الفصل الرابع

15.9K 338 3
                                    

_رائعة جدا.
سمعت صوته قبل رؤيته استدارت ناحيته بسرعة وابتسمت ,فلقد كانت ليلة جميلة القمر ساطع كالبدر والوانه الفضية تزين وجهه بالوان محيرة.

(نحن لانرغب ان نتصرف بحماقة اليس كذلك ؟.)
دارت كلمات امه برأسها.

اقتربت منه وهي تقول:
_اشعر وكانني اعيش في الارياف اقطع الحطب واربي الماشية.
ضحك وهو يراقبها وقال:
_ماهذه الفكرة لااستطيع ان اتصور انك تفعلين ذلك ,كما لاتملكين صحة قوية لهذا العمل .

_لااتصور انك تعيش كحياة رعاة البقر ايضا.

تمتم قائلا:
_لم اتعامل مع الماشية ولكن في الحقيقة لقد عملت بقطع الاخشاب لفترة .
قالت بدهشة :
_هل حقا فعلت ؟
ضحك واجاب :
_بالطبع فقد تنقلت بكل دروب الحياة.
_لم اقل مرة العكس.

_ليس عليك القول فكما اقول لك ,وجههك يعبر عن كل ما تفكرين .
قالت بغضب:
_لااحب ذلك .

_انه نوع من المدح .
_اخبرني اين تعلمت قطع الخشب؟
لم تكن تريد ان تعلم اي نوع من النساء يفكر بها,هل النوع الذي ترضى عنه امه عادت بفكرها الى تلك المحادثة القاسية ولكن تخلت عنها بسرعة .
قال :
_كندا,امضيت هناك فصلا من ابرد واقسى فصول الشتاء في كوخ في احدى بحيرات الشمال ,فالجليد يغطي كل شيء ولو لم اتعلم بسرعة قطع الاخشاب لكنت قضيت نحبي من البرد والصقيع.

_ماذا كنت تفعل هناك.؟
_اضع اللمسات الاخيرة للاطروحة التي كنت اعمل عليها.
_مغامر كبير.
_كانت فكرة جيدة في ذلك الوقت فقد سئمت العيش في لندن ,وكنت ارغب بالرحيل وكانت هذه الفكرة رائعة ,فالكوخ كان لصديق يستعمله فقط في فصل الصيف وظن ان ذلك يفرحني.

قالت وكانها تحلم:
_لابد انها كانت مغامرة رائعة,وحدك في وسط المجهول وليس من صديق لك سوى الطبيعة.

_والدببة القطبية ,كنت ادافع عن نفسي بيدي فقط.
قالت :
لاشك انها تجربة مروعة مع الدببة.
_بدون شك .
_هل عدت الى ذلك المكان ثانية ؟.
هز براسه قائلا:
_لم يتسن لي الوقت فقد شغلتني المباني الحجرية ,وقبل ان اعي ذلك اصبحت في الثالثة والثلاثين واصبحت تلك الايام كالحلم .

_يا للاسف .
ضحك وقال:
_انت تشفقين علي !اليس كذلك ؟
_نوعا ما فالمدن المكتظة تشبه السجون الاتشعر كانك سجين ؟

نظر اليها باستغراب :
_بالطبع لا ,ولم اشعر هكذا ؟فما غاية التحرك اذا لم يكن الى الامام باستمرار ؟ الطموح هو الدافع الذي يجعل عجلة العجلة تدور.

_بالطبع لا ,فالمال ليس بهذه الاهمية ؟لااعتقد انه كذلك .

_انت المراة الوحيدة التي تقول مثل هذا الكلام.

ضحكت وهي تفكر هل هذا نوع من المدح وقالت:
_وانا ايضا لم اقابل انسان مثلك ياسيدي !ولكي اقول الحق الجامعة ليست المكان المناسب لمقابلة الرجال الطموحين الشجعان, اصدقائي كانوا منكفئين عن هذا الاحساس طموحهم ان ينجحوا في دراساتهم صدقني معظم الناس يعيشون حياة متواضعة وسعيدة ليؤمنوا بعض الرفاهية المطلوبة .

الحب الملتهب: روايات عبير ( مكتملة)Where stories live. Discover now