♢مَـدخَـل♢

12.2K 720 222
                                    


( كانَ يا مكان، عن حكايةٍ غفَلَها الزمان.. في قريةٍ بعيدة وُجِدَ صبيٌّ صغير، فعلَ أمرًا لا يجب عليه فعله.

كانت روحه مشرقة.. فأسودّتتأذى.. فآذى، ثم تُرِك وحيدًا في مكانٍ لا تصله جدائل الشمس الذهبية ولا النسائم العليلة، لا يرى قمرًا ولا نجومًا، وحيدًا متخبطًا بأخطائه في الظُلمة.

وببساطةٍ تمّ نسيانه.. كما لو أنه لم يوجد يومًا. )

هذه قصة روتها الأُمهات على مرِّ السنين لأطفالهن، كي يُحسنوا التصرف مع أنفسهم أولًا ومع الناس ثانيًا. كانت كورثٍ يجب عليهم إئتمانه للصغار كما لو أنهم يؤمنون في أعماقهم إن تلك القصة ليست مجرد خيال.

الشخص السيء يتم تركه.. ونسيانه.

في الأزمان القديمة.. كانوا يتخلّصون فعلًا من الأطفال اللُقطاء والمشردين كما لو أنهم مجرد عالةولأنهم كانوا براعِمًا تفتّحت في ظروفٍ قاسية أُجبروا على الكونِ سيئين، هم حتى لم يمتلِكوا فُرصة صغيرة لكي يُزهِروا.

 كُلُّ أولئكَ الأطفال مثِّلهم ذلك الفتى، الذي حاول الآباء والأمهات إبعاد أطفالهم عن أقل صفة تحلّى بها. كان قدوةً سيئة تُضرب بها الأمثال ليومنا هذا ربما، أو لعلّه فقط اندثر ولم يعد أحد يحكي قصته.. كما لو أنه قد تمّ نسيانه للمرة الثانية.

يا له من صبي صغير مسكين ذاك من ذُكِر في القصة.. لم يكن ليبقى صامتًا على ما شهده من ظلمٍ انتهكَ طفولته، لذا اعتقدوا قديمًا أن مثل هؤلاء الأطفال الّذين يشبهونه، الّذين ماتوا على الطُرقات جوعًا، قُتلوا ظُلمًا أو بُهتانًا أو طُرِدوا ونُفيوا لمصيرٍ مجهول، تعود أرواحهم من جديد بهيئةِ عفاريتٍ سيئة.

مينويت! || Minuet!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن