الفصل الحادي عشر ج3

2.2K 93 10
                                    

زعلانه منكم بجد 😢😢😢 وفعلًا منتظره رأيكم😳😳 فهل سأجده أما اذهب من هنا😩😩
...............
أحيانــًا تمر عليك ظروف من شدتها وقسوتها، تشعر أنها لن تنتهي، وبمرور الأيام تتلاشى، بلطف الله، طريقته، وتدبيره، لا بطريقتك أو تدبيرك، لذلك اغلق على شعورك السيء وابتسم، فكلما تأخر عليك شيء وطال انتظاره، استبشر خيرًا وسيأتيك أجمل مما كنت تتخيل، وثق بأن ربك لن ينساك أبدًا.....
..................
في منزل حمزة....
وبالتحديد في الصباح الباكر، يستيقظ على صوت أنين مكتوم، بكاء يقطع نياط القلوب، ليهب جالسـًا على الفراش كالملدوغ من أفعى سامة، ليزول آثار نومه عندما يجد نسماه تبكي، لتحط علامات الدهشة على وجهه، وسواس عقله يخبره بأنه سبب بكائها، ليحتضنها بألم عله يهدأ من حزنها، ويسأل بصوت مغيب تمامًا: مالك ي نسمه؟! بتعيطي ليه ي بابا؟!
لتجيبه بصوت متحشرج: في ألم جامد في بطني، ومش قادرة استحمل.
لتسقط مغشيا عليها في أحضانه، وقبل أن يذهب ليحضر العطر لإفاقتها، ليجلس بصدمة عندما يجد دماء على الفراش، وبدون مقدمات يضع إسدالها، ويحملها متجهـًا إلى المستشفى، بعد الكثير من الوقت، يقتله حارس الانتظار، والحزن يتسرب لقلبه حزنـًا عليها فقط، ليخرج الطبيب يطمئنه على حالها، ثم يتحدث وجنود التوتر قد تملكت بصوته: مالها ي دكتور؟!
الطبيب بحزن: للأسف حالة إجهاض.
لتقع كلماته كالصاعقة تزلزل كيانه، ليسيطر الحزن على جنبات قلبه، ليتنشله الطبيب من حزنه مرددًا: الحمد لله هي تمام دلوقت، بس أنصح حضرتك أنها تبعد عن أي مصدر ممكن يسبب لها إزعاج الفترة الجاية......
لينصرف دون الاستماع لبقية الحديث، تاركـًا قلبه صريعًا أمام غرفة محبوبته، يشيع طفل لم يأت للنور وحب وئدته الظروف قبل أن يكلل بمولود.
ظروف كثيرة قدرتنا على تحملها تقل بالتدريج حتى تنفذ طاقتنا ولم يعد لدينا القدرة على التحمل أكثر من ذلك، ليكون التخلي عنوان حياة، والابتعاد هو سنتها.
يعلم بأنه السبب في كل ماحدث لها، لقد تعاهدا سويا بألا يبيت أحدهما والآخر بقلبه حزن، تعاهدا بأن يكونا دواء لبعضهما، لكن أين كانت تلك الوعود وهو يحزنها، لاحظ في الفترة الأخيرة بأنها قد خسرت الكثير من وزنها، حزنها الدائم بسببه، هذا كله لم يثنيه لمصالحتها، لتطيب جراح قلبها، جراح قلب كان سبب في جرحه يومًا.
ليستيقظ من شروده على يد تربت على كتفه بهدوء، وبعيون مغيبة تمامًا يجيب: ابني مات قبل ما يشوف النور، مات قبل ما اشيله بين ايديا.
ليواسيه حسن بحزن، ومازال يربت على كتفه: وحد الله ي حمزة دي أمانة وربنا استردها تاني، احمد ربنا ان مراتك بخير.
ليردد حمزة بحزن: مراتي......
ليقاطعه حسن بهدوء: مراتك دلوقتي محتاجاك جنبها، اخرج من قوقعة حزنك دي علشان خاطر حياتك انت ومراتك اللي جايه، خليك فاكر أن ربنا مش بيكتب  لنا الشر، احنا مش بنبقى عارفين انه خير غير لما ربنا يعوضنا بالأحسن منه، قوم روح لمراتك محتاجاك اكتر من أي وقت فات.
...................
بعد معرفة الخبر خيم الحزن على جميع العائلة، ف نسمة تلك الفتاة الرقيقة من لا يحبها، ذهب الجميع إليها لمواساتها، وكان على رأسهم ميرا، زينه وبالطبع بقية العائلة، على عكس ممدوح لم يتأثر بالخبر، فهذا شيء لا يعنيه، عدم النظر لتلك الأمور التافهه اول قرار اتخذه لذلك قرر التركيز على سليم وصفقاته فهو أولى أولوياته بالتأكيد.
ليتذكر عنوة كيف اختطفه وأوهم الجميع بوفاته، أحضر جثة لطفل في مثل عمره، وبالطبع دفنه في القبر، لم يسمح لأحد برؤيته أثناء جنازته متعللًا بالحجج الوهمية وبسبب ثقة الجميع به لم يجادلوه أو يناقشوه في قراره، لتظلم عيناه غضبـًا عندما يتذكر سهام، وأنها كانت السبب الرئيسي في كل هذا، فبعد رفضها للعريس قرر الانتقام وهدم إمبراطورية الراوي، لذلك قرر تجنبه لفترة حينما يثبت أرجله في السوق مرة أخرى، وبعدها ينتقم منه على تحديه له، عند هذا الحد تذكر سليم وشرطه بأن يأخذ أسهم من المجموعة، بالتأكيد سيستردهم مرة أخرى بعدما ينفذ كل شيء اتفقوا عليه ثم يدمره بكل دم بارد، تحداه وتجرأ على طلب شيء ليس من حقه لذلك قرر الانتقام منه بالبطيء، حتى يكون عبرة لكل شخص يفكر في تحديه أو الوقوف أمامه، ليضحك ضحكات شيطانية على تلك الأفكار التي تعبث بعقله.
على عكس الحاجة صفية التي حزنت كثيرًا عند سماعها لذلك الخبر، تكره نسمه لكن هذا الطفل كان سيسمى حفيدها، فوالده حمزة وكفى هذا كل مايعنيها، لتتذكر من كان سببًا في تدمير حياتها، لذلك تشتعل رغبة الانتقام في قلبها مرة أخرى، وهي تردد دون أن يرف لها جفن: الحمد لله انه مجاش على الدنيا، علشان لما يطلقوا ميبقاش بينهم أطفال تمنع طلاقهم أو تأثر على حياتهم بعد ما يطلقوا، لتعبس ملامحها بحزن حينما تتذكر ذلك اليوم حيث أتت إلى ذلك المنزل، أخبرتها ابنتها بالكثير عن حمزة، وكيف أصبح مكتبه من أشهر مكاتب المحاسبة، لتشعر بالفخر لما حققه ذلك الصغير، لتظلم عيناها كرهًا وانتقامًا عند ترديد اسم زوجته ليشتعل بريق الانتقام من جديد، وتهيج تلك العاصفة التى اخمدتها بالماضي، لتقسم بأنه حان وقت الانتقام ولن يردعها أحد، أو ترفع راية الاستسلام لأي شيء.....
.......................
ليس هناك ماهو أصعب من التردد في فعل شيء ما، عقلك ينصحك بألا تفعل لأنك ستخرج خاسر لكل شيء،  يطلب الابتعاد وذلك اللعين يدق بعنف علك ترحمه من لوعة البعد، وألم الفراق، يقسم لك بأنك ستكون سعيد ولن تواجه مشكلات مع من أحببت، لكن ذلك الحكيم الكامن في رأسك ينبهك، يحذرك ثم يعنفك فأنت على شفا حفرة من الانهيار، تنسى كل شيء في خضم سعادتك ولا تفكر سوى بمن أحببت، قلبك يرسم الحياة الوردية ومشاعرك تلونها بأزهى الألوان، لتخرج لوحة تثير في نفسك مشاعر شتى مابين فرح، سرور وقبول لتأخذ نصيبك من السعادة، تهيم عشقـًا وتفضحك لغة العيون، لتوقع على عقد جديد مع الحياة، وتبرم اتفاقـًا مع السعادة، لتدفن الحزن في قاع الحياة، متناسيـًا بأن أشباح الماضي ستعود من جديد لكن بشكل آخر وما عليك سوى التحمل لأنك من اخترت منذ البداية.
هكذا كانت هند واقعة بين أمرين كلاهما أصعب من الآخر لا تريد المجازفة وفي نفس الوقت تريد السعادة، خائفة من المستقبل معه وبدونه، تشعر بأن حياتها غير مكتملة النكهات، تريد الاستقرار لا أكثر لذلك حسمت أمرها واتخذت قرارها، لكن عزائها الوحيد رد فعل مالك قلبها لو علم بما تحاول إغلاقه، لكنه لن يعلم شيء حتى تعيش سعادتها الناقصة، لذلك عقدت عزمها على فعل الشيء الصحيح.
.......................
في المستشفى...
تجلس منكمشة بأحضان والدها، تبكي بصمت يمزق نياط القلوب، لقد تمنت ذلك الطفل، أحقـًا كان بداخلها طفل ممن دق لها قلبه، تعلم بإهمالها لنفسها في الفترة الماضية لكن ذلك الوضع وضعت فيه جبرًا، مقيدة بكره لا تعلم سببه، كانت تود ذلك الطفل ليكلل حبها بحمزة، عند هذا الحد تبتسم بسخرية، وعقلها يردد: أي حبيب هذا؟! لقد تركك وحيدة بمنتصف الطريق، لم يفكر بحزنك، فكر فقط كيف يهينك، لم يصدقك بل شكك بأنك ستفعلين شيء خاطيء، هو يعلم بأن اقاربه وكل فرد من رائحته ستعامله أفضل معاملة، لكنه لم يدرك تلك الحقيقة.
في تلك الأثناء، يدخل حمزة للغرفة، ليجدها هكذا، لتمزق الغيرة قلبه، وقرر التعقل حتى لا يتسبب بمشكلة، كم تمنى أن يكون مكان والدها، تشكي له بصمت عما أصابها، ليرحب قميصه بدموعها، يده التي تطيب جراحها، أما دقات قلبه فهي كالناقوس تعلمها بأنها من ملكت قلبه وروحه، لكن هذه تبقى أمنيات، لن تتحقق في الوقت الراهن، ليخرجه من شروده صوتها المتحشرج وهي تخبر والدها بأنها تود العودة إلى المنزل؛ ليرقص قلبه طربـًا، فحبيبته ستذهب معه للمنزل، وسيطيب جراحها، حتى لو اضطر بأن يذهب للقمر لإرضائها فهو لن يمانع، فكل مايريده هو أن تبقى بجواره لآخر عمره.
لتنتبه كافة حواسه وتستعد للهجوم عندما تكمل حديثها قائلة بحشرجة: عايزة ارجع البيت، بيتك ي بابا، محتاجة ابقى وسط إخواتي الفترة الجاية، هما اللي هيخففوا عني.
ليتحدث فادي بمزاح: ي بنتي احنا هنسيكي اسمك بس قولي يارب.
لترتسم ابتسامة مجاملة على ملامحها المنهكة، لترتد سهام عيونها المعاتبة على قلب حمزة ليسقط شهيدًا في بحور ذنبها، يعلم بأنها لن تسامحه بسهولة لكنه سيحاول حتى ترضى عنه، لذلك أقسم بأن يعاقبها فيما بعد لكن هذا بعد أن تسامحه وتنسى ذلك الحزن المرسوم بعينيها.
.....................
#يتبع_
#أسماء_رمضان

وعـدي ووعيـدي"ج2 أزمة نسب"..أسماء رمضان Where stories live. Discover now