذهب عندما تأتي،
أنتِ الوحيدة المؤذية،
فقط عديني،
أنتِ لن تخسري نفسكِ،
عزيزتي."

صوت هاري الدافئ والملائكي عندما يغني جعلني أغط بالنوم ببطء، متناسية العالم لكن بالتأكيد لا أنسى إيفي.

مَنزل الدُمى // ترجمة عربيّة.Where stories live. Discover now