🔹 22 🔹

493 40 52
                                    

حين وجهت الشمس أشعتها الى القصر، لتنير زواياه الذهبية كان زيُنلاس تقريبًا قد أنتهى من ترتيب المكان والأستعداد لكي يغادر.

المكان بالنسبة له أصبح مريبًا، فمنذ أن فتحوا باب تلك الغرفة، بدأ هوسه القديم بالرجوع، فكان يشعرُ وكأنه يتحدث الى أناسًا حقيقين من خلال التماثيل.
حتى أنه في الليل، قد ظن أنه سمع صوتاً يأتي من الغرفة.

"لَا تغادرنيَّ." كان هذا اخر ما سمعه قبل ان يقفل تلك الغرفة ويغادر..

ركب السفينة التي تملك وقتًا محددًا وواحد كل يوم للقدوم الى الجزيرة، فبالرغم من كونها لا تحتوي على بشر كثيرين، في منطقة القصر، الا في نصفها الاخر تملك حيٌ بأكمله.

كان نوعًا ما متحمسًا، ليخبر سيلڤا وكُيرت بمخططاته،
فأخيرًا، هو يشعر وكأنه سيعبر عتبةِ الباب، التي تفصله بين العتمةِ والنور.

حين وصل الى منزله، رأى سيلڤا تقف مع والدها في باب المنزل مستعدينَ للخروج، فكان مستعدًا لتقديم نفسه للسيد إمپراسيو.

خطى خطواتٍ حتى أصبح قريبًا منهم، مدَ يده مصافحًا والدها ومعرفًا بنفسه بقوله "زيُنلَاس بوتيتشيلليّ، رسامٌ وجارٌ قد تحمل الكثير من أزعاج أبنتك." وانهى جملته ضاحكًا.
"أولّا تذكرني يا زيُنلاس؟"

رمقته سيلڤا بنظرة باردة وقالت لأبيها "لقد تأخرنا يا أبي."

"عفوًا، وهل اعرفك؟" سأل زين.

"في ميلانو، قبل بضعة أسابيعًا من موتِ دومينيكَ، كنتم قد زُرتم أستديو التصوير الخاص بي، وبعدها خرجنا معًا وتحدثنا كثيرًا عنك أنت وعن دراستك مع دومينيك."

"سيد فريد؟ لا أكاد أصدق.. لقد، قد كان دومينيك يحبك كثيرًا." قال زين وبعينه شيئًا من الدموعِ.

لم تهتم سيلڤا بكل هذا الأمر بقدر أهتمامها بمجيء ليام ولقاءهم معه، فبعد غيابها عن زيُنلاس، وبقاءها مع أبيها وليام طوال الوقت، بدأت بعض الأشياء بالتغير والحدوث.

لم تلحظ أن أبيها قد دعى زين للقدومِ معهم الا حين وجدت نفسها تسير مع كليهما... حتى وصلوا الى أحدى محطات القطار، للذهاب من فلورنسا الى نابولي، وهناك قد التقوا بليام.

عرف ليام لزين كأبن أخته، ولكن ما شدَ أهتمام لزين لدرجة تجاهل حديث فريد كان عناق ليام لسيلڤا،
وفي القطار كان ممسكًا بيديها وهي تستندُ على كتفه.
.
بعد مرور فترة معينة، أصبح زين لا يحتمل تصرفات سيلڤا مع هذا الرجل، فمن متى وهي تتجاهل من رمت بنفسها ألى حرائقه لتطمئن قلبها؟

قال لهم متحججًا "من منكم يتبرع بمجلسه لي؟ فقد أصبحت معدتي تؤلمني بسبب جلستي هذه."
ففي القطار، يوجد مقعدين أمام بعضيهما، مقعدين يكون بهم الأمر طبيعي، والأخرين حين يجلس بها الركاب يشعرون وكأن المقطورة تسير بالعكس، وهذا الذي يحدث بالواقع.
وهذا الشيء يزعج البعض، ما عدى زينلاس، ولكن في هذه اللحظة، هناك شيئًا أخر قد يزعجه.
"بالنسبة لي، لن أنهض من مكاني." وراحت تهمس عند أذن من يجلس بجانبها " لا أرى داعي لأعطأه مقعدك."
أبتسم لها ليام وقال "بأمكانك أن تأخذ مكاني، سيد زيُنـ ليس."

True Colours : Botticelli |الألوان الحقيقية : بُوتيتشيلليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن