Part 6

863 88 104
                                    

ايام مضت منذ انتهاء رحلتهم ، كان ذلك صباحاً ربيعياً دافئاً
عندما كان يقف عند بوابة المنزل يودع والدة هيتشول التي كانت تتعذر بأسف
والده هيتشول : اعذرني يا بني لاني سأتركك وحدك في المنزل ، لكن يجب علي الذهاب للتبضع من اجل طعام العشاء
دونغهي : لا بأس سيدتي ، انا ايضاً لدي بعض الاعمال التي يجب علي ان اعتني بها
والدة هيتشول : اذا شعرت بالملل يمكنك التنزه حيث تريد ، سأطلب من هيتشول ان يعود الى المنزل بسرعة من اجلك
دونغهي : لا حاجة لازعاجه ، سأعتني بنفسي

بعد ان غادرت أخيراً جلس على الاريكه براحة واضعاً جهازه الحاسب امامه
حرك عنقه يمينا ويساراً مستعداً للعمل ، من موقعه هنا يمكنه مراجعة اخر تطورات عمله الذي تركه خلفه بامريكا
حيث انه يدير مجموعه من المطاعم الفاخرة بدأها مع والدته بمطعم صغير سرعان ما انشهر وتوسعت اعمالهم هناك
بفضل طهو والدته اللذيذ ، ومهارته بادارة الاعمال مما سهل عليه تطوير مشروعهم الصغير

كان منغمساً بعمله ، دون ان ينتبه الى الوقت الذي مضى سريعاً حتى سمع صوت جرس الباب
نظر الى ساعته بحيره ، من يكون هذا يا ترى بينما كل من هيتشول ووالده وسوزي في عملهم
اتجه نحو الباب ليفتحه ، تفاجئ وجودها على الباب وكذلك لم تكن هي اقل منه دهشة
تكلمت بتردد : هل هيتشول هنا ؟
دونغهي بهدوء : ليس بعد ..
يومي تتنهد : يا الهي ، اخبرني ان اتجه الى منزله وسيكون هنا بانتظاري ..
قالت كلماتها تلك بينما كانت منشغلة في البحث عن هاتفها بحقيبتها
وحالما عثرت عليه اتصلت به ، تثبت الهاتف على اذنها بكتفها
وبيدها تحاول ترتيب حقيبتها واغلاقها ، تقلب عينيها في المكان بانزعاج من رد هيتشول الذي لم يعجبها كما هو واضح
تلوي شفتيها بغيظ وتتكلم بطفوليه ، ثم سرعان ما تضحك بقوة
اعادت امساك الهاتف باحدى يديها ورفعت الأخرى الى فمها لتخفي ضحكتها
كل ذلك كان على مرأى عينيه اللاهثتين ، تحدقان بها بلهفة
كيف لتلك التعابير البسيطه ، والحركات العادية التي يفعلها اي شخص ان تطحن قلبه هكذا .. وكيف يكون للجمال كل هذا الوقع المدوي على طرف القلب !
كيف لها ان تعتصر اوردته بضحكتها المرحة وانيابها البارزة التي تزيد ابتسامتها فتنة
تبدو كقطة ظريفة ، وكل ما فيه يرجوه ان يحضنها ويسكب دفئها في عروقه لتسكن ..
بيدها الرقيقة عادت لترفع خصلات شعرها عن عينيها ليلمع خاتم خطوبتها امام عينيه
فتنطفئ اماله ، وتبهت تعابيره وتتوشح بالشحوب
انه يحبها ، يعشق ادق تفاصيلها ، تستهويه بكل ما فيها
تشده اليه بانوثتها الفتاكة ، تبتز رجولته ، تخضعه لسحرها
ولكنها ليست له ، بقدر حبه لها تبدو مستحيلة بالنسبة له ..

اغلقت الهاتف أخيراً دون ان تزول ابتسامتها المرحة لتنتبه على وجوده امامها
لم تدرك كيف نسيت للحظة انه هنا ، وان كل ما دار بينها وبين هيتشول للتو حدث امام عينيه ..!
تنحنحت بهدوء لتستجدي انتباهه هو الذي كان غارقاً في عالم اخر من الأفكار
يومي : سيتأخر قليلاً فقد طرأ عليه بعض العمل الاضافي ..
دونغهي : يمكنك انتظاره هنا
يومي : هل السيدة كيم هنا ؟؟
دونغهي : لقد ذهبت للتسوق ، لا يوجد احد غيري في المنزل
يومي بارتباك : إذاً سأنتظره في الحديقة
دونغهي بثقة : لماذا تهربين مني ؟
يومي : ما .. ما الذي تتحدث عنه !!

بحر الدموع Where stories live. Discover now