مقدمة/تمهيد

932 71 69
                                    

ظُلمة، تشتت، نحيب، ثلاثة كلمات توصف الجو الداخلي لذلك المنزل الذي يبدو مهجورًا في منطقة منعزلة، كان المنزل يبدو في حالة هامدة، وما دب فيه الحياة هو وصول سيارات الشرطة والاسعاف بأقصى سرعة. بعد دقائق كان الجميع منتشر في كل مكان يؤدي عمله، احدهم كان يتفقد الطابق السفلي حيث تلك الجثة الجاثمة على أريكة جلدية سوداء. اقترب الشرطي ببطء ليتفقدها، فوجد انه رجل قد اشعل الشيب جانبيّ رأسه، وكانت يداه قد تدلت بجانبه بإهمال.

في الطابق الثاني بدأ رجلان من الشرطة تفقد المكان، فإتجه احدهما للشرفة التي تتوسط الممر الذي ينتهي بالغرف، ويبدأ بمساحة متوسطة الحجم حيث تقبع الشرفة. أشهر الشرطي سلاحه ودخل إليها، ولكن لم يكن هناك أحدًا، جالت عيناه في الأنحاء ثم قرر العودة ليتفقد بقية الطابق، ولكن ما لفت إنتباهه جسد صغير في زاوية الشرفة، يختبئ خلف طاولة صغيرة من الخشب توضع عادتًا في الشرفات. 

خطى الشرطي بحذر، وجلس القرفصاء حتى يحصل على رؤية جيدة، تسارعت نبضات قلبه عندما تعرف على هوية ذلك الجسد، طفلة صغيرة ترتعش وقد تملك منها الرعب، وكانت دموعها قد تحجرت على اطراف عينيها، سارع الشرطي بطلب الاسعاف عبر اللاسلكي الخاص به، وانتبه ان الفتاة تشير إلى جهة ما وقد اترجفت يدها الصغيرة.
جاء رجال الإسعاف وحمل أحدهم الفتاة بحرص، وقف الشرطي ونظر من أعلى حيث كانت تشير الصغيرة، ومالبث ان رفع جهازه الى فمه مرة أخرى صارخًا:

《هُناك جثة امرأة تجثو في الباحة الخلفية للمنزل》

ثم قطع الأتصال ونزل للأسفل متجهًا للباحة الخلفية ليرى الجثة المغطاة بالدماء.

●●●

-أمريكا، نيويورك.
-عام ٢٠١١.
-مكان مجهول.

●●●

فتح عينيه ليجد أن الظلام يُحيطهُ من كل جانب، وقبل أن يحاول في تذكر ما قد حدث ضرب رأسه ألم قوي كاد أن يفتك به، أغمض عينيه تلقائيًا وأراد أن يرفع يده لتمسك برأسه علها تهدء ذلك الألم، ولكنه لم يستطع وقد أدرك أنه يديه مُقيدتان في المقعد الخشبي الذي يجلس عليه. توسعت عيناه في صدمة وبدأ المزيد من الإدارك في الوصول إليه حيث قد أحس بسائل لزج قد إلتصق بوجنته، بينما كان يسيل من رأسه. بدأ الرعب في تلبس جسده عندما تأكد أن أحدهم قد ضربه بشدة لدرجة أنه قد فقد الوعي، وتم تقييده في مكان مظلم كهذا بدون أن يرتكب أي خطئًا.

أنتشر الضوء في المكان فجأة ليجد أن في منزل يبدو مألوفًا له كثيرًا، فهو كان شبه مقيم به في الأشهر الأخيرة.

《أخيرًا》

سمع ذلك الصوت الأنثوي والذي يحفظهُ عن ظهر قلب، كيف لا وهي حبيبته التي كان يقضي معها أفضل أوقاته وأسعدها قبل إنفصالهما؟
إتجهت إليه بخطوات خفيفة مُتمايلة وعلى وجهها إبتسامة شامتة. عندما وقفت أمامهُ مباشرةً جثت ووضعت يدها على ركبته ليجفل بدون أرادته.

《أخبرني جاكسون، هل أنت مستعد لملاقاة عواقب فعلتك؟!》

قالت بإبتسامة رأى بها الكثير من الخبث، وأخذ يفكر أنها ليست نفس الفتاة التي قد وقع في الحب معها، الأخرى كانت لطيفة وبريئة، ولا تمت لذلك الشيطان الذي يجثو أمامه بأي صلة. راح تفكيره لسبب إنفصالهما وتذكر أنها قد إختلقت قصة كاملة من لا شيء عن أنه يخونها مع جارته التي تسكن أمامه، وعندما أراد الدفاع عن نفسه بدأت في الصراخ عليه وصفعته ثم غادرت، ومن حينها لم يسمع منها أو عنها أي شيء رغم محاولاته في الأتصال بها.
والأن بعد أسبوع كامل من ذلك الوقت ها هي قد قامت بإختطافه وضربته حتى أغشي عليه، كان عقله سيُجن من مجرد التفكير في هذا الأمر، كيف لفتاة ببنية ضعيفة مثلها أن تستطيع خطفه، ضربه، حمله، وتقييده بهذه الطريقة.

《وينتر أنا...》

《لا تنطق بإسمي عزيزي، والأن...》

وقفت بعدما قالت الكلمة الأخيرة وأخرجت من خلف ظهرها سكين كبير كانت قد أخفته هناك عند دخولها. توسعت عيناه في رعب بينما جرى الدم في عروقه بإضطراب، وتعرق جسده بكميات هائلة في لحظة واحدة.
تلفتت حوله في شيء من الهدوء والتأني وهي تختبر حدة السكين وهي تمرر أطراف أصابعها عليه، وعندما نزفت إبتسمت بإتساع ثم وقفت خلفه وثبتت رأسه على صدرها، ونزلت دموعها في نفس الحظة التي قد قامت سكينها بنحر عنقه.
رمت السكين على الأرض وتفجرت الدماء من رقبة جاكسون الذي كان يصارع خروج روحه من جسده. وقفت أمامه ونظرت بداخل عينيه الجاحظتين بتأثر، ثم قبلت جبينه.

●●●

مرحبا جميعا.. الرواية دي هتبقى الجزء التاني من اضطراب وجمعت أحداثها مع أحداث رواية ظلمة نفس اللي كنت نزلت منها كذا فصل من فترة، ولأن ظلمة نفس كانت مملة وانا بكتبها فقررت اجمعها مع اضطراب ٢ وان شاء الله هتبقى رواية جامدة.

تحذير: لازم تكونوا قرأتوا رواية اضطراب الاول قبل الرواية دي.

التنزيل هيبقى على حسب.. الله اعلم بطيء او لا لأني بكتب في كذا رواية وبنشر روايتين تانيين غير دي، ما وراء الظلام، وأجيج.. اتمنى تتفهموا 😘

انا متحمسة جدا للرواية دي لأن ادم/ايفان وأوليفيا وحشوني كتير ومتحمسة اشوف ادم وايفان وهما شخص واحد وحياته مع اوليفيا هتبقى ايه.. الرواية هتبقى في عام ٢٠١١ يعني بعد سنة من انتهاء احداث رواية اضطراب.

ظُلمة النفسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن