٣) يومٌ مثالي.

1.2K 97 46
                                    


" جون هل جلبت حقائبي ؟"

صوت كلامٍ ما يتردد الى مسامعها وهي هناك مستلقية في غرفتها و البابُ مقفول، صوتُ ضَحك و المزيد مِن الكلام ..

فتحت عينيها بِتعبٍ شديدٍ ، عينيها محمرة و منتفخة مِن شدة البكاء .. شعرها فوضوي كونها غرزت اصابعها فيه نصف الوقت بقوة .. اما اصعب جزء كان السكين الذي على الارض. كانت في حرب مع نفسها الليل كله لمنع نفسها مِن إيذاء جسدها. لم تتوقع في حياتها بانها ستفكر بالايذاء الجسدي بهذه السرعة ، لقد مرت سنتان مِن دون اي جروح على جسدها و كانت فرحة مِن انها تتقدمُ خطوةً أخرى نحو مستقبلٍ افضل

و الذي كان يجعلها فخورة اكثر بنفسها هو ان لا احد ، لا بشر ساعدها نهائيًا على تخطي الأمر لهذا كان عليها الوقوف مجددًا مِن تلقاء نفسها و فعلاً عبرت تلك المرحلة ! لكن الآن ...

الآن .. كُل جُهدها و كُل تعبها في السنتين الماضيتين كان على الهاوية. إن الايذاء الجسدي المتعمد ليس محاولةً ' لجذب الانتباه ' كما يقول البعض بل هو إدمان. نعم إدمان خطير تختلف اسبابه مِن شخصٍ لآخر و هو بالطبع ليس امرًا ' لجذب الانتباه.'

فعندما بَدَأتْ اول مرة بفعل ذلك كانت في الثانية عشرة مِن عمرها. اقاربها و اصدقائها بدئوا بمواجهتها بِكلام زادها غضبًا لتجرح اكثر و أعمق ... الناس مِن حولها انتقدوها حتى اقرب اصدقائها !! بدل فهم الامر جيدًا هاجموها بِطُرقٍ مختلفة ..

صديقاتها عبر الدين، والدتها اخبرتها بانها تقززها كثيرًا ، لكن لن تنسى ما قالته عمتها نهائيًا .. عمتها التي هي اكثر واحدة مثقفة و ذكية في العائلة و التي درست لسنوات جميع المواضيع و التي ايضًا في يوم مِن الايام كانت مثَلَها الاعلى

اخبرتها بأن جرح الذراع لن يفيدها بل عليها جرح منطقة الوريد في معصمها !!

هذا كان اكثر ما صدمها يومًا ، سماع امرأة حكيمة تخبر فتاة صغيرة بعمر الثانية عشر ان عليها قطع وريدها.

ابن عمها الذي كبرت معه كاخاها كونها وحيدة مِن دون أخ او أخت ، كانت تتكلم معه يومًا و سئلها لمَ لا يخرجا معًا الى منتصف المدينة ليلاً في رأس السنة لمشاهدة الالعاب النارية افضل. و هي بالطبع لا تتجراء على الخروج و خاصةً ليلاً يكفيها ما حصل لها بالفعل لتعتذر منه و تخبره بانها لا تخرج بعد الخامسة عصرًا .. لكنها صُعقت تمامًا عندما قال بانزعاج ' لا تتصرفي ببرائة ' و لا تعتقد بانه كان يقولها كمزاح !!

منذ وقتها قطعت جميع الصلات مع اي فرد من افراد عائلتها تمامًا. حتى لو اتصلوا على والدتها تهرب الى الحمام حتى لا تجيب.

كانت تستمع لضحك والدتها في الطابق السفلي وهي مدمرة ، لحسن الحظ انقذها صوت الهاتف مِن الانتحار ... رفعت هاتفها لتجده رقمٌ غريبٌ آخر ، ماذا ستخسر أكثر من هذا مثلاً !؟؟

Trust { ثقة }Where stories live. Discover now