«٢»

3.2K 234 69
                                    

صلوا على الرسول-عليه أفضل الصلاة و السلام-

********

«لا أعتقد بأن ما قلته يدعو للضحك». تمتم آشتون بغضب بعد أن أنهى ما قاله عن تلك الفتاة التي تبدو في نظري لطيفة جدًّا، أما أنا فانهلت ضحكًا على مدى تفاهة عقولهم.

«أتعلم ماذا؟ أنا سأذهب للانضمام إليها، أراك لاحقًا». قلت بسخرية فرمقني بنظرة محذرة  واستطرد: «لا أعتقد بأنك تود المغامرة».

التفتُّ له بابتسامة جانبية وأجبت بجدية: «أنسيت بأنني ملك المغامرات؟» ومن ثم تجاهلته وأكملت بخطواتي نحوها؛ فأنا حقًّا أرغب بالجلوس!

«أهلًا، هل يمكنني الانضمام إليك؟» سألت بلباقة فور وقوفي عند الكرسي الذي يقابلها، فرفعت رأسها قليلًا وتسنّى لي رؤية عينييها اللتين كانتا جمييلتين بالفعل وتأسران كل من يراهما، زرقة عينيها فريدة من نوعها حقًّا.

استفقت من شرودي بعد أن أشاحت بنظرها عني، وما زالت لم تنطق بكلمة فجلست من تلقاء نفسي، أعلم بأنني وقح!

أود أن أعرف ما مدى صحة ما أخبرني به آشتون في الحقيقة؛ فهي تثير فضولي بهدوئها المبالغ.

«عفوًا؟» هذا كل ما قالته عندما جلست وكانت نبرتها مبهمة، ولكن صوتها كان لطيفًا، فنظرت عندئذ إليها بتعجب وأردفت بتهكم محاولًا استفزازها: «تستطعين الحديث! اعتقدت وهلة بأنكِ بكماء» رأيتها تقرن حاجبيها بغيظ ومن ثم استقامت لتتجه إلى الخارج دون أن تعلق بكلمة. هل هي غاضبة؟

«ما خطب هذه الفتاة؟» همست لنفسي بشك وقررت أن أكمل طعامي؛ فمعدتي أهم كما تعلمون، سوف أتفرغ لها فيما بعد فأنا واثق بأنها بريئة وليس كما يزعم الجميع هنا.

انتهى دوام الملل (المدرسة) وخرج الجميع، توجهت بدوري لأقف منتظرًا آشتون أمام سيارته السوداء، في حين تجولت عيناي بين الطلاب لتستقر على تلك الشقراء،  لم أتكبد عناء البحث عنها في الحقيقة؛ فهي كانت تسير وحيدة تحيطها دائرة من الفراغ بسبب تجنب الطلاب إياها، وبهذا تمكنت من رؤيتها بسهولة.

اتجهت إليها بخطوات واثقة وقد كان بعضهم يحدق بي بذهول وبعضهم الآخر يتمتم: «هذا الفتى مجنون بالفعل!» لم أعر الجميع أدنى اهتمام، بل وقفت أمامها كي أمنعها من التقدم. اعتذرت إليها بسرعة فرأيتها وهي تحاول العبور من جانبي في حين كنت أحاول محاصرتها لأكمل: «لم أقصد إغاظتك صباح اليوم». خرجت نبرتي صادقة ولكنها -مجددًّا- لم تعرني انتباهًا، بل أكملت الطريق وكأنني خفي! «حسنا، تبدو من النوع الوقح أيضًا» همست لنفسي بغيظ وأنا أعود صاعدًا مع آشتون الذي كان يجلس في السيارة منتظرًا قدومي.

«يا إلهي! هل حاولت منعها من المرور؟» صاح آش ونحن نترجل للمنزل بعد أن سردت له ما حدث، وقد كنت غاضبًا بعض الشيء لأنه لم يتجنبني شخص بهذا الشكل طوال حياتي، جديًّا.

«وهل هذا ما لفت انتباهك؟» نطقت باستنكار، ومضت ساعة وأنا أشكي له أنها أول مرة يتجاهلني فيها أحد، رأيته يفتح الثلاجة شارد الذهن فقاطعته بقولي بجدية: «أتعلم أمرًا؟ أود التعرف إلى هذه الفتاة فهي تثير فضولي». رأيته يبصق العصير من فمه بدهشة ويصيح مستنكرًا بصدمة.

«أيها المختل! أنا أحذرك من الاقتراب منها، وأنت تتجاوز ذلك إلى أنك  تريد التعرف عليها؟» قال وأشار لي بإصبعه كعلامة تهديد ثم تركني واتجه إلى غرفته.

«حسنا أيتها الشقراء الغامضة، ليس لوك من يمكن تجاهله بهذه السهولة». همست لنفسي بتحدٍ، أشعر بأنني أود فك أحجية هذه الشقراء، لا أعلم لمَ تحديدًا ولكن ينتابني شعور بأنها بريئة ويجب علي مساعدتها لتتخلص من إشاعات الطلاب القاسية.

يتبع..

___________________________

فضلا فوت و تعليق على الفقرات 😊 .

رأيكم بالبارت ؟

طابت أيامكم 💙

My own world || عَالَمِي الخَاصWhere stories live. Discover now