جنون عاشق - منى سليمان (الجزء الأول لسلسلة حورية قلبي)

جنون عاشق .. الفصل الثامن عشر .. منى سليمان

جنون عاشق

الفصل الثامن عشر

* شرار الغيرة *

في صباح اليوم التالي استيقظ فهد مع أول ضوء لأشعة الشمس... توضأ وصلى فرضه ثم دعا الله كثيراً.... وما هي إلا دقائق حتى غادر غرفته وتوجه إلى شاطئ البحر لكي يرسل رسالته اليومية ولكنه بمجرد أن استنشق نسيم البحر عدل عن رأيه وقرر أن يهاتفتها وضغط زر الاتصال... في ذات اللحظة كانت حورية تغط في نوم عميق،  وما أن صدع صوت رنين الهاتف، أمسكت به وأجابت المكالمة وهي لاتزال نائمة فهتفت بصوت هادئ غلبه النعاس

- الو

ما أن سمعها فهد شعر بنبضات قلبه تتراقص فرحاً وهتف بصوت هادئ غلفه العشق

-وحشتيني

جحظت عينيها من هول الصمت واعتدلت في جلستها ثم أبعدت الهاتف عن أذنها وأخذت تنظر إليه بتعجب، وما أن تأكدت أنها لا تحلم، وضعت يدها على فاها حتى تكتم صرختها ثم أعادت الهاتف إلى أذنها لتستمع إلى صوته.... فقد كانت تشعر بالحنين إليه برغم ما حدث

- أرجوكي ردي عليا، وحشتيني ومش عارف أعيش من غيرك، أنا عارف أني متخلف وغبي وحمار بس اديني فرصة أخيرة و

لم يتمكن فهد من إكمال كلماته فقد أنهت حورية المكالمة قبل أن تضعف أمام رقة صوته وعذوبة كلماته ثم أخذت تبكي وتبتسم في ذات الوقت.... وعلى الجانب الأخر كان فهد يشعر بالسعادة لسماع صوتها وبالحزن لعدم استجابتها

- مش هيأس بسهولة وهفضل وراكي لحد ما تسامحيني

قالها فهد في نفسه وابتسم حينما تذكر نبرة صوتها الناعمة ثم استرد أنفاسه وجلس على الرمال ليكتب رسالته

" جميلتي....
تسارع نبض قلبي فرحاً حينما سمعت صوتكِ الهادئ... ألا يكفي من العذاب ما مضى، فقط أخبريني متى تعودي... فبعودتك تعود روحي وحياتي ويحيا قلبي من جديد....
طفلتي....
اشتاق إليكِ ... ولرؤية انعكاس صورتي داخل عينيكِ... ولرؤية ابتسامة شفتيكِ... اشتاق لعبير عطرك وتسارع نبض قلبي وأنا أجلس إلى جوارك"
أرسلها فهد فقرأتها الجميلة وشعرت بالأسى على حاله فقد عكست كلماته العذاب الذي يعيشه، ولكنها قررت عدم الرد وغادرت الغرفة تاركة هاتفها حتى لا تضعف أمامه

**********************************

بعد مرور ساعتين استيقظت ملك نشيطة كعادتها... تركت فراشها وغادرت الغرفة لتتأكد من ذهاب حورية ويوسف ولكنها صدمت بشدة حينما رآتهم أمامها

- أنتوا ما روحتوش الجامعة ليه ؟!!!

- مفيش محاضرات النهاردة

ما أن وصلت كلمات يوسف إلى مسامعها عبثت بشدة وعادت إلى غرفتها، ولم تمض سوى دقيقة واحدة حتى تبعتها حورية وجلست إلى جوارها قائلة