الفصل الخامس

1.2K 86 69
                                    

- بعد أن رأيت أمي بذلك المنظر، أسودت السماء فوقي و انا أركض هائمة على وجهي، لا أدري أين المفر من جنون والدي، حتى ايقنت ان الانتقام لأمي هو الهدف الذي أنشده، إلا أن تحقيق ذلك سيكون صعبا إن لم اتعلم طريقة ذلك، فسمعت بشأن مكتبة الاسكندرية و مضيت نحوها ابحث في المخطوطات و السجلات التي تخص آله الشرور هذا، حتى عرفت أن هناك صولجان يستمد قوته منه، تراءى لي مشهد ابي و هو يخبر و الدتي يوماً بشأن سلاح السلطة الذي يعده بها الالهة قريباً ، و عرفت أن شارور هو المعني، فجمعت ما أستطعت جمعه من معلومات و أخبار و اساطير عنه كتبت في جميع التواريخ، لقد شمل بحثي خارج أسوار المكتبة، حتى غنمت بنتيجة، تمرد هذا الصولجان في قديم الزمان على سيده، فقام الملك وقتها بوضع اربع احجار خاصة لأخماد الشرور منه، و تهدئة هيجانه حتى اخماده نهائياً ، حجر يدعى الكركار، وجدته في معبد امون، يقال أن أحد الاسلاف الاقدمين كان يستخدمه مع حجارة اخرى لتحويل التراب إلى ذهب،

بنبرة مبتهجة علق ڤاريس قائلا:
_رائـــع!

أستأنفت حديثها راوية له أحداثها:

_ اما الحجر الثاني فهو حجر المطر الذي يسيطر على الماء، ثم حجر نيلام الازرق، أما اخر الاحجار الذي لم نستطع أيجاده حتى الان فيدعى حجر الالهة، يُمكّن من رؤية كيانات غير البشر، إن جمعت تلك الاحجار و وضعت في الصولجان، ستخبت شروره و تتبدد قوته، و هذا ما كنت أجاهد لفعله قبل أن يطلق ابي الشرور الى هذه الارض.

استغرق ڤاريس بالتفكير لمدة بدت دهراً، كانت تامينا تجلس قبالته تنتظر، نهض من مكانه، اتجه نحو حقيبتها، و عاد ليخرج منها المخطوطات، و يظهر امامهما، بدأ يقلب بها واحدة بعد الأخرى، سألته بحيرة:
_ما الذي تفعله؟

اجابها و هو منهمك بالاطلاع على المخطوطات:
_ لم ينفعنا عفريتك الاسود، بذكر دليل لنعثر على الحجر الاخير، لذا دعينا نبحث في مخططاتك عن دليل يوصلنا اليه.

اردفت أعجازاً لوهلة، وهي بين التصديق و التكذيب لأهتمامه بالأمر و كأنه خاصته.

مضت ساعات من التفكير و المطالعة، و المقارنة، قالت دون سابق انذار:
_هناك ظن يخامر عقلي إلا اني لست متأكدة منه!

رفع رأسه و قسمات وجهه منتبهة لها، حين استرسلت الحديث :
_دعنا نضع خواص الحجر اولاً، حتى تفهم قصدي، تقول المخطوطة أنه حجر مخيف و يلزم الحذر حين التعامل معه، و في تلك الملفوفة ذكر أن فقط السحرة من يستخدموه، حيث يسمح له بمخاطبة الارواح القوية، أو توابع السماء البيضاء و السوداء[1] ، ثم هناك في تلك المخطوطة المقتضبة التي وجدتها في هيكل حرود[2] تذكر أنه حجر مثقوب يختم بطلسم او تعويذة او دم، و بعد هذه الخصائص كلها، ألا تبدو جميعها تشير الى.....

هتف من مكانه معها و كأنهما كورس:
_حجر العفريت الاسود! !!

نظرا إلى بعضهما البعض، ابتهج باشاً في وجهها مخاطباً تلك الاسارير التي وشحت وجهها:
_لقد وجدنا ألأحجار أخيراً .

شارورWhere stories live. Discover now