الفصل الثاني عشر

13.8K 282 3
                                    


كان هولدن بانتظارها في اليوم التالي ,فبعد ان زارت هاتي طرقت على بابه وفتحته لتجده متكأ على عتبة النافذة ,وبالحال شعرت انها تريد ان تغلق الباب وتهرب عبر الممر لتعود الى بيت عمتها بامان.

كل القلق الذي تعانيه في الايام الماضية كان يبعد عنها بمجرد بما سيحدث لها في المستقبل ,اما الان وجه لوجه معه جاهزا لمغادرة المستشفى فبدات تشعر ان الامر حقيقة وكل شيء يدعوها الى الخشية والخوف.

عضت شفتها بعصبية وتمنت لو انها لم تكن واقفة هناك تحدق به بتأن محاولة ان تحث نفسها على التصرف بعدائية .

لم يشرحا الامر بعد لهاتي ولكن هولدن كان يزور ابنته كل يوم ليبني بينهما جسورا من الصداقة والمحبة من اجل تقبل الوضع عندما تعرف الحقيقة بطريقة فرحة ومريحة قالت وهي تقف عند الباب :
_ها أنا هنا الان كيف تشعر اليوم .

_قال :
_لم اشعر بانني افضل من اليوم .

_اليس عليك ان تقابل الطبيب او الممرضات قبل ذهابك ؟

امسك بحقيبته ووقف ينظر اليها بعينين جامدتين قال:
_لقدد تم التحقق من كل شيء حتى الامور المالية.

اقترب منها غاضبا ونظر اليها بدقة :
_تبدين كارنب مذعور لماذا ؟ هل تكرهيني الى هذه الدرجة ؟.

_وهل تلومني ان فعلت ؟.
شعر بالضيق وفكرت ماري بيأس ,ان الامور دائما تعود الى حقيقتها ,فهي لن تتخلى عن شعورها بالغدر كما هو لن يتخلى عن احساسه بعدم الثقة .

قال ببرودة :
_تبدين كمثال للفضيلة ولكن على الاقل لن اكون عرضة للشروط .

فتحت فمها لتنفي ذلك ولكنها عادت عن فكرتها فاعتقاده الخاطئ هو صمام الامان لها فاذا كان يكرهها اليس من العدل ان يفكر بان الشعور متبادل؟.

سالت بصوت حزين :
_هل نذهب ؟.

_اذا كنت تستطيعين تحمل الامر ماذا تعتقدين سافعل الان مادمت غير مستلقي على سرير المستشفي ؟ساقفز اليك ؟ام اهاجمك ؟.

قالت بضيق :
_بالطبع لا .
كانت ترى من خلال ملامح وجهه كم كان غاضبا .

اقترب منها ونظر اليها بعينين تلمعان بقوة وقال:
_اذا لماذا تتصرفين وكانك ستدخلين عرين الاسد ؟.

_كيف تريدني ان تصرف ؟فالوضع ليس طبيعي اليسكذلك ؟.

قال بسرعة وبصوت بارد :
_سنتزوج قريبا ,كيف تريدين ان يصبح الامر طبيعي اكثر ؟هل تظنين ان التنقل ذهابا وايابا لرؤية هاتي امر عادي اكثر؟.

لم تجب لم يكن يفكر اطلاقا بوجهة نظرها فكل الذي يطلبه هو رؤية ابنته دائما,واذا كان الزواج هو الوسيلة الافضل لذلك فليكن كذلك فهو لايؤمن بوجود الحب ,فكيف سيظن ان هناك حبا فعلا؟.

الحب الملتهب: روايات عبير ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن