بداية النهاية

161 11 2
                                    

صعدت درجات الڤيلا ذاهبا الى الدور الثاني هاربا من لصوص اقتحموا المزرعة ، في الوقت نفسه ، كان اللصوص يحاولون الدخول الى الڤيلا عبر باب اوصدته وأحكمت اغلاقه بأريكة كبيرة وكرسيين كانتا في مجلس الرجال .
صعدت الدرج بخطوات كثيرة التعثر ، صرخت بصوت خائف منبها ساكني البيت : لصوص في الداخل لصوص ...

كانت صالة الدور الثاني أمامي أرضيتها الرخامية ناصعة البياض ، مأثثة بكنبة كبيرة وأربعة كراسي جلد متقابلين لونهم أسود لامع، زينت بوسائد حمراء داكنه ، وسجادة صغيرة توسطت الصالة بنفس لون وسائد الكنب ، وفي نهاية الصالة أمامي نافذتين كبيرتين جدا عليهن ستائر ملونة باللون الأبيض والأسود وقليل من الأحمر الداكن .

وفور وصولي الدور العلوي ومع صراخي وصوت ضرب اللصوص للباب ، استيقظ الجميع وخرجوا كل من غرفته منذهلين ، خرج أبو أحمد وهو يلبس قميصه من غرفة على يمين الصالة ، وخرجتا العنود وجواهر في صدمة من غرفة على يسارها .
وقفت أعلى الدرجات مكررا نفس النداء حتى قالت العنود : يا إلهي ! وأين هم ؟
قلت بصوت عالِ : ألا تسمعين رجف الباب ؟!
قالت جواهر : ياللوقاحة ! ماهذا ؟
قال أبو أحمد : يبدو أنهم خطرين ! علينا الاختباء وابلاغ الشرطة فوراً ، تعالوا بسرعة الى الداخل .
دعانا أبو أحمد لأن نحتمي عنده في الغرفة من خطرهم ، فأسرعت خطواتنا وأذهاننا لا زالت مشتتة ، فلا نعرف كيف الخلاص ، ولا نعلم عن سبب اقتحامهم المنزل .
وما ان اغلق أبو أحمد غرفته علينا حتى سمعنا صوت تحطم في الأسفل تبعه صراخ اللصوص وكأنهم ينادوا بعضهم البعض .
هذه الأصوات أرعبتنا كثيرا ، فقد صرخت العنود من صوت الحطام ثم بدأت ترتجف وهي تقول : يا إلهي مالعمل .
اسرع أبو أحمد إليها فضمها قائلا : لا تقلقي فالله سيحمينا باذن لله .
في هذه الأثناء ، كنت أفكر رغم الخوف عن كيفيت الخلاص ، فأخذت عيناي تتفحص المكان .
كانت غرفة أبو أحمد فاخرة جدا ومتوسطة الحجم ، فقد كان أمام باب الغرفة صالة صغيرة فيها كرسي هزاز سكري اللون ،  وكنبة طويلة بنفس سكرية ، وطاولة قهوة خشبية سكرية أيضا ، وعلى الجدار كانت شاشة مسطحة ، وعلى الجانب الأيسر من الغرفة كان السرير الكلاسيكي ومنظرة ودروج بنفس لون صالة الغرفة ، وعلى الجدار كانت نافذتين كنافذتي الصالة عليهن ستائر سكرية أيضا ، أما الأرضية فكانت مفروشة بالكامل باللون الأحمر القاتم .

كان أبو أحمد يضم جواهر والعنود الى حضنه وهن تبكيان ، وكان يتمتم بالمعوذات ، بينما كانت أصوات اللصوص المرعبه تملأ المكان ، من خطواتهم وكلامهم وكسرهم لبعض الأغراض ، تميز من بين تلك الأصوات صوت ثقيل قال: علينا أن نجد ساكني هذا المكان بسرعة قبل وصول الشرطة ، نحتاج رهائن !
قلت بصوت خافت : إنهم مطاردون ! .
فالتفت الى جواهر وقلت لها : هل اتصلتي بالشرطة ؟
أجابت : نعم لقد فعلت .
فقلت : وماذا قالوا ؟
أجابت : قال الشرطي شيئاً مثل أنه سيرسل سيارتي دورية الى هنا .
قلت : هذا جيد .
بدأت خطوات الرجال تقترب ، فقد صعدوا الدرجات وانتشروا في هذا الطابق .
زاد خوف الفتاتان ورجفاتهن واصواتهن بدأت تعلوا ، فقلت : اششش ، إهدؤا حتى لا يسمعونا فيعرفوا اين نحن .
نظرت الى جواهر وتبادر الى ذهني أن أغطيها عن اللصوص الغرباء ، فأخذت أبحث عن شي مناسب حتى وجدت شرشف صلاة بجانب السرير .
أعطيته جواهر فقالت لي بيأس : هل تعني أنهم سيجدوننا ؟
قلت : لا لا أعني ذلك ولكن لا مانع من أخذ الحيطة .

فرصة للعيش Where stories live. Discover now