Intro

9.5K 493 140
                                    


في الرابِع عشَر من شهر مارس..

كان فِي ظُلماتِ أحدِ تلكَ الليالِ الشتويّة يَسْرِي لِوحده مستمتِعًا بِرائحة التُّراب المُخالطة بالمطر التي نتجَ عنهما تلك الرائحة التي لطالما احبّها قلبه،

ومن ثُم توقّف آنذاك ينظُر بِالنّاس تسرِي..كلّ حبيبٍ مع حبيبتِه وكلّ طفلٍ يحتمي بأُمه مِن الأمطار القوية الصاعقة وكلّ شابٍّ سكيرٍ يعرِج فِي الأرجاء يبحث عن ملجئه،

بينما ينظر للآخرين؛ شعر وكأنهُ تائه بينهم، شعر بالنبوذ، بالوحدة، بالحقد.. لِمَ هو بالذّات؟ لِمَ لمْ يُصبِح مثل ذاك الحبيب الذي يحمي حبيبته بمظلّته عن الأمطار، لِمَ لمْ يشعُر يومًا بحنان والدته كتلك الأمّ التي بللت نفسَها وعرّضت نفسها لِلخطر اسفل تلكَ الصواعِق حتى تحمِي أطفالها؟

لِمَ اصبحَ حالُه كَحال السكير ذاك؟ لِمَ بدل أن تكون حياته هادئة ورائعة اصبحت عِبارة عن ضجيج وجرائم، هوَ أصبَح يتلذذ بِكلّ شيء سيء يفعله، ولا يمكنه فعل شيء جيّد؛ لأنه لم يعتد على ذلك، ولم يعوّده أحد على ذلك حتى.

توقّف أمام المكَان المشهُود بابتِسامته الغريبه متناسيًا مافكّر فيه توًّا مِن افكار سيّئة سوداوية، طَرَقَ الباب ثلاثًا لِيفتحه مالِك المنزل بحاجبين مقطوبين ووجهٍ عابس؛ أردف بنبرة غاضبة قليلًا له:

" عفوًا لكن ماذا تُريد في هذا الوقت وفي هذه الأجواء؟ اذهب لمنزلك رجاءً "

جُملته هذه جعلت من الآخر يبتسِم شبه ابتسامة لِيردف :
" القانون الأوّل: لا أخذ وعطاء مع الغرباء "

اختتم جُملته بِطعن صاحب المنزل فِي معدته بكلّ برود ثُمّ أكمل طريقه للداخل، دخَل للغرفة التي كانت تمتلئ بالأطفال ثمّ قال لهم :
" من يذهب معي لنلعب سويًا؟ "

الجميعُ نظر لهُ بِنظرة مستفسرة؛ رجُل غريب ويدعونا للعب أيضًا؟، لَمْ ينبس احدٌ ببنت شفه لِيلتفتَ نحو فتاة كانت بنيتها غير عن البقية

" كم عمركِ؟ "

أشار عليها بإصبعه لِتُجيبه بِعدم ارتياح بأنّ عمرها 13، هوَ تنهّد ثُم اردف :
" القانون الثاني، لا اطفال فوق سن 12 "

تقدّم بِخطواته الباردة وحملها لِتصرخ طالبةً مِنه ان يفلتها لكن هو لا يستمع إلا لعقله، وضعها فِي الخلف فِي حقيبة سيارته واغلق عليها ثمّ عاد لبقية الأطفال

" إذًا من يريد الذهاب للعب؟ "

أعاد سُؤاله لِيتلقى إجابة كالإجابة السابقة؛ وهي الصمت، هو لمْ يحتمِل لِذا امرهم بِأن يلحقوا بِه، ومن لن يفعل فسيقتله بالسّكين التي في يده.

وبِحكم أنهم اطفال؛ فقد خافوه وتبعوه لِيركبوا مع بعضهم في سيارته، ثلاثة في الكرسي الأمامي، وأربعة في الخلف، والفتاة الكبيرة في حقيبة السيارة دون علمهم.

" القانون الثالث؛ عدد الأطفال لا يتجاوز الخمسة "

التفت عليهم ونظَر لهم لِوهلة ثم نزل من السيّارة، أمسكَ بِالثلاثة الجالسين في المقعد الأمامي وأنزلهم بِقسوة

" الأمطار رائعة صحيح؟ استمتعوا بها "
ركلهم نهايةً وعاد لِركوب السيّارة وسط خوف الجميع وبكائهم

" القانون الرّابع؛ لا تتعايش مع المزعجين "

التفت بابتسامته الشريرة كما وصفها الأطفال لِيردف :
" هل تودّون الموت؟، أم تصمتون جميعكم؟ "
الكلّ صمت مع وجود شهقاتٍ خفيفة إزاء البكاء القوي.

" احبّ الضعفاء، انتم تجعلون العمل اسهل بكثير"

انتهى.

رواية جديدة وفكرة جديدة وجببباارررهههه وانا نفسي واقعه فغرامها وكل يوم اقراها من الحب😭😭

توقعاتكم لها؟

نسبة حماسكم؟

هاتو قلوب صفراء؟

G.bye sweeties💛💛

Rules | k.th [مُتوقفة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن