٨) قرارٌ مجنون.

907 94 166
                                    

حدقت كلاريس بزيرا لدقائق وهي تبتسم مثل المجنونة تماماً .. لم تكن تصدق اذنيها حتى ! بينما زيرا جلست وهي تراقبها باستمتاع و كانها انتصرت مثلاً !!

" لكن ... لكن ، لا اصدق .."

استعادت شتات نفسها لتحاول كتم دموعها و غضبها بنفس الوقت ريثما مشاعرها سيطرت عليها بالكامل

" لااصدق .. كم انتِ عاهرة حقاً .. انتِ ارسلتيني الى هناك !!! " صرخت بِها بالالمانية ريثما جميع مَن في المطعم كانوا يحدقون ناحيتهم الآن ..

نهضت كلاريس بعصبية لتضرب الطاولة بقوة حتى احمرت مِن الالم.

" انا لم ارسلكِ لاي مكان !" قالت زيرا بتفاجئ لتنفجر تلك الاخرى مِن دون وعي ..

" لولاكِ ولولا غبائك لما حدث لي اي شئ ! ...
لو لم ترسليني انتِ ، لما كُنت وصلت لهذه المرحلة !!!"

حاولت تهدئة نفسها قدر الامكان وهي ترى ملامح الدهشة على وجه زيرا .. مِن الغضب كانت نسيت كُل ما تعلمته من لغة الجسد لتراقب دهشة زيرا ... الغريب انها لاتصطنع الامر .. هي حقاً متفاجئة.

" و بعد كُل شئ .. لديكِ الجرأه الكافية لتاتي و تقولي لي هذا !؟؟ __"

" واو انا حقاً لم اشعر بدنائتكِ الحقيقية الى الآن."

ابتسمت زيرا بدهشة هي ايضاً ريثما تحاول قول شئ ..

" كلار ... انا كُنت اتحدث عن الاوراق التي عثرت عليها في غُرفتك قبل ثلاث سنوات ... ما الذي تتحدثين عنه بحق الجحيم !؟؟"

ابتلعت كلاريس رمقها بتوتر و خوف بعد ان فهمت الامر اكثر .. لتنظر الى إلياس و السيد ميرال اللذان اثناهما ينظرون لها بدهشة ، و هم يحاولون فهم ما قالته للتو.

حملت اغراضها وهي تتوجه الى خارج المطعم ريثما جسدها باكمله يرتعش ، حاولت ان تسيطر على ارتجاف جسدها .. لكنها فقط لم تستطع السيطرة على نوبة الهلع التي تنتابها الآن. مشت بِسرعة فائقة فحمداً لله المنزل ليس بعيداً لهذه الدرجة عن المطعم ..

حتى هي لم تستطع فهم مشاعِرها في هذه اللحظة ! لا تعلم لما لكنها بدأت بالركض باسرع ما لديها الى المنزل.

وصلت و الخوف و الرعب يسيطران عليها بالكامل ريثما حاولت فتح الباب بالمفتاح بصعوبة شديدة و يدها لاتزال ترتعش ..
فُتحت اخيراً بعد عدة محاولات لتدخل الى الداخل و تحديداً الى غرفتها وهي تُقفل الباب و الستائر.

بقيت تتحرك في انحاء الغرفة بتوترٍ شديد ريثما جميع مخاوفِها قد استيقظت مُجدداً لتسيطر على ما تبقى مِنها ... نظرت ناحية الباب وهي تُفكر بالذهاب لغرفة إلياس حتى تسرق منه حبة او ربما اثنتين ..
توجهت نحو البابِ ببطئ و عقلها يُخبرها بان تذهب فوراً قبل ان يعود !!

Trust { ثقة }Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu