Part 1

3.9K 153 97
                                    

وقف امام بوابة " القادمين " في مطار سيؤول ، شمل المكان بعينيه الواسعتين اشتياقاً وفرحاً
ها هو بعد مرور عشر سنوات من الغربة الموحشه يعود اخيراً الى وطنه
خرج من البوابة الرئيسية للمطار وهو يجر حقائبه خلفه ثم اخذ نفساً عميقاً مشبعاً برائحة الحنين للوطن لتشرق في وجهه ابتسامة رضا ..

بعد ما يقارب الساعة من وصوله الى كوريا كان قد وصل الى منزل صديقه المقرب الذي تعرف عليه اثناء دراستهما معاً في امريكا
خلع نظاراته الشمسية لتظهر عيناه العسليتين فيتأمل المنزل الكبير قبل ان ينفث اخر انفاس سجائره ويدخل المنزل .

جلس على الاريكة الفاخره في صالة المنزل ليطل عليه صديقه مهللاً ومرحباً ويقابله بعناق اخوي دافئ
هيتشول : اخيراً قبلت دعوتي واتيت الى كوريا !
دونغهي بمرح : وهل يمكنني ان افوت حفل زفافك ؟
هيتشول وهو يجلس على الاريكه براحة : وهل يعقل انك اتيت من اجل زفافي فقط وقد تبقي عليه ما يقارب الشهرين ، اعترف يا فتى ما سبب عودتك الى هنا ؟
دونغهي : لقد تعدينا الثلاثين من عمرنا ولا زلت تتحدث كالصبيان ؟
هيتشول : لا تحاول تغيير الموضوع .
قاطعت حديثهما والده هيتشول بدخولها لترحب بضيفهم الذي سيستقر في منزلهم خلال الشهرين القادمين
والدة هيتشول : اهلا بك يا بني ، لقد اخبرني هيتشول الكثير عنك ، يسرني لقاؤك
وقف بادب لينحني لها ويرد لها التحية : شكراً لك سيدتي سرني التعرف اليك .
والده هيتشول : يا الهي انه رجل مهذب ليس مثلك هيتشول لماذا لا تتعلم من اصدقائك ؟
هيتشول بغيظ : اشكرك امي على اهانتي امام صديقي !
ضحك كلا من دونغهي ووالده هيتشول قبل ان تضيف : طعام الغداء جاهز ، تفضلوا لتناول الطعام

اجتمعت عائلة هيتشول المكونه من والده الصارم وامه الطيبة واخته الصغرى سوزي وهو مع ضيفهم لي دونغهي على مائدة الطعام .
بعد تناول الطعام اخذ هيتشول صديقه الى غرفته التي سيبقى فيها ليحصل على قسط من الراحة بعد سفره الطويل من غرب الارض الى شرقها ..

في المساء ؛ كان يمد جسده على السرير براحة يتأمل صورة قديمة في يده بشوق ، افرجت شفتيه عن ابتسامة ولهه وهمس : لقد عدت ..!
سمع طرقات خفيفه على الباب قبل ان يطل هيتشول ويأخذ مكاناً على المقعد امامه بينما اخفى الصوره التي كانت بيده
هيتشول : ما الذي اخفيته للتو ؟
دونغهي : لو كان شيئاً عليك رؤيته ما كنت لاخفيه !
هيتشول : انت ممل
دونغهي : لماذا اتيت لغرفه هذا الممل اذاً ؟
هيتشول : لاخبرك اننا سننطلق غداً بعد الظهيره
دونغهي : الى اين ؟
هيتشول : سنذهب في اجازة الى منزلنا الصيفي ، رحلة توديع العزوبيه لي
دونغهي بملل : لازال امامك شهرين كاملين لزفافك اي توديع للعزوبية هذا !
هيتشول : رتب لنا والدي هذه الرحله حتى تسنح لي الفرصة بالتعرف على مخطوبتي
دونغهي : تتعرف عليها ! صحيح كنت اود سؤالك ما الذي جعلك تفكر بالزواج فجأة !
وضع ذراعه على المنضدة امامه واسند رأسه عليها ليتكلم بسرحان : زواج مدبر ..
والدي يعرف عائلتها جيداً واراد لي الارتباط في ابنة صديقه المقرب ولم اتمكن من ثنيه عن قراره
دونغهي بجدية : لم اتوقع ان تتزوج بهذه الطريقة وانت لم تلفت نظرك فتاة قط !
هيتشول : ظننت انني سأتزوج عن حب ، لكنني لم اجد تلك الفتاة التي تأسر قلبي وهذا ما جعل من حجتي ضعيفة امام ابي
دونغهي بمرح ليغير الاجواء الباردة : اذاً لا داعي لذهابي معكما ، ستكونان بحاجة لبعض الخصوصية
هيتشول : غبي ، وهل سناخذك معنا لو كنا لوحدنا !!
ستذهب المزعجة سوزي وصديقها كما ستأتي صديقة مخطوبتي ايضاً
دونغهي يلوي شفتيه : لكنني كنت انوي البدأ في البحث عنها من الغد !
هيتشول بسعادة : كنت متأكداً انها سبب عودتك !
اخيراً قررت العودة للبحث عنها .. حبك الأول !
دونغهي بابتسامة حالمه : لقد ان الاوان اخيراً ، سأجدها واخذها معي الى الولايات المتحده الامريكية لتبقى معي الى الابد
هيتشول بضرب كتفه ليعيده الى الواقع : ليس قبل ان تقبل بك ايها العاشق الولهان
دونغهي يتنهد : طلبت منها ان تنتظر عودتي ، عينيها الباكيتين اللتين تعلقتا بي قبل رحيلي وعدتني بالانتظار
هيتشول : وهل ستتمكن من التعرف عليها ، لابد انها تغيرت خلال كل تلك السنوات
دونغهي : سأعرفها من لمحة واحدة ، حتى لو لم تتعرف عيناي عليها سيعرفها قلبي
هيتشول يبتسم :  اتمنى ان تعثر عليها ، فقد انتظرتها كل تلك السنوات باخلاص
تابع بمرح : لكن ذلك سيكون بعد عودتنا من اجازتنا هذه
دونغهي بغيظ : لن تقبل رفضي اليس كذلك ؟
هيتشول بابتسامه واسعه : بالتأكيد
دونغهي يتنهد : حسناً اذاً
هيتشول وهو يهم بالمغادرة : اخلد للنوم باكراً لدينا يوم حافل في الغد

بحر الدموع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن