الفصل الثاني

6K 156 4
                                    

الفصل الثاني...
لا داعي للتحدث عن بطولاتك إذا كنت بطلًا من ورق، ولا تتحدث عن انسانيتك إذا فقدت كيف تعيش إنسانًا، فقط عش حياتك كما هي بألوانها لاتضف عليها لونًا يُبهتها، أو لونًا يُغمقها، عش بدون قلق وكأن اليوم هو آخر أيام حياتـك....
....................
فى أمريكا، وخصوصًا في شركة ميرا وأصدقائها، كانت ندا تجلس بشرود عندما أتى إليها اتصال من مصر، نظرت إلى الهاتف بشرود وقررت وقبل أن تأخذ أفكارها منحني خاطيء، قررت أن تجيب، حتى تستريح من زن هذا الكائن الذي ينغص عليها حياتها،
ندا بعصبية: ممكن أعرف سيادتك بتتصل ليه؟!
المتصل: دي عامل ايه ي نيدو بتاعتك، مكنش العشم بردوا.
ندا محاولة ضبط انفعالاتها: أنا سألت سؤال، ممكن أعرف إجابته وياريت بسرعة علشان مشغولة
المتصل ببرود: مفيش وحشتيني قولت أكلمك، واعرف أخبارك!!
ندا ببرود مماثل: متشوفش وحش، ياريت معنتش تتصل لأني المرة الجاية هتبع إجراءات ممكن لا دا أكيد مش هتعجبك، أما بالنسبة لأخباري فدا شيء لا يعنيك علشان تسأل عنه،
وأغلقت الهاتف دون أن تستمع إلى إجابة من المتصل وأخذت تفكر ما الذي اضطره للاتصال بها مرة أخرى؟؟ وهل تلك لعبة جديدة يمارسها حتى ينتقم منها؟؟ لذلك أخذت عهد على نفسها بألا تدعه يدخل لحياتها مرة ثانية وأيضًا قررت الاتصال بميرا حتى تخبرها بما حدث حتى تأخذ نصائحها، ولكنها قررت أن تؤجل ذلك حتى وقت لاحق ف ميرا حاليًا ليست بحالة جيدة، لذلك قررت في الوقت الحالي التحدث مع مراد لتعرف ما تلك الحماقات التي يفعلها....
.........................
في إحدى محافظات مصر، وخصوصًا في محافظة الدقهلية، كانت تجلس سيدة في عامها الخمسين، تجلس بشموخ على كرسيها، متهجمة الملامح، شق الزمن خطوطه على وجهها، نظرتها القاسية كفيلة بأن تقتلك حيا، وكأن الزمن لم يقدر على مسح تلك النظرات، كانت تجلس بشرود حتى أتت ابنتها، تلك الفتاة التي تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما،
الفتاة: امي ي أمي ي حاجه صفية!! ، وعندما لم تجد أي إجابة قامت بهزها من كتفها
الحاجة صفيه رامقة ابنتها بنظرات غاضبة: مالك ي مقصوفة الرقبة، قولت لك ألف مرة لما تلاقيني مش برد عليكي اعرفي اني ببقي بفكر في حاجة
مايسه بحزن: انا آسفة ي ست الكل آخر مرة
الحاجة صفيه: خير كنت عايزة ايه!!!
مايسه: كنت جايبه لك المقال دا الصحفي دا تشوفي الصورة اللي فيه
الحاجه صفيه باستفهام: مقال ايه؟! وصورة مين دي!!
قامت مايسه بعرض الصورة على والدتها، لتتعرف على ذاك الشخص، في حين صعقت أن السيدة صفيه مما تري، لقد كان هو، السبب الرئيسي في كل ماحدث معهم، هي تود الانتقام والثأر لزوجها الراحل، لذلك قررت أن تعرف كل شيء عنه حتى تنتقم منه أشد انتقام وتذيقه من نفس الكأس، حتى تنعم روح زوجها بالسلام.
الحاجه صفيه بهدوء: ابعت ل عثمان يجيني ضروري.
مايسه بريبة: حاضر ي أمي، تحبي اعمل لك ....
الحاجة صفيه مقاطعة اياها: لأ، روحي كملي اللي بتعمليه، وعادت إلى شرودها مرة أخري ولكن هذه المرة بانتقام جديد، وجرح غائر نزف من جديد
.......................
أحيانًا لا يكون بمقدورك التحدث مع أحد عما يزعجك أو يجول بخاطرك، لأنه وببساطة لن يفهمك إلا نفسك، ولن يشعر بك إلا من مروا بمثل ظروفك، لذلك عدم التحدث لا يريح أحد، والبوح لا يرحم ألسنة الغير من التحدث عنك، لذلك الصمت غير سلاح يجب أن تلتزم به..
في منزل ميرا..
كانت ميرا مستقلية على الأريكة تفكر في كل ماحدث معها، حزينة على تصرفات مراد وتجاهله في الفترة الأخيرة، لا يسأل إلا لمعرفة أخبار ابنه، أهذا كل ما يربطه بها، ابنهما، وما كان بينهما، استطاع أن ينساه بكل تلك السهولة!! حسنا أيها المراد، ستعرف من ميرا، ستعرف اني لا أتخلى عن روح أحببتها قبل قلب، روح ساندتني في كل أحزاني قبل أفراحي..
كانت زينة تتأمل ميرا وعلامات الاندهاش شقت طريقها على ملامحها،
زينه لنفسها: ميرا اتجننت ولا ايه؟!؟ أنا لازم أكلم هاشم يتصرف، انا كدا هروح العباسية بدري أوي..
وكأن هاشم قد خرج من تفكيرها ليتجسد أمامها،
هاشم: زينه، إنت ي بت !! قم بضربها على جبهتها
زينه بشهقة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، انت جيت هنا ازاي!!
هاشم باستغراب: انت شوفت عفريت وانا معرفش، مالك ي بت!!
زينه بابتسامة: مفيش ي اتشايه انا كنت لسه هتصل بك تيجي، لقيتك قدامي
هاشم محتضنا إياها: قلب اتشايه من جوا، خير ي حبيتي!!
زينه بحزن: ميرا ي هاشم، من وقت اللي حصل وهي على الحال دا، تبقى بتعيط وفجأة تضحك جامد، انا خايفة ي هاشم، خايفة عليها وعلى ابنها، خايفة تفضل كدا ومنقدرش نعمل حاجة نساعدها. .
هاشم بهدوء: متقلقيش أنا هتكلم مع مراد، وهقنعه، بس عايزك انت ونسمه تعملوا اللي هقول لكم عليه دا
ليقطع حديثهم جرس الباب،
زينه بتنهيدة: هشوف مين واجي نكمل!؟!
زينه بصوت عالي: حاضر
قامت زينه بفتح الباب لتفاجأ بنسمه واقفة أمامها،
زينه باستغراب: استغفر الله العظيم، ايه ي آل الراوي كلكم بتيجوا على السيرة ولا ايه!!!
نسمه بضحك: لا والله سوما اللي جبتني..
زينه بضحك: طيب ادخلي، هاشم جوا وعايزنا سويا
بعد فترة قصيرة كانت زينه ونسمه بجوار هاشم يتحدثون ويخططون لأمر ما، وابتسامة خبيثة رسمت على محياهم..
هاشم بضحك: فهمتوا هتعملوا ايه؟؟!!!
اكتفت زينه ونسمه بإيماءة بمعني نعم، في حين قال هاشم لهم
هاشم: انا هروح اتكلم مع ميرا شوية، وانت ي زينه الطلبات موجودة في المطبخ.
زينه بحب
هاشم: طيب يلا شوفوا هتعملوا ايه وانا كمان
بعد فترة كان هاشم يجلس بجوار ميرا، محاولة مواستها أو استفزازها، حتى تستيقظ من هذا الحزن
هاشم موجها حديثه ل ميرا: هتفضلي كدا لحد امتى؟! أنت لازم ترجعي لحياتك، الفترة دي محتاجه تهتمي بنفسك اكتر، شغلك اللي أهملتيه الفترة اللي فاتت دي، مراد هتتخلي عنه بسهولة كدا!! ندا اللي أهملتي سؤالك عنها!! زينه ونسمه مش مشتاقة تتكلمي معاهم وتضحكوا زي الأول!! طيب انا?? ردي عليا ي ميرا!! بقولك ردي؟؟ قال كلمته الأخيرة بعصبية،
نظرت ميرا إليه، أغرورقت عيناها بالدموع، وارتفعت صوت شهقاتها
هاشم محتضنا إياها: عيطي براحتك دلوقت، بس اعرفي أن دا آخر دموع هتنزل، زمن الدموع هينتهي دلوقت، وحياتك هترجع تاني أفضل من الأول، بس انت لازم تخرجي من حزنك دا.
ميرا ببكاء: مراد هيسيبني ي هاشم، انت عارف أنا عملت كدا ليه!! ساعدني ي هاشم، انا مقدرش أعيش من غيره.
هاشم بهدوء ومربتا على كتفها: إنت اللي هترجعي مراد تاني، انت اللي هتعرفيه انه ملوش غيرك وانت ملكيش غيره، فهماني!!
ميرا وهي تجفف دموعها: معاك حق ي هاشم، ميرا مش ضعيفه غير بوجود مراد، قوتي وضعفي، وأنا مش هسمح له أنه يبعدني عنه..
هاشم بضحك: هي دي العبيطة ميرا اللي أعرفها.
ميرا بعد انا وكزته في يده: عبيطه!!
هاشم بضحك: أقصد أختي الحبيبة ميرا، هسيبك بقى واروح ورايا شغل كتييييير
ميرا: تمام.
.............................
في الفيلا الجديدة لعائلة الراوي...
كان يجلس علي بجوار حسن يتناولان القهوة بصمت مريب، حتى قطع حسن هذا الصمت.
حسن بهدوء: مالك ي علي بقالك فترة مش تمام، ودايما زعلان، ومش بتتكلم مع حد؟؟
علي بحزن: زعلان من كل اللي حصل، حياتنا كلها ادمرت، بنتي مش قادر أخدها في حضني، رافضة وجودي ووجود أخوتها في حياتنا.
حسن بحزن لحال أخيه: طيب ليه متتكلمش معاها، ليه متفضلش انت وولادك جنبها، وهي هتحب بوجودكم.
علي: إنت عارف كنت بتمنى يبقى عندي بنت اد ايه، كان نفسي يبقى في حد حنين في العائلة، تأخد حنية والدة هاشم، وتأخد قلبك، بنتي مش عارفة شعوري بيبقى عامل ازاي وهي قدامي وأنا مش قادر اسألها مالك، بتعاملنا غرب عنها، حتى لما روحت لها بعد اللي حصل هي عاملتني كضيف غريب له واجب وهيمشي، المعاملة دي صدقني بدمرني من جوا.
حسن مربتا على كتفه: متقلقش بنتك هترجع لحضنك، وهتتجمعوا تاني، أكيد بتتعذب اكتر منك، بس شوف الموضوع من نظرة تانيه، هي فقدت أهلها اللي ربوها، يعني تعد يتيمة، وفجأة يظهر لها أب واخوات، أكيد مش هتتقبل دا بسهولة، سيب الموضوع دا عليا وانا هتصرف.
قال كلمته تلك ثم انصرف، وهو عاقد العزم لتنفيذ خططته، لكن هل سينجح أم لا!؟!؟
........................

#يتبع_
#أسماء_رمضان

وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان Donde viven las historias. Descúbrelo ahora