الفصل السادس عشر ج3

2.2K 88 10
                                    

قد تكون أحلامك سقطت في بئر يوسف..
لكن..! كُن على ثقة أن قافلة العزيز سوف"تأتي"
فعليك بصبر يعقوب عليه السلام، فوّض أمركَ و أحلامك إلى الله، و امضِ بالحياةِ مُطمئنـًا   مُوقنًا  واثقًا بأنَّ لا أحد يستطيع إغلاق بابٍ فتحهُ الله لك.
...................
وأخيرًا أتى اليوم الذي انتظره الجميع، العمل في الحديقة على قدم وساق لتجهيز النواقص قبل بداية العرس، فقد قرروا أن يكون العرس مقتصر على الأهل فقط، نظرًا لما مروا به من ظروف.
يقف كلا من سليم، سيف، فادي، مازن، وأخيرًا مراد يملون على العمال ماسيفعلونه، لينظر محمد لهم من الأعلى ليتحدث مازن بمزاح: انزل ساعدنا.
ليجيبه محمد بمزاح: لا انا عريس النهاردة.
ليضحك الجميع ويتحدث مراد: ربنا يتم لك بخير ي برنس.
محمد بسعادة: حبيبي ي أبو مارو، ثم وجه حديثه لمازن: شوفت الناس اللي بتفهم مش زيك انزل ساعدنا.
ليجيبه مازن بمرح بعدما قذف حجر صغير به: طيب يلا هش من هنا مش ناقصين عطلة منك ي عريس.
يدخل محمد بعدما استمع لصوت إبراهيم من الداخل، يعلمه عن موعد كتب كتابه قبل بدء الحفلة، وقبل نزول زينه وهند، ثم ينصرف.
على الجانب الآخر في غرفة زينه، وضعت لها إحدى فتيات البيوتي سنتر بعض الماسكات قبل تجهيزها، ثم ذهبت فتيات البيوتي سنتر إلى غرفة الضيوف حيث تمكث هند وصديقتها بعد عمل الماسكات اللازمة لتجهيز العروس الأخرى، وبالفعل بعد مدة ليست بالقصيرة أتت ميرا تعلمهم بأن المأذون على وصول، تم كتب الكتاب في جو من السعادة وبالطبع لم يخل من مزاح مازن ومشاكسته لمحمد، يستأذن والده ليبارك لعروسه، لكن ميرا كانت له بالمرصاد، لتقف أمام الباب دون المرور، ليقول محمد بحزن مصطنع: عايز أبارك لعروستي ي ميرا.
ميرا باستمتاع: تؤ، هتشوفها بعد شوية مرة واحدة إنما دلوقت لأ.
محمد بهدوء: وانا اللي كنت فاكرك طيبه، طلعتي زيهم.
ميرا قبل إغلاق الباب: هش من هنا مش فاضيين لك، اللي عندي قولته، لتغلق الباب دون الاستماع لرده لتضحك الفتيات بعدما استمعن  للحديث الدائر بينهم، أما محمد فاستشاط غضبـًا من تلك الميرا ليتوعدها لكن عليه الانتظار.
يهبط مرة أخرى ليجد عمه فهمي يأتي من بعيد، وعلى محياه ابتسامة سعادة بتلك المناسبة، يذهب تجاه محمد ليبارك له، ليرحب به بحرارة مزيفة، لكن ما شفع له بأنه كان يساعد والده للعثور على أخيه، عند هذا الخاطر يتحول البرود إلى سعادة بوجوده، ثم اتجه بنظره ناحية إبراهيم الذي كان على علم مسبق بأنه سيرى زينه، ليوميء برأسه، ويحتضنه فمهما كان هو عمه ووالد زوجته، يوصيه بابنته، ثم يصعد برفقته لغرفة زينه، تراه ميرا فتلجمها الصدمة، لكن هذه الحقيقة وهذا الواقع وعليها تقبله، كانت تبغضه بحق فيما مضى، لكنها الآن تعلم بأنه سيظل والدها مهما حاولت الإنكار، حقـًا تعذبت بعد معرفتها الحقيقة لكن حان الوقت لترسوا سفينة الحزن على جزيرة الأمل، عند هذا الخاطر ترتمي بأحضان والدها لتشعر ولو بجزء من حنان الأب الذي افتقدته منذ فترة، ليستقبلها ذراعه بفرح، قلبه يدق من السعادة لذلك اللقاء الذي لم يتصوره قط، خاصة بعد محاولات سهام لإقناعها،  لتدخله حيث توجد زينه، م ان رآها حتى ترددت خطواتها، تقدم واحدة وتؤخر الأخرى فمهما كان هي لم تنس ماحدث، لكن اليوم فرح لذلك قررت أن تكون بداية الفرح مع كل شخص تعرفه مثلما قالت ميرا، لترتمي بأحضانه هي الأخرى، وتبكي بصمت، ليربت على ظهرها بهدوء، ثم يتحدث بحزن: سامحيني ي بنتي، عارف اني مستهلش يكون عندي بنات زيكم...
زينه مقاطعة باحترام: مش وقت الكلام دا، لسه الزمن قدمنا نعاتب بعض، إنما دلوقت فرح ولازم نعيش كل لحظة فيه.
فهمي بهدوء: بصي ي بنتي هقول لك كلمتين خليهم معاكي طول حياتك، مشاكلك انتي وجوزك متقوليش لحد عليها مهما كان مين، لأنك متعرفيش نفوس البشر، ممكن حد يستغل مشكلة ويفرقكم عن بعض، اهدي في تفكيرك واوعي تزعلي إبراهيم، أو في يوم تنامي وهو زعلان، لازم قبل ماتناموا تبقوا متصالحين مع بعض محدش يعرف مين هيودع مين الأول، خلوا بينكم ذكريات حلوة كتير، واوعى ي بنتي متسمعيش له، طعيه دايمـــًا ودايمـًا خليكي متفاهمه، فهماني؟!
زينه بإيمائه من رأسها: فهمتك ي بابا، ربنا يقدرني واسعده دايمـــًا.
يتركها ويهبط حيث إخوته بعد جدا كبير بينه وبين علي، يتصالحا، بكل نفس راضية، ف أحيانــًا العتاب ممن تحب يخفف عنك ويزيل همومك مهما كانت، لكن العتاب مع من يستحق.
....................
يمر الوقت سريعًا لتأتي اللحظة المناسبة لبداية الحفلة، محمد وإبراهيم ينتظرا بفارغ الصبر بالأسفل، يقف خلفهما مراد، مازن، فادي، حمزة، سليم وبالتأكيد سيف، ليتحدث محمد مازحًا: مش عارف تلين قلب ميرا علينا بدل م هي منشفاها كدا!!
يجيبه مازن بغمزة: ملكش غير كدا، ميرا دي خليفتي في القرارات..
مراد باستغراب: خليفتك؟!
فادي بمزاح: هو بيقرر وميرا بتنفذ من غير قرار، ليضحك الجميع على ذلك المزاح، ليستأنف: هطلع اجيب عروستي، سلام.
محمد بمزاح: خد ي عم مفيش عير اتنين فوق!!
مازن بمشاكسة: م عروسته لابسه فستان الأخفى.
محمد بضحك: اسمع أنها طاقيه الأخفى؟! جبت الفستان منين! ؟
عند الفتيات، يذهب فادي ليأخذ أخته للأسفل، حتى لا تهبط بمفردها.
قبل وقت قليل، أتى إليه اتصال، لتكون كلماته"كل حاجة ماشية زي م خططت".
شهقة فرح خرجت من زينه بعدما وجدته أمامها بكامل أناقته، وابتسامة جميلة زينت محياه، لترتمي بأحضانه بسعادة، وتنظر لميرا بتوعد، لتتحدث ميرا بهدوء: والله متفاجئة زيك بالظبط، ليجيبها هاشم: محدش يعرف غير فادي، انا راجع تاني لأن شغلي مخلصش بس مكنش ينفع محضرش فرح أختي.
لتتحدث زينه بهدوء: دي أحلى حاجة حصلت النهاردة، كنت حاسه أن فرحتي ناقصة من غيرك بس انت كلمتها، يهديها قلادة على شكل فراشة بها العديد من الماسات الصغيرة مصطفة بجانب بعضها لتعطي اول حرف من اسمها وزوجها أيضًا، تتحدث ميرا بسعادة: فرحتنا كملت النهاردة، ربنا يخلينا لبعض.
يحتضنها هاشم ليقول بضحك: وحشتيني ي لمضه!
يهبط هاشم متئبطـًا ذراع زينه، تلجم المفاجأة الجميع، لتندهش الوجوه ثم ترتسم السعادة لوجوده، لم يختلف الحال كثيرًا عند إبراهيم، فهو خمن حضوره، لكنه لم يكن متأكد، ف صدمته الآن فيمن سرقت قلبه، كحورية بفستانها  الأبيض، تطل عليه بكسوف لتأسر قلبه أكثر مع خجلها هذا، ليحتضنه هاشم بسعادة ثم يوصيه قائلًا: مش هوصيك عليها!! إبراهيم بسعادة: عيب توصيني على روحي.
هاشم بسعادة: دا العشم بردوا ي صاحبي.
يتجه ببصره ناحيتها، يقبل رأسها ثم يتحدث هامسًا: مبروك عليا بداية حياتي من جديد معاكي.
لتضحك بخجل ثم تقول بصوت هامس: مبروك عليا وجودك بحياتي.
ليأسر يدها بين يده، ليتبعه هبوط هند متأبطة يد والدها، ثم يسلمها لمحمد، الذي لو يرفع نظره عنها، وكأنه ينحت تلك الذكرى بذاكرته، ليوصيه والده بابنته خيرًا ثم يتحدث محمد بهدوء: حضرتك مش محتاج توصيني، لأنها بقت بنتي قبل ماتكون زوجتي.
ليهمس مازن بهدوء لسيف: اخوك هيخليني اعيط،
يضحك سيف بسعادة لم يشعر بها من قبل.
يهمس محمد بصوت لم يسمعه سواها: مبروك عليا فرحتنا.
لتنظر أرضـًا بخجل، ليتحدث بمزاح لتخفيف توترها: الشوز حلوة جدًا ي نود، لتنظر له سريعًا بفرح: بجد عجبتك.
ليضحك محمد بسعادة: انتي فرحتي بها أكتر من فرحتك بيا شخصيـًا، لتنظر له بغضب مصطنع، ثم يخرج الجميع للحديقة، فكانت مزينه بطريقة تأسر الأنفاس، ليسعد الجميع بديكورها، وتبدأ أولى فقرات الحفل، عبارة عن خطبة للزواج، أهميته وبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، والتي سعد الجميع بها؛ نظرًا لكونها شيء استثنائي في مجتمعهم، أما الفقرة الثانية فكانت عبارة عن فيديو قصير للعائلة، كل شخص يعبر عن فرحته بذلك الحدث وبالطبع الكثير من النصائح، بعض الفقرات الفلوكلورية التي نظمتها ميرا وإخوتها بالتعاون مع متخصصين لتسعدهم جميعـــًا بذلك الحفل البسيط المبهج، لتنتشر السعادة في الأجواء، وتصيب الجميع بعدواها.
.................
في جانب الحديقة، يراها وهي تهبط متشابكة اﻷيدي مع أخيها، ليستعمر الحزن جنبات قلبه، مالبث حتى اختفى لرؤياها، فهي حبيبته، اشتاقها بحق، ليدرك أنه بدونها لن تكون حياته مكتمله، ليذهب تجاه فادي، يستأذنه بالتحدث معها، وبالرغم من معرفته بأنه ستحزن لكنه حسم أمره بإعطائه فرصة أخرى عله يتصافى معها، يذهب تجاهها ثم يتحدث بلهفه ممزوجة بالشوق: وحشتيني ي نسماي.
نظرة حزن كانت من نصيبه، لتدمي قلبه، يستأنف حديثه قائلًا: أخبارك ايه!!
نسمه بهدوء دون النظر تجاهه: تمام الحمد لله، وانت!!
حمزة بهدوء يغلبه الشوق: تمام طول م انتي بخير، تتركه وتذهب، ليمسك بيدها، ونظرات ترجي تحثها على البقاء، لتقف مطأطأة الرأس، ليقول بهدوء: ممكن اطلب منك حاجة!!
نسمه بهدوء: لو اقدر انفذ طلبك معنديش......
تبتلع بقية حديثها، وتقف متخشبة أثر احتضانه لها، يحتضنها بقوة عله يخفف ذلك الشوق بداخله، ويهدأ قلبه الملتاع بفقدانها، ليهمس بجوار أذنها: آسف ي أغلى من حياتي، ليبكي حزنـًا على ماآلت إليه الأمور، لتلجمها الصدمة للمرة الثانية، هل حقًا يبكي الرجال، نعم يبكي الرجال لفقدان شخص كان كل الدنيا بالنسبة لهم، لتضع يدها على ظهره وتربت عليه بهدوء، لتبكي هي الأخرى لتقسم بأنها كانت بحاجة لاحتضانه أكثر منها، حتى تستمد قوتها للقادم، ليظلا هكذا فقط بكاء لم يجرؤ أحد على قطع تلك اللحظة، وبعد فترة قصيرة يحررها، لتمسح دموعه بحزن، وهو أيضًا لتتحدث بهدوء: مش عايزة اشوف دموعك تاني، لأنها فعلًا بتقتلني....
يقاطعها بحزن: الدموع دي مش بتخرج غير لكي ي نسماي؛ لأني ببقى حمزة بكل حالاته قدامك وبس.
تهم بالمغادرة، ليمسك يدها قائلًا بحزن غلبه الترجي: مش ناوية ترجعي تنوري حياتي!!
تجيبه بشراسة عكس ماكانت عليه منذ قليل، وبعدما حررت يدها: لأ، تتركه وتدخل الفيلا، لترتب أمورها من جديد، وتعنف نفسها بأنه ماكان يجب أن تضعف هكذا أمامه، أما حمزة فبعدما أقسم بأنها ستنير حياته من جديد لتصدمه بردها الذي أحزنه كثيرًا، ليبارك للعريسين ثم ينصرف حيث منزله بهدوء.
.................
أما عند مراد...
فسعادته بحبيبته لا توصف، ف الحفل خرج أفضل بكثير مما كانت تتوقع، يمازحها قائلًا: ايه الجمال دا ي ميرتي؟!
ميرا بغرور مصطنع: أقل حاجة عندي على فكرة؟!
مراد بمشاكسة: قصدي على الحفلة على فكرة..
لتجيبه بغيظ: عارفة على فكرة.
مراد بحب: انتي أصلًا جميلة ي ميرتي من غير أي حاجة، لسببين؟!
ميرا باستغراب: ايه هما؟!
مراد بهدوء: انك مراتي دا اول حاجة، تاني حاجة انك مراتي بردوا وأم مارو.
ميرا بخضة: مروان فين؟!
مراد بضحك: متقلقيش مع هاشم، زفرة ارتياح خرجت منها لتجذبه من طرف بدلته: انزل كدا عايزة اقول لك حاجة، ليهبط مراد قليلًا، لتقول بهمس: شكرًا على كل حاجة عملتها وبتعملها علشان تفرحني، شكرًا لأنك كنت جنبي في كل خطوة في حياتي، شكرًا لأنك كنت سند ليا وقت م كنت في أضعف حالاتي، شكرًا على تفائل كل يوم اللي بيثبت لي انك فعلًا بكل حياتي.
اكتفى مراد فقط باحتضانها، ف أحيانــًا الصمت خير من مئات الكلمات، ف الصمت في حرم الجمال جمال.
........................
#يتبع
#أسماء_رمضان

وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان Donde viven las historias. Descúbrelo ahora