الفصل الرابع

1.5K 94 104
                                    


حدود بابل

وصلت أخبار جيش الأسكندر الى أعنان المدينة، يقترب بجيشه من المدينة لملاقاة جيش الملك داريوس، بعدد لا يتجاوز المائة الف جندي، على الرغم من الاخبار التي وصلتهم بشأن الاعداد الخيالية التي قام الملك الفارسي بأعدادها للمواجهة الاخيرة، لم يكن القلق يبد على الميگاس الكبير، بل الانتظار وحده من كان يشغل رأسه و هو ينوي الضفر بنصره القادم لا محالة، حلمه الممتد من البحر الادرياتيكي [1] غرباً الى نهر بلاد السند شرقاً، قد شارف على عبور منتصفه، فها هو يمضي الى الحرب التي أما ستوقفه عن اجتياحه أو اسقاط عدوه اللدود داريوس و ذهاب الامبراطورية الأخمينية مع أسلافه

*

بابل

دخل عابري السبيل الى مركز المدينة، حيث حجرهما المنشود التالي يقبع هناك، و بدت المدينة مزدهرة التجارة، مكتظة بالنفوس، كبيرة على غرار پارسه، بدا ان الضياع سهل فيها لمن لا يحيط علماً بطرقها و دروبها كما يبدو عليهما الضياع الان، سألته بنبرة ممتعضة:
_ ألم تقل أنك تعرف الطريق، لماذا تبدو كتائه في المدينة أذن؟

دون ان ينظر اليها، محاولًا اخفاء فشله افصح لها:
_ انا خبير بالطريق الى المدينة، و ليس بالطريق داخل المدينة!

بنبرة مستائة ألا ان لا حيلة لها:
_لقد خدعتني اذن.

تجولا في المدينة حتى بلغا الجنائن الكبيرة، و مضيا بجانبها مبهورين بصنعها و دقة النقوش و تفاصيلها، أستسلما للتعب بعدما أضاعا نصف نهار في التجوال دون هدي يذكر، امعن في الخريطة التي تعنى بحجر بابل، و ظل يطالعها دون ان تطرأ في رأسه اي فكرة:
_ ما نوع الحجر الذي نبحث عنه هذه المرة؟ أم أنك ستحافظين على كتمانك؟

ككل مرة ألتزمت الصمت و كأنها لم تسمع شيئا، زفر عاليا يغلبه الأستياء من عدم ثقتها به، و أحست نفوره هذا، فنازعتها رغبة بالحديث:
_ يسمونه حجر نيلام[2] الازرق اللون، يقال أنه يعمل على طرد المخاوف الدفينة داخل الانسان.

زوى ما بين حاجبيه مستغربا، ثم عاود ليطالع الخريطة المرسومة، خيل لها أنه متمعن في النظر اليها الا انه كان يجاهد ليخفي ابتسامته، لأنه اقتلع اول حصن من أسوارها ، استغل هدوئها هذا فعاد ليسأل:
_ بماذا تهمك هذه الاحجار؟

حدجته بتردد واضح، اتسمت عيناها بنظرة تائهة ثم قالت بنبرة متذبذبة الثقة:
_ عندما يحين الوقت ستعلم بالتأكيد.

خشيت من ردة فعله الغاضبة مرة اخرى، الا انه بدا عاديا في الحديث معها، مستطردا في الكلام :
_ من اين تعلمين بكل هذه المعلومات عن هذه الاحجار؟

شارورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن