♢صفيـرٌ من البعيد.

6K 566 383
                                    

مساءًا سعيدًا~ أرغب في البدايةِ بقولِ شكرًا بصدق لجميعِ من انتظر رواية مينويت🥺❤️

الكاتبة تتمنى أن تعجبوا بالنسخة الجديدة من الرواية وتمنحونها الحب~ -تلوح بلمع وتنثر ورود-

قراءة ممتعة سواء كنتِ متابعة قديمة أم جديدة! أنيروا النجمة واكتبوا بعض الحروف من أناملكم اللامعة لطفًا~🌹

.

.

.

━━━━━ƸӜƷ ━━━━━

لاطفت النسماتُ وجهها الساكِن بعبثٍ ثم ابتعدت، تُمازِح خصلات شعرها القهوائية محاولةً أن تُفسد اجتماعَ خصلاتها الصغير المُقام على قمّة رأسها، حيث ترفعه بربطةِ شعرٍ بسيطة. خصلتان هاربتان كانتا تربّتان بلطفٍ على خدّيها، وعينيها لا تزالان غير منزعجتين. تُحدّق بعدستيها الداكنتين نحو الأمام، وتعابيرها لا تزال مُحتلّة من قِبل الشرود.

ساقاها تتحركان سريعًا بقدرِ ما يُمكنها دفعهما، يداها مثبتتان على مقبضين.. وصوتُ عجلاتٍ خاِفت يمُرّ على الطريق الاسمنتي الهادئ. كانت تقودُ دراجتها الهوائية على عجل، بفكرٍ مشغول لا تستطيعُ أن تُدرِك حتى أنها كانت الروح الوحيدة في ذلك الشارع، أو أن الصوت الذي يُمكنها سماعه كان اندفاع دراجتها والهواء في أُذنيها وحسب.

السماء كانت ناعِسة.. ولونُ الغروب الدافئ يُسيطر عليها كما لو كان غطاءها. اصطبغَ مُحيطها باللونِ البرتقالي، وعينيها حبستا وهجَ الغروب في عدستيها كما لو كانا كرتين زجاجيتين مليئتين بالألوان. كانت هادئة أغلب الوقت.. تمضي بين الحي السكنّي الذي انتصبت على ضفتيه المنازل باختلافِ أشكالها وأحجامها، يُحدقون جميعًا فيها بسكون فيما كانت تمُّر.. وناظريها يبتغيان منزلًا واحدًا.

كلّما حاولت التفكير بمن ينتظرها لتعود.. ينتشلها شيءٌ يجعلها تأخذ أنفاسها بحيرة وتبدو مشوشة لوهلة. كانت متأكدة من أن المكان هادئٌ تمامًا، ولكن بين فينةٍ وأُخرى.. يُباغت مسامعها صوتٌ بدا بعيدًا.. عميقًا وضعيفًا، لكنه واضحٌ بالنسبة إليها. القشعريرةُ أوقفت الشعيرات في نهاية رقبتها، وعدستيها المتسائلتين تتوجهان فورًا نحو سلّتها..

السلّة المرتبطة بدراجتها الصغيرة، كانت مُغطاةً بقماشٍ خفيف يبدو مغمّسًا بالعسل تحت الغروب، وبدا كما لو أنه يُخفي شيئًا تحتها.. وذلك الشيء حصرَ انتباهها لدقيقة. كانت تحاول مرارًا أن تُركّز علها تكتشف أنه محظُ وهم، ولكن كلما حدقت بشكلٍ أقوى في تلك السلة.. كلما أدركت أن الصوت يبدو شبحيًا أكثر وأكثر.. كهمساتِ أرواح في غابةٍ سحرية بعيدة.. 

مينويت! || Minuet!Where stories live. Discover now