رؤية

177 16 14
                                    

بران-رومانيا-في داخل قصر بران العائد لمؤسسه فيلاد تيبيس .الساعة٢:١٥مساء.

يخرج هيكتور من حمام حجرته مرتدي روب استحمامه وعلى راْسه منشفة صغيره يجفف بها شعره الأسود الفاحم يمضي طريقه الى النافذة الكبيرة وخدمتاه يكملون بتجهيز ثيابه التي سيرتديها .
تركض احدهما اليه وتأخذه من يده المنشفة ومن ثم تغادر الحجرة.
يرفع هيكتور عينيه ليستمتع بالمنظر الغائم الذي قتل خيوط الشمس منذ زمن طويل وإذ به يفاجأ بأغصان خضراء شائكة تتسلق أسوار قصره بسرعة كبيرة وعند وصولها لآخر السور تعلن انتصارها بتفتح زهور حمراء وإذ بالاشجار العارية داخل سُوَر القصر تتباها باورقها الخضراء المثمره بثمارالتفاح كما تكسو الأعشاب الخضراء ارض الحديقه .لايكاد يستوعب هيكتور هذا النظر وإذ بضوء الشمس يشق الغيوم بسرعه كبيره ليخترق بشرة هيكتورالمعدومة الدماء وإذ بجبينه يبداء بالذوبان.

يغلق هيكتور الستار ويصرخ:"لااااااااااااااااااااااا" منزلا راْسه للأسفل تهرع اليه الخادمة :"سيدي هل انت بخير سيدي ماذا حدث؟؟!!"يدفعها عنه ويذهب الى المراه بانفاس متقطعه متسارعة ليتفقد وجهه الذي تعرض لضوء الشمس واذ بوجهه سليم دون اي ضرر يحاول هيكتور السيطره على تنفسه وأخذ نفس عميق ومن ثم يذهب مرة اخرى الى النافذة ويفتح الستار واذ بحديقة قصره كما هي عارية الأشجار والغيوم مازالت متلبدة في السماء بلونها الأسود القاتم .

يمسك هيكتور جبينه وعيناه مفتوحتان من الدهشة ويصيح:"اوفيلياااااااااااااااااااااااااا اوفيلياااااااااااااااااااا اريد أوفيليا على الفور اوفيليااااااااااااااا"تخرج الخادمة راكضة الى خارج الحجرة :"حسنا ساحضرها على الفور"
بينما تخرج الخادمة يمسك هيكتور هاتفه الخلوي ويتصل "توووووووووت تووووووووت"يفتح الخط ويخرج من الهاتف الخلوي صوت شاب ناضج بنبرة جديه:"سيدي العظيم كيف لي ان أخدمك " يرد هيكتور بنبرة متورترة جدا وعالية :"جيرارد تعال الى حجرتي على الفور".

لايكاد هيكتور يغلق الخط وإذ بسيده يبدوا مظهرها في الأربعينات من العمر ولكن عمرها تجاوز آلاف السنين فهي الكاهنة لعائلة تيبيس.تدخل الى الحجرة بخطوات هادئة بفستانها الأسود الطويل وشعرها الأحمر الاجعد الطويل ثم تقف بالقرب من الكرسي الذي يجلس عليه هيكتور مؤدية انحناء التعظيم له"من الجميل استدعائك لي سيدي بعد هذا الزمن الطويل "تقول أوفيليا بهدوء
يرد عليها هيكتور:"لا تكثري الكلام فقد راودتني رؤيا ولكن هذه المرة كانت شديدة الرعب لا ازال اشعر بدوار في راسي حتى الان بسبب الرؤيا ".من الجميل ان تستعيد قدرتك سيدي وتزورك الرؤى مرة اخرى فهذا يساعدك كثيرا ".تقول أوفيليا ببرود وتكمل:"انت تعلم سيدي ان أعدائك كثر وهذا يساعدك كثيرا سيدي تستطيع ان تقص على رؤيتك كلي اذان صاغيه ".
يقص هيكتور بملامحه المفزوعه رؤيته لاوفيليا وهي تستمع اليه وملامحها لاتزال بارده حتى ينتهي من حديثه .يخيم الصمت لحظة بداخل الحجره وبعدها تزوم أوفيليا شفتيها وتقول:"سيدي انها رؤية مرعبة حقا فهي تحذرك من اقتراب الخطر"يقاطعها هيكتور:"ماذا تقصدي؟؟!!"وفي هذه الأثناء يدخل جيرارد الحجره وبيده اللوح المحمول الذكي وهاتفه الخلوي الذين كرسو لتنظيم اعمال الحاكم هيكتور العظيم .يقول جيرارد :"امرك سيدي "منحنيا احتراما له ولكن هيكتور لايعيره اي اهتمام وكأنه ليس له وجود داخل الحجره.
تكمل أوفيليا :"سيدي انت تعلم ان اخر ثمرة خطايا مازالت حية ترزق ولا نعلم أين هي وماذا تفعل وكيف هو شكلها كل مانعلمه عنها انها نسخة اخرى من انستاسيا الخائنة وانت تعلم جيدا سيدي ما مدى خطورتها على بني جنسنا وتعلم مدى التحولات التي ستحصل لها لو انها مارست حياتها كأي شخص على هذه الارض لذلك نحن نخفي سبب حرمانية التزاوج بين البشر وبني جنسنا لأننا لانستطيع مواجهة نتائجه "تكمل بنبرة جدية "سيدي انا لست سوى كاهنة بسيطه ولكن كل ما أستطيع قوله يجب علينا إيجادها فورا والتخلص منها حتى يستمر الأمن لصالحنا". يشير هيكتور بيده لاوفيليا لها بان تغادر الحجرة بينما يمسك بجبينه .تنحني أوفيليا مرة اخرى وتغادر الحجره وتغلق الباب وفي هذه الأثناء يرفع هيكتور وجهه ناظرا لجيرارد قائلا له:"الغي جميع مواعيدي لهذا اليوم و احضر لي القائد كوليا فورا واجعله يترك كل مايشغله فالمسألة مسالة حياة او موت مفهوم"يرد جيرارد حاضر سيدي شي اخر "يشير هيكتور يديه لجيرارد ليغادر الحجرة بينما هو يعود لوضعه ممسكا بجبينه غارقا في بحر أفكاره .


في هذه الأثناء في مدينة بوخارست داخل منزل المنظمة
يطرق جابرييال باب حجرة جاسيكا ويرد عليه صوتها من خلف الباب :"ادخل أيها الزعيم" يدخل جابرييال الحجرة ويغلق الباب خلفه وجسيكا تقف بالقرب من السرير حامله ثقلين بيديها لتمرن عضلاتها .يجلس الزعيم على كرسي بالقرب منها ويقول:"جيسي اريد ان اتحدث معك قليلا رجاء اتركي الأثقال وركزي معي فالموضوع مهم"تكمل جاسيكا التمرين مركزه نظرها على عضلات ذراعها وتقول :"انا موافقة" ينظر اليها جابرييال باستعجاب :"نعم مواقفه على ماذا؟؟!!" ترمي جاسيكا الأثقال على الارض وتجلس على السرير بغضب وتقول بنبره مستاءة :"مواقفه على التمثيلية التي ستعرضها على بان تعلن خبر خطبتك مني للأنني الانسب لكن لا وبل سأكون خير معاون لك في أمور المنظمة وانا سأوافق حتى تقوم باصلاح هفوتك مع كاميليا ونحافظ عليها عذراء اتباعا لوصية أولياء امورنا وايضاً حفاظا على حقوق البشرية الاقليه الموجودة في هذا العالم وبهكذا تكون انت حافظت على منصبك وصححت غلطتك وغلطة تلك البلهاء التي نحن نفنى من اجلها هذا مصيري البائس وانا اتقبله" يزداد حجم عيني جابرييال اتساعا ويقول :"ماذا ماذا تقولي كيف لكي ان تعلمي" تقاطعه جاسيكا :"لقد كنت اعلم بامركما منذ البداية ولكن التزمت الصمت لماذا لا اعلم "يقاطعها جابرييال بنبره حاده :"توقفى عن قرائة افكاري فانتي تقتحمي خصوصيتي" ترد عليه جاسيكا بأستياء :"لا أستطيع فهذه هبة ولدت بها ومشاعرك لكاميليا صوتها اعلى من صوتك "يستمر جابرييال بالنظر لجسيكا بتعجب بينما هي تكمل :"حسنا أيها الزعيم انا أوافق" .يشيح جابرييال وجهه عنها وفي هذه الأثناء تطرق كاميليا الباب وتفتحه قائلة:"ما الامر لقد سمعت صوت صراخكم" يرد عليها جابرييال :"لاعليكي لقد كنّا نتناقش بشده"تبتسم كاميليا وتقول :"حسنا اذا الغذاء جاهز"وتخرج وتغلق الباب.

ثمار الخطاياWhere stories live. Discover now