Part 17

622 101 61
                                    

كان يجلس أرضاً بصمت ، يسند ظهره الى السرير خلفه شارد الذهن مشغول البال ..
رحلت .. هذا كل ما كان يدور في عقله خلال اليومين التاليين من وداعها البارد وانفصلاهما الهادئ ..
صورتها وهي تلتفت مغادرة ، نظرتها الأخيرة وصوتها الجريح ..
كيف يمكنه ان ينسى تلك اللحظات الختامية ، اخر صورها الراحلة ..!

الألم يفتك بروحه ، والبرودة تقلص اطرافه فما عاد يقدر على الحراك
مهما فكر بالأمر وحاول تخطي ما حدث وجد نفسه يعود اليها
كأن بوصلة عقله مكسورة تشير اليها في جميع الاتجاهات !
ابتسم ساخراً من نفسه ، انها محنة جديدة ، لكن لماذا تبدو كما لو انها النهاية !
حاول جمع انفاسه الممزقة على تحطم ما كان يجمعهما  ، لكنه لا يعرف غيرها
كانت هي جميع احلامه ، كانت حياته السابقة والحاضرة والمستقبلية
عليه الان ان يعثر على سبب جديد للعيش ، سبب يحثه على النهوض من مطرحه الذي لم يبارحه منذ رحيلها
لكن اين وكيف ، ان لم تكن عيناها فماذا يبتغي من هذه الحياة ؟
كل شيء يبدو مختلطاً في عقله ، شعور بالنقص يكتسح روحه

ما الذي يجدر به فعله بعد ، هل كان السماح لها بالرحيل صحيحاً ؟
وماذا عن والدها ، هل يكون الان قد انتقم منه بتحطيم قلب ابنته
ام انه يجب ان يذهب بعيداً معه ليأخذ اعترافه بجريمته امام العالم اجمع
ثم هل عليه ان يجرحها اكثر ، ألم يكتفي بابعادها ليبعثر سعادتها ، ان يغدو عدوها وعدو عائلتها هل يمكنه ذلك ؟

دخول هيتشول الى غرفته شتت تلك الأفكار من عقله لينتبه اليه وهو يجلس بالقرب منه
نظر الى حاله المزرية ، لم يتناول الطعام خلال اليومين السابقين ، يعيش على سجائره البغيضة فحسب ، او ربما هي من تعيش عليه !
عيناه ضيقتان غائبتان عن العالم ، من الواضع ان النوم لم يطلهما ايضاً
تكلم بغيظ : الى متى ستستمر على هذه الحال ، هلّا خرجت عن صمتك لبعض الوقت واخبرتني ما الذي يجري معك ؟
والدتي وسوزي كلتاهما قلقتان على حالك ، لم يبقى شخص في المنزل الا وتساءل عما يحدث لك
اقسم انني سأذهب لمنزل يومي لاستشفي منها او من والدها اسباب انهيارك هكذا ان لم تخبرني بنفسك !
اجابه بصوت ثقيل : لقد افترقت عن يومي ، انتهى كل شيء
اتسعت عيناه متفاجئاً : هل هذا بسبب والدها ؟
دونغهي : لقد علمت سبب رفضه لي ، كان يبعدني خوفاً من اكتشاف علاقته القديمة بأخي
هيتشول متعجباً : اخيك ؟؟

أخبره بكل ما حدث من البداية حتى انفصاله عن يومي ، بينما كان هيتشول ينصت بتعقل
تكلم بحيرة أخيراً : انها قصة كتلك التي تحدث في الأفلام
كيف جمعتكما مثل هذه المصادفة المأساوية دون ان يعلم احدكما !!
دونغهي : لانني كنت احمقاً لم ابحث في ماضيّ من قبل
هيتشول بتفكير : وما الذي ستفعله الان ، هل ستبقى مكتوف اليدين هكذا ؟
اجاب بحزن : كانت هي من اتخذت ذلك القرار ، لم اكن ارغب في التخلي عنها لكن كل شيء مشى عكس ارادتنا
بدا ان كل قوى الطبيعة انحازت ضدنا واجتمعت على تفرقتنا ..
هيتشول : هذا ليس عادلاً ، لا ذنب لها بكل ما حدث ، ثم انك قلت ان والدها حاول تعويضك انت ووالدتك
دونغهي : هل تظن ذلك كافياً ليكفر عن ذنبه ، لقد سرق حياة اخي وفي المقابل سمح لنا بالعيش في منزله لكنه قام بطردنا حالما واتته الفرصه !
هيتشول بجدية : ماذا عن والدتك ؟
دونغهي : ما بها ؟؟
هيتشول : ألم تفكر للحظة بموقفها المسالم ، كان ذلك ابنها الذي خسرته
كيف غفرت للسيد نا بهذه السهولة وتقبلت العيش في منزله بكل بساطة ؟
ألا تظن ان هناك حلقة مفقودة في هذه الأحداث ، السبب الذي جعل والدتك تتجاهل الماضي المؤلم وتتابع العيش بسلام !

بحر الدموع Where stories live. Discover now