الحيي اسم من أسمائه . والحياء صفة من صفاته جل
وعلا من استحيا من الله استحيا الله منه كما جاء في
الصحيحين : ( بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل
اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد قال :
فوقفنا على رسول ألله صلى الله عليه وسلم فأما أحدهما فرأى
فرجة في الحلقة فجلس فيها واما الآخر فجلس خلفهم واما الثالث
فأدبر ذاهبا ، فلما فرغ رسول الله قال :( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟
أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله واما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه
وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه ) .
وهو تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه إليه أن يردهما
صفرا ، ويستحيي ان يعذب ذا الشيبة شابت في الاسلام .. وكان يحيى بن معاذ
يقول :( سبحان من بذنب عبده ويستحيي هو ) فالرب مع كمال غناه وتمام قدرته
عليه يستحيي من هتك ستره وفضحه :
وهو الحيي فليس يفضح عبده عند التجاهر منه بالعصيان
لكنه يلقي عليه ستره فهو الستير وصاحب الغفران
وهو الحيي الستير يحب أهل الستر والحياء . فاعظم الحياء ينبغي أن يكون من الله
تعالى ، الذي نتقلب في نعمه وإحسانه الليل والنهار ، ولا نستغني عنه طرفة عين ،
ونحن تحت سمعه وبصره ، فهو الذي خلقنا وهو الذي رزقنا ، فنطعم من خيره ، وتتنفس
من جوه ، ونعيش على أرضه ، ونستظل ، بسمائه ، وآﻻؤه غمرتنا من المهد إلى اللحد وإلى ما بعد
فكيف لا نستحي منه ؟! وكيف نقابل كل هذه النعم بالإساءة ؟! ويتولد الحياء من المعرفة
بعظمة الله وقدرته ، لأنه اذا ثبت تعظيم الله في قلب العبد ، اورثه الحياء من الله
والهيبة له ، فغلب على قلبه ذكر اطلاع الله العظيم إلى ما في قلبه وجوارحه ، وذكر المقام غدا بين يديه،
فهاج منه الحياء من الله ، فاستحيا من الله أن يطلع على قلبه ، فطهر قلبه من كل معصية ، ومنع جوارحه
من جميع معاصيه..فإن أصل أعمال القلوب الحياء ، فمن اتصف بالحياء من الله ، فقد انصبغ قلبه بمعرفة الله وحبه ، وخوفه
ورجائه ، والتحبب إليه مهما أمكن .
![](https://img.wattpad.com/cover/166506059-288-k309394.jpg)
أنت تقرأ
مجلة حيائي حياتي
ChickLitوحياء المرأة أصل في خلقتها ، فإذا ذكر الحياء ذكرت المرأة ، فهما صاحبان متلازمان وقرينان لا ينفكان ، طالما بقي في الناس خير ومن منطلق حرصنا على إيصال هذه القيمة الأخلاقية لفتاة الاسلام كثفنا واعملنا الأيدي والأقلام لإصدار هذه المجلة ، فنسأل الله...