الفصل الحادى والعشرون

3.7K 118 3
                                    


كيف للماضى أن يعود بكل جوارحه لنعيشه مره أخرى نعم قد خلق الله النسيان لكننا لاننسى بسهولة بل نتألم ونصدر أنين بداخلنا كلما مررنا بشئ يذكرنا به
عادت إليه مره اخرى وهى تقدم قدم وتؤخر الاخرى لاتستطيع ان تتركه هكذا ولاتستطيع أيضا ً ان تعيش الماضى
أحمد : فى حاجه معاكى مالك زى ماتكون عيونك مدمعة
عهد : مفيش حاجه مبسوطة بس انك بقيت كويس
احمد : هو الدكتور قالك ايه
عهد : قال انك هتخف لو انا فكرتك بكل اللى عيشناه مع بعض وافكرك بكل مكان وكل كلمه كل حاجه واى حاجه
احمد : انا حاسس من الكلام اللى قاله الدكتور ان فى بينا قصة حب عظيمة وجوايا شعور بيأكدلى كده
عهد فى محاولة للهروب : انا هسيبك ترتاح شوية وهروح اشوف اخواتى واجى تانى
احمد : بس لما تيجى تحكيلى كل حاجه عنك
عهد : ان شاء الله
..........................
كان القصر كله أشبه بغمامة من الحزن تحيط بهم من كل الاتجاهات
فهاهى السيدة كريمة ولأول مرة ينفطر قلبها لفراق أبنها وهاهو معز يشعر بالحنين له فكم كان لوجوده أمان ومعنى للحياة بالنسبه له حتى وإن كانا لا يتحدثان مع بعضهم كثيراً وهاهو معاذ الذى عرف اخيراً ان الحب الحقيقى هو وجود جميع أفراد الاسرة واى شئ أخر قابل للتعويض
أما محمد فكان لايغفل ولا يرتاح ولو لقليل يحاول ان يجده ليعود إلى مكانه ومكانته وهى جانبه ورفيق له
اللواء ماجد : مفيش اخبار عن يوسف
محمد : للاسف يافندم مفيش
اللواء ماجد : طب واشمعنا هو اللى اتخطف مهو لو حد عايز مننا حاجه كانوا زمانهم اتصلوا
محمد : لسه منعرفش
اللواء ماجد : يووه لسه منعرفش لسه منعرفش اومال انتوا بتعملوا ايه كل ده لو مش قادر قول وانا اخلى حد من زمايلك يتولى الموضوع دى قضية رد شرف العالم يقول ايه علينا دلوقتى ظابط يتخطف وكمان مش سائلين عنه
محمد : يافندم يوسف صحبى قبل مايكون زميلى وانا مش بنام والله وانا مش مقصر فى اى حاجه وبعدين هو كل اللى هامم حضراتكم شكلنا قدام العالم لكن انا كل اللى هاممنى هو رجوعه لينا بالسلامه
ماجد : خد بالك من كلامك انا هعذرك المره دى بس لكن متتعادش مره تانيه
محمد : تمام يافندم انا اسف
ماجد : تقدر تتفضل
..............
دينا : يالهوى يامريم ازاى متقوليش حاجه زى دى لينا
مريم : انا خبيت الموضوع عن عهد لانها لما سمعت وقتها ان فى ظباط ماتوا تعبت ووقعت من طولها مينفعش تعرف اصلا
دينا : طب واهلوا عرفوا
مريم : محمد قالى انهم عرفوا وحالتهم بقت وحشه اوى ربنا يصبرهم يارب
دينا : انا لازم اروحلهم
مريم : انتى هبله تروحى فين ولمين انتى محدش طايقك هناك وبعدين انتى وراكى مذاكره فكرى دلوقتى فى نفسك وبس
دينا : عارفة أنهم بيكرهونى بس مينفعش اقف مكانى انا مشوفتش حاجه وحشه من معز ولا يوسف وبالذات معز كان واقف معايا انا ولؤى فى كل خطوة
مريم : متأكده من قرارك ده
دينا : اه
عهد : هو ايه ده اللى تتأكد منه
مريم : اصل دينا يعنى عايزه
دينا مسرعه : اه عايزه اخرج اجيب شوية ورق وأدوات محتاجاهم
عهد : طب خلاص خليكى وانا هروح بسرعه اجيبلك اللى عايزاه واجى
دينا : لالالا انا هروح بنفسى عشان انتى مش هتعرفى تجيبى اللى انا عايزاه بالظبط هلبس بسرعه واخرج يلا سلام
عهد : ربنا ينجحك يارب ويحققلك حلمك
......................
ظهر عليه مبكراً اعراض المرض والهزيان من قلة الطعام وكثرة التفكير كان تفكيره الاول والاخير انها لا تنأذى اكثر بسببه فهو لن يستطيع ان ينقذها وهو بتلك الحاله
يوسف : قريت مره على النت ازاى تقدر تبعت رساله لحد عن طريق الخواطر هجربها وياريت تنفع
اغمض عينيه وتصورها تقف أمامه مبتسمة وهو يبتسم لها ويخرج من كلاهما طاقة هائلة باللون الوردى ألا وهى طاقة الحب منتشرة فى كل مكان وهما يقفان بالمنتصف وينظرون إلى بعضهم بكل حب ثم قال لها
ميشيل ياعهد انتبهى وتخيلها تومئ له بالمواققة وهى لاتزال مبتسمة
فتح عينيه مرة اخرى داعياً الله بأن تنجح تلك الخطوه
كانت هى تغير ملابسها لتذهب الى المشفى مرة اخرى من أجل أحمد وفجأة خطر ببالها يوسف وأحست تجاهه بمشاعر غريبة كانت تتسائل لما فجأه تذكرته لعل يكون هذا من أثر البعد لا أكثر أكملت فى ارتداء ملابسها مرة أخرى ولكن جاء بخاطرها ايضاً ميشيل
عهد : لا مهو مش معقول يعنى كده ده على اساس ان ميشيل هو كمان بعيد عنك وواحشك ياربى ايه الشعور ده الله يجازيك يايوسف مهو لو كنت جنبى دلوقتى كنت سألتك
مريم : انتى بتكلمى نفسك ؟
عهد : كنت عادى بلبس وفجأة جه فى بالى يوسف واحساس غريب كده حسيته ناحيته
مريم : ده طبيعى يمكن عشان اول مره يبعد عنك كل ده ومتعرفيش عنه حاجه
عهد : طب وميشيل
مريم : ماله ده كمان
عهد : جه فى بالى بس المره دى حسيت بحاجه غريبه يمكن خوف او قلق منه
مريم : ده بيتهيألك يلا بس عشان متتأخريش عن احمد
عهد : ياريتنى انا اللى كنت فقدت الذاكرة ياريت الذاكرة دى كان ليها زرار ندوس عليه نمسح اللى مش عايزين نفتكروه من دماغنا
مريم : بعد الشر متقوليش كده
عهد : ده خير وحياتك يلا سلام
..........................
وقفت أمام البوابة كانت تخشى رد فعل كل من بالداخل لكن تغلبت عن هذا الشعور وقررت الدخول
كان هو يجلس فى حديقة القصر لايشعر بمن حوله يفكر بأخيه وبالاحتمالات ان يكون على قيد الحياة ام لا
وقفت أمامه لتظلل عليه المكان رفع رأسه ليراها أمامه
معز : ايه اللى جايبك
دينا : جيت اسأل عن مامتك
معز : ياشيخه ومن امتى الحب ده لاانتى حباها ولا هى طايقاكى
دينا : بصراحة كده جيت عشانك
معز : روحى امشى
دينا : لا
معز : طيب عايزه ايه منى انا مسحت رقمك من عندى وسمعت كلامك
دينا : انا اسفه
معز : مقولتيش برضو عايزه ايه
دينا : انا سمعت باللى حصل مع يوسف وعشان كده جيت
معز : جاية تواسينى يعنى ولا تطبطبى عليا لا شكرا مش عايز واتفضلى من هنا يلا
دينا : لا انا جاية اقولك انك مش لوحدك زى ما انا مكنتش لوحدى بسببك انا معاك ومش هسيبك
معز بغضب : قولتلك مش محتاج شفقة من حد واطلعى برا يلا انتى مبتحسيش
دينا بدموع تسيطر عليها : عندك حق خلاص انا ماشية
وابتعدت عنه خارجه من القصر وقبل ان تخرج سمعت صوتاً يناديها
معاذ : ازيك يادينا
دينا : الحمدلله انت عامل ايه ومامتك اخبارها ايه
معاذ : اهو الحمدلله
دينا : عارفه انك مش طايق تبص فى وشى وعندك حق عشان كده انا لازم امشى
معاذ : لا استنى انا ماصدقت انى اشوفك عشان اعتذرلك عن اللى حصل
دينا : بس انا اللى غلطت
معاذ : وانا كمان كنت غلطان ياريت كمان تعتذريلى من صحبتك
دينا : هى مسامحاك بس مش عارفة تسامح نفسها حاسة بالذنب بسبب اللى حصلك بسببها
معاذ : مفيش حاجه حصلت ولا اقولك الحمد لله ان ده حصل
رآته قادم إليهم وتعابير وجهه لاتبشر بالخير فشعرت بالخوف ولأول مره تشعر بالخوف منه
دينا مسرعة : طب بعد اذنك انا لازم امشى
معز : وليه تمشى ما لسه الوقت بدرى ده حتى انا شايف ان الجو لطيف عندك
دينا : تقصد ايه بالكلام ده
معز : انتى فاهمة وقال جاية تعملى فيها الطيبة الحنينة وانتى جاية تشوفيه
معاذ : انت بتقول ايه يامعز ماتحاسب على كلامك
معز : بدافع ليه عنها ما دى الحقيقة وكان لازم تعاملنى كده مهو انا اكون اخو حبيب القلب
دينا : كفاية بقى انت فعلا حيوان وانا غلطانة انى فكرت فيك اقولك حاجة انا مش مسامحاك ولا هسامحك
..........................
عهد بابتسامة : اظن متأخرتش عليك صح
أحمد : لا اتأخرتى عليا كتير
عهد لنفسها : حتى وانت فاقد الذاكرة مش عاتق
أحمد : مش هتحكيلى بقى احنا اتعرفنا على بعض  واتجوزنا ازاى
عهد : والله حتى انا ماعارفة اتجوزنا ازاى
احمد : ايه
عهد : احم ولا حاجه
انا مش هعرف احكيلك كل حاجه حصلت بينا بس انا ممكن اغنيلك اول اغنية قدمتهالك فى عيد ميلادك
احمد : هتغنى هنا فى المستشفى
عهد : اه صح مش هينفع
احمد : انا بقيت كويس خالص يلا بينا نخرج من هنا ونرجع بيتنا
عهد : استنى استنى بيت مين اه قصدى يعنى مينفعش تخرج من غير تصريح من الدكتور
أحمد : انا مش بتناقش معاكى انا بقولك على قرارى الاخير هنرجع بيتنا وحالاً
عهد : ههههههه بيتنا وانا وانت وانت وانا والشيطان واحنا واحنا فى وضع المتجوزين ياعينى على اللى بيحصلك وهيحصلك ياعهد
........................
محمد : انتى بتقولى ايه
مريم : بقولك ميشيل هو اللى خطف عهد انا متأكده من الكلام ده
محمد : وانتى عرفتى منين
مريم : فى موضوع كده شوفناه انا ويوسف مره على النت اسمه التخاطر ده ان الواحد يتخيل حد قصاده ويبعتله رساله ولو نجح الموضوع ده وظبط معاه الطرف التانى يحس بيه وعهد حست
محمد : مريم بطلى هبل واقفلى انا مش فاضى للكلام ده
مريم : محمد صدقنى والله انا مش بكذب وبعدين حتى لو كلامى غلط اعمل اللى عليك وخلاص
محمد : ماشى لما نشوف
.. ............
رجعت مرة اخرى وهى مجروحة منه هى المذنبة لانها تذكرته وخانت وعدها
دينا : ياربى يعنى لاانا واسلوبى وحش مش عاجب ولا انا وكويسه عاجب ايه ده والله لأ وريك يامعز لا وكمان بيقولى مسحت رقمك دانا اللى همسحك من دماغى خالص
.............
عهد : انت ازاى تهدد الدكتور انك تشتكيه لو مكتبش تصريح الخروج انت مجنون
احمد ببرود : انتى جيبانى فين
عهد : مهو لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده
احمد : يعنى ايه
عهد : عااااا لا كده كتير صبرنى يارب اتفضل قدامى ده مكان جيناه مع بعض قبل كده
احمد : ماشى
اخذا يسيران مسافة ليست بطويلة فى حديقة واسعة مليئة بالورود والحمام الزاجل والارض المزينة بالزرع الأخضر
أحمد : اول مره اشوف المكان ده المكان حلو اوى
عهد : لا جينا قبل كده اقف عندك كده ومتتحركش
احمد : ليه
عهد : بص على زهرة الصبار الكبيرة اللى على يمينك كده وشوف المكتوب عليها
احمد : مكتوب عليها كل سنه وانتى حبيبتى ياعهد بحبك
عهد : انت اللى كتبتهالى لما كان عندى 16 سنه وجيت احتفل بعيد ميلادك هنا لسه برضو مش فاكر
احمد بحزن : لا
عهد :- طب ممكن تمسك ايدى وتبص عليا وتحاول تفتكر الاغنية اللى هغنيهالك دلوقتى
احمد : اوك
مسك يداها ونظر باهتمام الى عيونها كان فى قمة تركيزه حتى سمعها تغنى له

أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي إلي
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي إلي
حبيبي ندهلي قلي الشتي راح
رجعت اليمامة زهر التفاح
وأنا على بابي الندي والصباح
وبعيونك ربيعي نور وحلي
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي إلي
وندهلي حبيبي جيت بلا سؤال
من نومي سرقني من راحة البال
أنا على دربو ودربو عالجمال
يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي إلى

عهد : ها افتكرت حاجه
احمد : صوتك سحرنى فمركزتش فى اى حاجه غير فيكى
عهد بعصبيه : والله ؟ طب سيب ايدى كده ويلا نمشى من هنا
احمد : استنى بس انا افتكرت حاجة مهمة
عهد : طب الحمدلله ايه بقى هى الحاجه دى
أحمد : هى أنى بحبك اوى
عهد : ها !!
أحمد : اوعى تبعدى عنى مهما ان حصل ولا تفلتى ايدك من ايديا تانى ممكن اطلب منك طلب
عهد : اه طبعا اتفضل
أحمد : نفسى اكل من ايدك اكيد وحشنى اكلك
عهد : طيب يلا نروح البيت عندى واهو بالمره نتغذا كلنا سوا
أحمد : كلنا مين يعنى
عهد : انا وانت واخواتى
أحمد : لا انا حابب نروح بيتنا ونتغدا انا وانتى بس
عهد : يادى زفت البيت
احمد : بتقولى حاجه
عهد : اه انا مش هينفع اروح معاك البيت
احمد باستهزاء : ليه حضرتك
عهد : عشان عيب وميصحش
احمد : بلاش هزار دلوقتى لانى تعبان وعايز اروح ارتاح
عهد : والله مش بهزر
احمد : هو انتى مش مراتى ولا انا مشقطك من حتة
عهد بحزن : لا مراتك
احمد : طيب قدامى يلا
عهد : لا مش مراتك
احمد : ازاى يعنى
عهد : يعنى انا مش مراتك واللى حصل كان سوء تفاهم مش اكتر
احمد : انا مش فاهم حاجه بس حاسس انى مش قادر اخد نفسى وتعبان اوى
عهد مسرعة : كنت بهزر معاك انت قفشت ولا ايه يلا نرجع بيتنا
وصلا الى المنزل والذى كان مكون من ثلاث طوابق ذات ديكور هندسى عالى
احمد : هو ده بيتنا
عهد : اعتقد كده
احمد : طيب يلا افتحى الباب لانى معدتش قادر اقف اكتر من كده
عهد : اوف حاضر
فتحت عهد الباب وهى غير راضية على كل مايحدث
احمد : هتفضلى واقفه عندك كتير كده
.................
ميشيل : برضو مش عايز تاكل يكونش اكلها معجبكش
يوسف بضعف: هى مين دى
ميشيل : شريكتى اللى كان ليها الفضل بأنى اكتشف ملعوبك انت وعهد
يوسف : مين
ميشيل : لا اتقل على رزقك هى بعد شوية هتشرف
تعرف انا لو عليا مش عاوزك تاكل بس افضل اديك حقن فيتامينات عشان تعيش وبعدين افتح جسمك ايدى واخد كل اعضائك بس للاسف المعلومات اللى عندى انى اخلص عليك لو مجبتش كل الأدلة اللى تحت ايدك ضدنا
يوسف :-انتوا منتهيين حتى لو انا انتهيت انتوا مش هتكملوا
ميشيل : بلاش كلام اهبل اهى البرنسيسة شرفت اهى ايه رأيك فى المفاجأة الجامدة دى
يوسف بغضب : كنت حاسس انك حيوانة والله لادفعك التمن غالى
......................

فتاة بثوب الشجاعةWhere stories live. Discover now