الفصل السادس

3.7K 134 90
                                    

بابل

دخل الاسكندر الكبير مدينة بابل ممتطيا عربة دارا الثالث بنفسه، متبخترا مزهو بنصره، يرحب بيده المزهوة بالاحمر لأهل المدينة الذي وقفوا للترحيب بالملك الجديد، و عصا القوة المزينة بالاحجار تقبع في مقدمة العربة.

*

بينما كان ڤاريس و تاميانا يشدان الرحال لمغادرة مدينة بابل، ينويان البدء بحباة جديدة، سأل ڤاريس السؤال الذي لم يستطع اخماده، السبب الذي حعل تاميانا بالتخلي عن الخاتم للاسكندر،  الخاتم الذي كان دائما يحميها من نوايا البشر و الكائنات السفلية، أطلقت ابتسامة صافية و علا الشرود هيئتها وهي تطالع البعيد:

_ للخاتم خاصية برد النوايا السيئة لأصحابها، مهما مان الشر القادم يرده كالكيد المرتد.

_ اذن لماذا تخليتي عنه، سأفقد عقلي!

_ انه يرد الشر اينما كان حتى لو كان صاحب الخاتم، لذا اي شر سيغمر الاسكندر، فسيقوم الخاتم برده حتى القضاء عليه، و لو تطلب الامر مدة من الزمن.... و ايضا كنت اضمر الشر لوالدي و خشيت ةن قوة الخاتم ان ترد الشرور لي فتخليت عنه.

سكت ڤاريس و لم يعلق بشيء على ما قالت،فقطعت هي دابر الصمت بنبرة حماس متلهفة:

_ألى مكتبة الأسكندرية أذن؟ !!!

ابتسم و اجاب:

_ الى مكتبة الاسكندرية اذن، لم لا، ربما ستكتب لنا الاقدار مغامرة مجنونة مع غريبة الاطوار مثلك.


*

وصلت الاخبار الى عموم البلاد في وقت لاحق بأن الاسكندر، غادر بابل نحو مدينة سوسة المهمة للامبراطورية التاريخية، ثم توجه الجيش الى مدينة  پارسه، اخر مدينة للامبراطورية الفارسية، و تمكن الاستيلاء عليها دون صعوبة تذكر، و استقر فيها الاسكندر لمدة، حتى عاد لأكمال فتوحاته، و رغم الانتصارات التي حققها، لم يكن قد نسى عدوه داريوس الهارب، فما انفكت قواته تبحث عنه، و كان هذا الاخير الاتعس حظا من بين الحميع فبعد ان خسر عائلته و اراضيه وملكه و خزائنه و الاهم معاركة كلها، انقلب عليه قاداته، و اعلن اردتشير القائد الاعلى لفيالقه وقريبه، بالعصيان و قام بتكبيله ولما سمع بوجود الجيش المقدوني بالمدينة، طعن الملك طعنة غادرة و تركه في الطريق، معلنا نفسه الملك الجديد و لقب نفسه بآردشتير الخامس.

كانت الاخبار قد وصلت الى مسامع الاسكندر، فاسرع لملاقاة عدوه و لكن ما أن وصل اليه كانت روحه قد فارقت جسده ،غطى الاسكندر جثة عدوه بعبائته ،و القىامره بدفنه في مقبرة اجداده و موطنه،   أغضبه طريقة موته الغادرة، فأعلن غضبه على ارتشير و اطلق عليه لقب الخائن و امر جنوده بالبحث عنه حتى تم القاء القبض عليه و جلده امام جنوده و جعله عبرة لمن اعتبر.

طمع الاسكندر بالمزيد من الفتوحات و الاجتياحات، حتى رغب بالوصول الى بلاد السند، فلما زاد الجشع في قلبه، و اراق الدماء بما يكفي، ارتدت الشرور عليه، و عاد كيده ليصيب علة في جسده اطرحته الفراش على شكل حمى، ثم أفقدته القدرة على النطق،  و حينما قارب على موافاة المنية، سلم الخاتم الاحمر ظانا منه انه خاتم القوة الخاص به الى قائد خيالته، و اسلم الروح في سن الثلاثين.

*

مكتبة الاسكندرية بعد حين

كان ڤاريس يقوم بنقل مخطوطات المكتبة، الى حجرات العلماء الذين اصبحوا يتوافدون بكثرة يوم بعد يوم، مرت تاميانا من امامه وهي تعيد السجلات الى مكانها بين رفوف الكتب، هتف لها هامسا:

_ تاميانا؟ هل سمعتِ، لقد مات الاسكندر!

قالت له و هي منشغلة في عملها:

_ قلت لك ان جشعها سيرتد عليه ليرديه قتيلا، و ان بلغت فتوحاته الارض بأكملها لن يبعد الموت عنه الى الابد .

فتحت الكتاب الذي كان بين يديها، و كتب في مقدمته بخط عريض " كل البشر فانون "

شارورWhere stories live. Discover now