مجلة حيائي حياتي

مختارات ( سور الصين العظيم )

أطول بناء في التاريخ ، يستلقي في شمال الصين ممتدا على مساحة تقرب ال (50)

الف كم ، يمر بالحبال الشاهقة ويقف كتنين ضخم ، يزوره حوالي أربعة عشر مليون

سائح سنويا .. إنه سور الصين العظيم .. تبدأ حكايته عند مملكة " تشو " بجنوب

الصين التي كانت تبني سورة دفاعيا لها بغرض التصدي لهجمات الأعداء ..

بعدها بدأت عدة ممالك تبني اسوارا لنفس الغرض في أماكن متفرقة من الصين ليأتي

اول إمبراطور لمملكة (تشين) ليوحد تلك الممالك ويصل الأسوار التي بنتها كل مملكة

ببعضها ليتشكل في النهاية سور الصين العظيم وتشير بعض المراجع إلى أن السور

شيد كله يدويا .. اشترك ببنائه حوالي مليون و (500) ألف جندي ومواطن مدني ..

والعجيب : أن الصين خلال فترة مائة عام تعرضت للغزو ثلاث مرات ، فما فائدة بناء

هذا السور ؟ ما يثير الغرابة هو أن الغزاة لم يبذلوا جهدا في عبوره ، بل أنهم دخلوا

بسهولة من الأبواب عن طريق رشوة الحرس وخداعهم .. وبيت القصيد هنا هو أن

الصينيون استغرقوا مئة عام في بناء السور الشاهق .. ولم يفكروا في بناء البشر فلا

حاجة الاسوار بدون أشخاص .. إلا وإن الأسوار هي كياننا وكل ما نقوم به ونفعله من

الدروس التي تعلمناها ما تلبث أن تزول اذا ما جعلنا لها حارسا يحرسها ويحميها من

التنازلات الهادمة ألا وهو ( الحياء ) فهو المدخل الذي قد يتسلسل له كل فكر

سقيم قد ينهش في ذالك الكيان العظيم الذي بنيناه على مبادئ وقيم رصينة ...