الفصل الثاني عشر

3.4K 117 8
                                    

انت لست كئيب، ولكنك خدعت لدرجة انك لم يعد بمقدرتك التحمل، تود الخروج من هذا السواد، لذلك هناك من يقف على فوهته يريد مساعدتك، تشبث بهم، ف تلك النوعية نادرة جدا، تحاول رسم ابتسامتك بشتى الطرق، لذلك اشكر ربك كثيرًا على وجودهم....
........................
في منزل حمزة..
عاد حمـزة إلى منزله متأخرا كحال الأونة الأخيرة، تذكر أن نسمـه مازالت عند والدها، لذلـك قرر أن يطلب شيئًا لتناوله، حينما أتت إليه الحاجـه صفيه؛ تخبره بأنها حضرت له الطعام، الشيء الذي جعل حمـزة يشعر بالغضب، فهي ضيفته لا خادمة، لذلك قرر أن يلفت نظر نسمـه إلى هذا الشيء عقب عودتها..
الحاجـه صفيـه بابتسامـة زينت محياها: قوم ي حبيبي غير هدومك، عقبال ماأجهز لك الأكل.
حمـزة بهـدوء: ليه تعبتي نفسك ي ماما!؟
الحاجـه صفيـه بحب: تعبك راحة ي حبيبي، أهم حاجة تكون مبسوط ومرتاح.
حمـزة بسعادة: ربنا يخليكي ليا ي ست الكل.
وبالفعل انصرفت الحاجـه صفيـه إلى المطبخ حتى تحضر الغداء لذلك الطفل الكبير، أما حمـزة فاتجه إلـى مكتبه لكي يراجع بعض الأوراق عقب انتهاء التحضير...
.......................
في منزل ميـرا..
اعتزلت زينـه حجرتها، بعد مقابلتها الصادمة مع إبراهيـم، هي تحبه، لا والله بل تعشقه، لكنها خائفة، من المجازفة! ممكن، بعد ماعنته وبوجود ميـرا وهاشم لكانت أصبحت حياتها لا تطاق، فهي علمت انهم تخلوا عنها، بسبب لا ذنب لهم به، لا تريد أخذ خطوة تندم عليها فيما بعد، فيبدو أن الحياة مازالت في بدايتها، طرق الباب، خمنت هوية الطـارق، من تجده وقت حزنها قبل فرحها، أذنت له بالدخول...
هاشـم بهـدوء عكس مابداخله: مالك ي زينـه بقالك فترة لوحدك ومش بترضي تخرجي معايا، انا زعلتك وانا معرفش!؟
اكتفت زينـه بتحريك رأسها بمعنى لا، فمواجهتها مع ذلـك المخضرم استنزفت كامل قوتها،
هاشـم بهـدوء: يبقى الواد إبراهيـم هو اللي زعلك؟! والله لهربيه.
ضغط على جرحها، يعلم ذلك، لكنه يريد منها التحدث، حتى يعرف ما يجرحهها، وهي على بعد خطوة واحدة من السعادة.
لم تستطع زينـه الاحتمال أكثر من ذلك، ألقت بنفسهـا في حضن أخوها، فهو ملجأها في كل وقت، أما هاشـم استقبلها بصدر رحب، فهي أخته التي أحبها وتلك المجنونة.
هاشـم بهـدوء: انا معرفش هو قال لك ايه، بس كل اللي عايز أقوله انه كان عنده استعداد يواجه العائلة كلها علشان خاطرك انت بس، وحاجات تانيه كتير بس انا مش هينفع اقول لك حاجة، لأنه الوحيد اللي له الحق انه يقول لك، طبعـــًا هو منتظر انك تبقي حلاله علشان ربنا يبارك لكم في حياتكم مع بعض.
زينـه ببكـاء: أنا خايفـة ي هاشـم، من التجربة، اسم العائلة دي كفيل انه يخوفني، لأسباب كتيـر، التخلي جايز، الكسرة من ناحيتهم أكيــــــــــــد، وهو اتربى بينهم، فاهمني؟!
هاشـم بهـدوء: حابب اقول لك حاجة، هاشم تربية عمو حسن، يعني متقلقيش، كنت دايمًا بتمنى انه يبقى عندي اخت اجوزها ل إبراهيـم، وسبحان الله عندي اتنين كملوا حياتي.
زينـه باستفسـار: اشمعن إبراهيـم؟!
هاشـم بضحـك: بصي لأسباب كتيـر من ضمنها انه تربية عمو حسن، مش متسرع في قراراته عكس سيف ومحمد، يقول الحق لو ايه اللي حصل، مش بيقدر ينافق، لأنه ميعرفش يعمل كدا، وأسباب تانيه لما توافقي هتكتشفيها بنفسك.
زينـه محاولة التماسك عقب موجة الحزن تلـك: يعني ايه رأيك؟!
هاشـم بضحك: مش انا اللي هتجوزه. .
قام هاشم بتجفيف دموعها، ثم
هاشـم بمزاح: كفاية عياط معتش معايا غير الجرافت تأخديها، هتستحمل كتير.
انخرط الاثنان في الضحك، ف أخيرًا استطاع إخراجها من حزنها....
.......................
في فيـلا الـرواي الجديـدة..
بعد تلك المكالمة التي أتت ل إبراهيـم، لم يتمالك نفسه، أخذ السلم قفزا وصولا إلى والده، ولا ننس وجود الصخب الذي حمله معه..
إبراهيـم بسعادة: خلاص ي بابا زينـه وافقت، أخيرًا هتجوز، هتجوز، انا خلاص هتجوز، وهبطل ابص على البنات، وقف قليلا ثم تحدث: هو انا من امت كنت ببص يعني..
أتى الجميع على ذلك الصخب، منهم من خمن سبب فرحته ودعا له بالذرية الصالحة ومنهم من شاركه الرقص والغناء..
مازن بسعادة: اشكر نسمـه طلع وشها حلو علينا كلنا، وجابت السعادة وهي جايه..
فادي بمـزاح: جابتها في شنطتها...
مازن ناظرا لأخاه: مش وقت ألش.
حسن بسعادة: ربنا يفرحك دايمًا ي حبيبي، ويرزقك الذرية الصالحة.
أما محمد لم يعرف ماذا يحدث ولكنه شاركهم الرقص والغناء، وبعد أن علم بما يحدث، تضاعفت فرحته، ولكن حسن فرحته لم تكن مكتملة ف ولده سيف ليس بينهم، لا يشاركهم فرحهم، لا يعلم عنه شيء بعد تلك الليلة، يود لو كان بينهم الآن، لن يحس بعذاب شخص إلا شخص آخر مر بنفس الموقف، نعم انه علي
علي مربتا على كتف اخيه: متقلقش هو أكيد قريب، بس محتاج شوية وقت، سيبه وهو هيرجع لوحده لما يحس انه أتقبل الواقع..
محمد بصوت عال: طيب بقولك ايه احاج حسن جوزني انا كمان، علشان عايز اغني هتجوز، واشب شبات
حسن بضحـك: شاور على العروسة وانا هخطبها لك بعد موافقة أهلها..
فادي بمزاح: جوزوني انا كمان والنبي، خلينا نغني هنتجوز كلنا...
انخرط الجميع بالضحك، الغناء والرقص، داعين الله أن تبقى تلك السعادة لفترة طويلة، ف وقت الفرح عندما يطرق بابًا، لا يأتي منفردا، وإنما يجلب معه كل عائلته حت يتشاركوا جميعًا في هذا الحدث.
........................
في المستشفى...
وخصوصـًا اليوم الأول ل جاسر بها، كان يشعر بالسعادة، فتلك المشفى من أفضل المشفيات في المنطقة، بدأ عمله بمتابعة الحالات الموجودة، تدوين بعض الملاحظات، مع وجود تمارين معينة يقوموا بها..
أثناء سيره اصطدم بأحدهم
جاسر بهـدوء: آسف مأخدتش بالي.
الشخص بابتسامة: ولا يهمك، بس شكلك لسه متعين جديد..
جاسر بضحـك: مكتوب على وشي، على العموم انا جاسـر.
الشخص مادا يده للتصافح: وانا جدك عثمان، كبير المنطقة هنا..
جاسـر بضحك: كبير المنطقة، ماشي ي دكتور.
عثمان بمزاح: بقولك صحيح، متقربش ناحية العناية بعد الساعه 11!!
جاسر باستفسـار: اشمعن؟!
عثمان بصوت منخفض، متلفتا حوله، وكأنه يدلي بسر خطير: المكان دا باليل بيبقى كله أرواح، وأنا خايف عليك..
جاسـر بنفس الهمس: متقلقش بس دا مقلب مفقوس.
وانخرط الاثنان في الضحك، فلولا الممرضة التي أخبرت جاسـر بذلك السر، لكـان صدق ما يقوله عثمـان فمن طبيعة عثمان إخبار كل من هو جديد بتلك القصة مع اختلاف المكان بالطبع..
عثمان بابتسامة: فرصة سعيدة ي دكتور جاسـر.
جاسـر بابتسامة مماثلة: أنا أسعد ي دكتور عثمـان، ان شاء الله نتقابل مرة تانيه..
وبالفعل انصرف الاثنان متجهين إلى عملهم، بعد تلك النوبة من الضحك، أحس الاثنان أنهما يعرفا بعضهم من زمن، ولكنهـا المرة الأولى التى يتقابلا فيها..
أظن بأن ذلك ماهو إلا تشابه أرواح، مألوفلان لدرجة أنهما يعرفا بعضهم البعض، ف انت لا تحتاج إلى فترة طويلة لتعرفهم، ف روحك هي المايسترو في تلك المهمة.
.......................
بعد غياب أكثر من اسبوع، قرر مراد ومجنونته العودة، لقد استمتعا كثيرًا بتلك الرحلة، هذا ماكان يحتاجانه، شيء ينسيهم همومهم ويخرجهم من روتين الحياة المملة..
مـراد بحـب: أول حاجة هنستريح من تعب السفر، بعـدين نروح عند الدكتورة نطمن على أستاذ مروان، بعدين يبقى في زيارة عائلية ل طنط سهام، عزمانا على العشا،
ميـرا بإعجاب: لأ مجهز بروجرام حلو الصراحة، بس انا عايزة اطمن على زينـه وهاشم.
مراد غامزا بطرف عينه: ودي تفوتني، سهام عزمتهم كمان..
ميـرا بحب: انا قولت لك كم مرة بحبك الاسبوع دا؟!
مـراد بضحك: مش فاكر الصراحة أصلي مش بحسب.
ميـرا بعد أن قربت رأسها بالقرب من مـراد: طيب بما اني قولتها كتيـر ف هبحبح إيدي شوية ومش هقولها.
مـراد بضحك: ليه بس دا انا غلبان، يلا ننزل لاني هلكان، أسبوع مفاجأت قصاده أسبوع راحة اتفقنا!!
اكتفت ميـرا بالنظر إليه، صعدا إلى شقتهم، والتى تفاجأت ميـرا بها كثيرًا، فتلك المرة الأولى التى تدخلها، وقعت في حبها من أول نظرة..
مراد بحب: عجبك ذوقي؟!
ميـرا بابتسامة: جدا، حبيتها اوي..
مـراد بحب: شكلنا هنعزل منها!!
ميـرا بصدمة: ليه ي موري؟!
مـراد بمـزاح: لأنك حبتيها اكتر مني...
ميـرا بحب: مفيـش حد قاعد في القلب غيرك، إقامة كامله هناك، بحبك...
مـراد: مش قادر أقول غير إني هفضل أحبك لحد آخر نفس فيا...
........................

وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان Where stories live. Discover now