الفصل السادس

14.1K 321 3
                                    


كان صوته باردا كنظرة عينيه وهو يقف امام الباب الذي كان مفتوحا على مصراعيه.

غادر اللون وجه جيسكا,فقد بدت كسمكة اخرجت من الماء ,توجهت نحو الباب منحنية الراس ومتجمدة الاطراف .

نظرت ماري اليه بتحد فماذا اذا سمع نهاية حديث يبدو وكانه تامر مشين ؟انهما الان متساويان ,اليس كذلك .

دخل الى الغرفة واغلق الباب وراءه وحدق بها بعينين باردتين كالثلج.
_لم اكن اعلم اني ساقاطع حديثا بهذه الاهمية .
لهجته جعلتها ترتجف.

بهدوء كانت تفكر بمرارة وحاولت الا تدع لقوة شخصيته ان تؤثر عليها ليتلاعب بها مجددا .

نظرت اليه بكل جراة وقالت :
_ماكان عليك التنصت وراء الابواب.
_ولكن الانسان يكتشف امورا مهمة بهذه الطريقة .
اقترب منها اكثر فتنهدت بمرارة وقالت:
_نعم ,معك حق.

كانت تشعر بالخوف والارتباك ,فهي حتى الان لم تر منه الا الوجه الباسم, الدافئ الوجه الذي اتخذه اقرب وسيلة للوصول اليها.

رغم العذاب المدمر الذي تشعر به كانت تعلم انه مازال يستطيع السيطرة عليها.
سالها :
_امر طائش التحدث عن فرص البحث عن الثراء والباب مفتوح اليس كذلك؟.

كان صوته لاذعا ومسيطرا.
كانت قد كررت ماذا ستقول له مرات عدة لقطع العلاقة بينهما ولكن الان بما انه هنا ولقد وصل الى هذه الاستنتاجات الخاطئة ,فقد ادركت ان ليس عليها القيام بالمزيد ,وعليها ان تتركه ببساطة لتفكيره ,بانها كانت تسعى وراء ماله,فهذا امر يسهل عليه قبوله,فالشك طبيعة ثانية لشخص مثله.

قال بحدة :
_اجيبي عندما اتكلم معك !

همست بياس :
_قد يسمعك احدا ما .

_لااعير اي اهتمام لذلك ,فانا املك هذه السفينة .

كانت يداه في جيبي بنطاله ,هل يفكر في ضربها ؟كان يبدو عليه انه سيخنقها ولكنه لن يفعل,فهو ليس من النوع الذي يتصرف بعنف ,وقد اخبرها ذلك مرة ,لم يكن عليها الخوف منه ولكنها ترتعب خوفا من تلك النظرة الحادة الباردة.

_ماذا تريدني ان اقول؟اتريد ان اقول انني كنت الاحقك من اجل مالك ,حسنا انه كذلك رضيت الان؟

كان يبدو وكانه سينفجر من الغضب ,سار باتجاه الباب ولكنه عاد الى مواجهتها
_والان اخبريني منذ متى تتامرين علي؟ ولاشك انك اعتقدت انك حظيت بالدجاجة التي تبيض ذهبا عندما ابديت اهتماما بك.

قالت :
_فكر فيما يحلو لك.

سالها :
_متى قررت ان تعتبريني وسيلة ؟

قالت وعيناها تلمعان بالغضب:
_لااعتقد انك ستصدق ان اخبرتك ان كل اموالك لاتعني لي شيئا ,هل تفعل؟

_بعد كل ماسمعته؟
قال باصرار:
_لاشك انك تعتبرينني مغفلا ,لقد فات الاوان لم يعد باستطاعتك تغيير الامر ولكن فقط اريد ان اعلم متى بدات بتلك الخطة ,لانني اريد الابتعاد عن كل النساء اللواتي هن مثلك في حياتي.

الحب الملتهب: روايات عبير ( مكتملة)Where stories live. Discover now