Part 5

990 92 203
                                    

تنهد بعمق ، ازاح نظراته عنها للحظات ليخفي خيبته ويكبت غضباً انتابه للحظات من برودها المبالغ فيه
ثم اقترب منها اكثر حتى لم يعد يفصلهما سوى بضع خطوات قليله
رفع شعره عن عينيه ولعق شفتيه ليبلل جفافهما
مما جعلها تقلب عينيها في المكان متنهده وهي تهمس : ليس الى هذا الحد
استفهم منها : ما الذي تقصدينه ؟
حركت يدها امام وجهها لتبرد على نفسها وهي تتكلم : اصبح الجو اكثر حراره على ما يبدو
امسك يدها ليوقفها عن الحركه وانزلها للاسفل دون ان يتركها
مما جعل عينيها وأخيراً تستقر في حضن عينيه الملتهبتين وتذوبان فيهما ..

يومي بارتباك : ما .. ما الذي تفعله !!
دونغهي : ماذا عن هيتشول ؟
يومي : ما به ؟!
دونغهي : هل تحبينه ؟
يومي : هيتشول رجل جيد ، يعاملني بلطف ويهتم بي ، بسهولة تمكنت من الانخراط معه ومع عائلته
دونغهي : هل تحبينه ؟
نفضت يدها لتفك أسرها من يده بغضب وتكلمت : لا شأن لك بذلك

لم تترك له المجال ليعيد سؤاله او ليعترض على ردة فعلها الشديدة عندما تخطته عائدة الى حيث البقية
بينما لم يكلف نفسه عناء الالتفات اليها او محاولة ايقافها
كان بقدر غضبه وألمه من معاملتها القاسية له سعيداً بردها المشفر والذي فهمه جيداً ..
أدرك انها ليست مغرمة بهيتشول ، وانما تعامله بودية للطفه معها
أي ان قلبها ليس ملكاً لرجل اخر .. !

شعور متناقض من الفرح والغضب اختلط في حنايا قلبه
فرحه لانها لم تقع في سحر هيتشول ، وتأنيب ضمير لتخطيه حدوده مع خطيبه صديقه بل فرحه لانها لا تحبه
بسببها الان عليه ان يعاني من تضارب مشاعره ، وان يفنى في الصراع المحتدم بين قلبه الذي يهواها وعقله الذي يأخذ صف صديقه وينهاه عنها .. !

أشعل سيجارة جديدة وهو يبتسم على تعليقها وانزاعجها من تدخينه الكثير
ثم سرعان ما تختفي تلك الابتسامه مع تصاعد الأدخنة الخارجة من بين شفتيه
كما يتلاشى ذلك الدخان بصمت تتلاشى فرحته
ويغرق قلبه في تعاسة سرمدية لا خلاص منها وكل ما يمكنه فعله هو الصمت ....

اما عن تلك الفتاة التي كانت تمشي مترنحه ، يكاد يكسرها التضاد
كتله الشعور المتحركه ، مصابة بفرط التفكير وفرط الحب وفرط الحزن وفرط الخيبه بفرط كل المعاني ..
تجتاحها عاصفه مدوية ، خيبة اثر خيبة ، وحب عنيد يستوطن قلبها رغم ثقل الوجع عليه ..
ما اصعبه من شعور ، يجردك من عقلانيتك ، ان تستمر بحب ذلك الشخص الذي خذلك
الانسان الوحيد الذي وثقت به ، ومنحته اغلى ما تملك ، منحته قلبك وروحك ومشاعرك
ثم يقابلك بالنكران ، يدير ظهره لك بلا رحمه ، يرى انكسارك في عينيك ويبتسم ..
يخذلك .. يتخلى عنك في منتصف الطريق ، ولا يتخلى قلبك عنه !!
تستمر في حربك الدمويه في حب بائس لا طريق فيه
تواجه ذاتك ؛ تمقت نبضك الذي لا ينتعش الا به ، هو الذي اختار طريقاً يخلو منك ..

ولكنها ورغم الأسى الذي اكتسحها بقيت وفية للانتظار وجعلته رفيقها
إلا انه خانها مجدداً ولم يظهر حتى قررت الاستسلام عنه
أهو نوع من التحدي ، ام لعبة ممتعة بين يديه يلهو بها كيفما يشاء ، ويكسرها حينما يمل منها !!

بحر الدموع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن