الفصل الثاني

18.2K 438 11
                                    


كان صوتا رقيقا متكاملا جعلها تتورد خجلا ,استدارت بسرعة وفتحت فمها لتتكلم ,بكل تهذيب طبعا ,ولكن التصقت الكلمات بحنجرتها.

كانت تحدق بتاثر برجل ذات وسامة لم ترى مثلها في حياتها,كان يملك عينان رماديتان ممتزجتان باللون الازرق كلون البحر في الشتاء,واهداب طويلة كثيفة سوداء وشعر اسود داكن ,اما ملامحه فقد كانت قاسية اكثر مما هي جميلة كل شيء فيه ينم عن السلطة.

شعرت ماري بانها مازالت تحدق به بدهشة فانتبهت وقالت:
_اننا نقدم عدة انواع من الشاي اللذيذ وايضا قهوة وعصير اذا اردت.

_انتم تقدمون كل ذلك ,حقا ؟
لقد شعرت بالاستياء والحرج,واخذت تستعيد ماتعلمته في حال ان احد المسافرين حاول ازعاجها.
_اذا اردت اعلامي اين طاولتك يسعدني ان احضر لك قائمة الطعام مع كل انواع العصير الموجودة هنا.

_كم انت كثيرة الاهتمام .
وشعرت بارتباك تجاه ابتسامة جعلت قلبها يخفق بعنف.
تحرك باتجاه احدى الطاولات كانت تراقب خطواته المختالة ثم جلس واشار باصبعه باتجاهها فاقتربت منه بحذر .
قال :
_اريد ابريقا من الشاي لاثنين
_اه ,طبعا.
اخفضت راسها وشعرت بخيبة امل كبيرة اذا انه مع احد وهذه حقيقة فلا يبدو انه من النوع الذي يسافر بمفرده ,كما انه ليس بحاجة لمطاردة النساء ليحظى بصداقتهن.
قال وهو يحدق بها:
_لديك الوجه الاكثر شفافية ارى الافكار تطفو عليه بوضوح ,كم تبلغين من العمر ؟17 اما 18 ؟

_انني في 21 ولا اعتقد انني استطيع المضي في التكلم معك.
_في 21؟امر غريب؟.
_ماهو الامر الغريب؟.

_معظم النساء في هذا العمر يصبحن متخمات بالتجارب ولكنك تبدين كورقة بيضاء لم يكتب عليها شيء ,هل انا مخطئ؟.

مرة ثانية شعرت بالارتباك والحيرة فهذا النوع من الكلام لم تسمع به من قبل .
قالت بانزعاج ظاهر:
_لم افكر بالامر البتة ,والان استميحك عذرا.

استدارت واتجهت ناحية المطبخ شاعرة بعينيه يتبعانها .
امسكتها جيسكا قائلة :
_من هو ؟ومن اين اتى ؟ لم يكن هنا الليلة الماضية انا متاكدة من ذلك.
_لااعلم من يكون .
_الم يقل لك اسمه ؟فقد تكلمتما معا وقتا طويلا ,لاشك انه اخبرك باسمه.
_اطلاقا .

_الشخص الغامض امر جميل.
قالت ماري وكانها تذكرها :
_انه ضيف ولديه صديقة.

هذا الرجل اثر بها من غير ان يحاول ذلك,ولقد شعرت بالارتياح لانه ليس بمفرده وان علاقتهما يجب الا تتعدى انه ضيف على هذه الباخرة وهي نادلة.

عندما عادت الى قاعة الطعام,فوجئت ان صديقته لم تكن شقراء وفارعة الطول كما كانت تتوقعها بل امراة ناضجة في الخمسين من عمرها ذات مظهر ارستقراطي.

التقت عيناه بها وابتسم تظاهرت كانها لم تره.
عندما اخذت ابريق الشاي لهما ,لم تستطيع النظر الى وجهه .

الحب الملتهب: روايات عبير ( مكتملة)Where stories live. Discover now