🔸️35🔸️

329 24 2
                                    


تداركت سيلڤا ما تفعله، أو بالأحرى قد فصلت نفسها عن ذلك العالم الذي خُلق حينَ أجتمعا...

نهضت بسرعة وجلبت معطفها، بينما زين، بأبتسامة عريضةٍ ووجهٍ مرتاح تظاهرَ بأنه يكملُ نومهُ.

حين فتحت باب الغرفةِ لتغادرُ، صاح بصوتٍ عالٍ "أكرهيني، أو حبيني، أنا سعيدٌ الأن."
.
.
.

سارت سيلڤا بين ممراتِ المشفى، ودخلت المصعد.

هل جننتي؟
فكرت مع نفسها، وكانت ندمة جداً، أعني ما هذه الرغبة التي منعتها عن التفكيرِ بمنطق؟
حدقت بمرآة المصعد للحظات، وتلمست شفتيها بأناملها... تباً لك زين.

ذلك الشعور الذي قربها منه يبعثهُ على طولِ عامودها الفقري، هي تحبه.

خرجت، وحين كانت قد غادرت المبنى لتسير إلى سيارتها، لاحظت أن عقلها مشوشاً كفاية لتلاحظ أنها خرجت من المشفى من دون أن ترتدي معطفها الذي يجلس على ذراعها، كانت السماءُ تُثلج.

أرتدت معطفها، مسحت شفتيها بخفه وغادرت المكان...

.
.

ديسمبر ١٥.
عشرةِ أيامٍ قبل عيد الميلاد.

زين كان قد غادر روما، لم يلتقي سيلڤا منذ ذلك اليوم، كُيرت غادر مع زين أيضاً، حيث ودعته هيلين في المطار.

في ذاتِ اليوم، قبل المغادرة، كان كُيرت وأحد طاقم عمل إدارة زين قد وقعوا عقدٍ مع سيلڤا، حيث أن الكتاب سيكون جاهزاً بعد ثلاث أشهرٍ، ويجب عليها أن تقضي وقتاً مع زين لتكتب كل القصص الواقعية في الكتاب.

ستكونَ فكرة الكتاب وكأنها مقابلةٍ، ولكنها طويلة، مفصلة ومليئةٌ بالصور.
.
شركتها كانت في وقت حرجٍ جداً، لذا قررت أنها سوف تغلق العمل هذا، ومجلتهم سوف تتوقف عن الأصدار لعامٍ كامل حتى يكن بأستطاعتها أن تعملُ عليه من جديد.

زين كان قد عاد إلى فلورنسا، وسوف تلحقه هي بعد يومين.

بعد ذلك اليوم الطويل، دخلت سيلڤا منزلها، كان مظلمٌ.

بعد ان اخذت حماماً سريعاً وقفت قريبُ النافذة، بيديها قدحِ من النبيذ، تتمايلُ على أغنيةٌ ذات نغمات هادئة.

وعدت نفسها، أنها لن تسمح لنفسها ان تميلُ مرةٍ أخرى لزين كما فعلت في المشفى، أجل مشاعرها تعود، ولكن لن تسمح لها أن تقودها.

هي في رحلة عمل، هو شخص تعملُ لصالحه.

أخذت نفساً عميقاً، وصعدت تكملُ حزمِ امتعتها.

.

.

ولأن عملُ المجلة توقف، هيلين ليس لها مكانً تذهب إليه غير أن تأتي مع سيلڤا، عذرٌ لتكُن مع كُيرت.

في صباحِ يوم الأحد، سيلڤا وهيلين كانتا على متنِ الطائرة متوجهين إلى فلورنسا، تنهدت سيلڤا وهي ترى المدينةِ من بعيدٍ، المنزل، القصر، المتحف، كل تلك التفاصيل، يا ليتنيّ اعود وكل شيء لم يكُن، وأعيشها مرةٍ أخرى وأحبهُ من دونَ ذنب.

True Colours : Botticelli |الألوان الحقيقية : بُوتيتشيلليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن