«٣»

2.5K 232 81
                                    

صلوا على الرسول-عليه أفضل الصلاة و السلام-

*********

دخلت المدرسة باندفاع وأنا أبحث عنها بعد أن أمضيت ليلة أمس أفكر في كيف استطاعت تجاهلي بهذه الطريقة، هي لم تكلف نفسها عناء الرد حتى.

«ماذا لديك الآن؟» أخرجني من شرودي سؤال آش فالتفتّ إليه وتمتمت بتملل: «صف الكيمياء المضجر».

رأيته يبتسم ثم ودعني سالكًا أحد الممرات لأعلم بأن لديه صف مختلف. بعد مدة من البحث عنها وعدم العثور عليها، قررت الذهاب إلى حصتي قبل أن أتأخر وأُوبّخ.

دخلت بخطوات ثقيلة وكأنني سلحفاة ملقيًا نظرة إلى الصف، كنت آخر من يصل وهذا يعني أنني سأبحث عن مقعد فارغ.

«هأنتِ هنا» همست لنفسي بابتسامة خبيثة عندما رأيتها تجلس بركن الفصل، واتجهت بدوري لأجلس بجانبها، أنا مضطر للجلوس هنا لأنه المكان الوحيد الفارغ.

لاحظت بعضهم يرمقني بنظرات الأسف وكأنني جلست بجانب وحش، ولكنني لا ألقي بالا لنظراتهم، بل التفتّ لها وهتفت بلطف «صباح الخير».

دخل الأستاذ وبدأ يشرح الدرس الممل، اعتقدت بأن الحصة أوشكت على الانتهاء، كل هذا وهي ما تزال لم تجب، فقررت التحدث مجددًا ولكن بنفاد صبر: «ألديك مشكلة بالنطق؟». ومجددًا، لم أرَ منها أي رد فعل، هي لا تغير ملامحها حتى.

«أنت هناك!». صراخ لفت انتباهي فوجّهت نظري نحوه، تبين بأنه الأستاذ الذي لا أعرف اسمه حتى، كان يشير نحوي ويرمقني بنظرات تحذيرية.

«أنت الطالب الجديد، صحيح؟» سأل بصرامة فأومأت إيجابًا، فأردف: «انتبه للدرس واترك التعارف جانبًا» ومن ثم عاد ليكمل الشرح الذي لم أفهم منه كلمة.

انتظروا قليلا، هل وُبِّخت الآن؟ وبسبب من؟ بسبب هذه الشقراء التي لا أعرف اسمها حتى، فالجميع هنا وأعني بالجميع (آشتون) ينعتها بغريبة الأطوار. يا إلهي، ألهمني الصبر!

انتهت مجزرة الكيمياء واتجهنا جميعا نحو الخارج، كنت قد تبعتها ولا أعلم لمَ، ولكنني أشعر بأن المسألة شخصية الآن.

«أيتها الشقراء، توقفي!» صحت وأنا أدفع بعضهم كي أقترب منها أكثر وهي لم تظهر أي رد فعل وأكملت طريقها بالهدوء نفسه.

أمسكني جاك، وهو أحد الأشخاص القليلين الذين تعرفت عليهم، وحاول نصحي بتركها بجدية، ففقدت صبري وأنا ما زلت أتبعها بعينيّّ وهي تبتعد شيئًا فشيئَا. فسألته بحنق: «وهل هي حبيبتك؟» ثم تركته يقف كالأبله في حين أنني بدأت بالجري كي ألحقها.

رأيتها تدخل في ممر مظلم بعد أن صعدت إلى الطابق الثالث -الأخير على حد علمي-. لقد كان هادئًا جدًّا ولا توجد به أي غرف سوى تلك التي أراها أمامي، ستكون الشقراء في داخلها بالتأكيد.

لم أنتظر ثانية وكنت قد دلفت داخلها، كانت تحتوي على السلم الذي يقودنا للسطح وبعض الطاولات والمقاعد المحطمة. لحظة... السطح! هل ستحاول هذه المجنونة الانتحار؟ أنهيت تخيلاتي بأنها قد تكون ستنتحر بالفعل ووجدت نفسي أصعد بسرعة كي ألحق بها قبل فوات الأوان.

فور أن صعدت رأيتها تقف على الحافة، يا إلهي، ستقفز بالتأكيد! همست لنفسي تزامنًا مع اندفاعي نحوها وأنا أحاوط خصرها بيديّ ثم عدت بها إلى الخلف بسرعة.

«ما الذي تحاولين فعله!» صرخت في وجهها بعد أن تركتها ورأيت ملامحها تتجعد كدليل على الغضب، قامت برد فعل على الأقل.

«هل أنت مجنونة لتفكري بالقفز من هنا؟» نطقت بتهكم وأنا أرمقها بنظرات شك، ولكنها سرعان ما أعادت ملامحها المبهمة والتفّت لتبتعد عني وتعود من حيثما أتت، لن أسمح لها بأن تتجاهلني مجددًا بالتأكيد.

أمسكتها من معصمها بقوة لأجبرها على التوقف، وقد توقفت بالفعل ولكنها لم تلتفت لي بل بقيت تحدق ناحية الباب وأنا أراقب شعرها القصير الذي يتطاير بفعل الرياح؛ فنحن نقف على سطح المدرسة والهواء هنا رائع. نفضت أفكاري الغبية ونطقت بغرور كي أستفزها: «عندما أتحدث معك فلتنظري إلي، أتسمعين؟» يبدو أنني نجحت باستفزازها لأنها التفّت بعد سماعي بحركة سريعة، فقابلتني عيناها الساحرتان اللتان أشعر بأنني أغرق كلما أنظر إليهما، يا إلهي، ما الذي يفكر به عقلي؟

همستْ بخفوت طالبة مني أن أتركها، وبنظراتٍ حادة قاطعت شرودي بعينيها فقلت بتحاذق لأنني لا أكاد أسمعها بسبب خفوت صوتها: «ماذا؟ لا أستطيع سماعك».

بدأتْ بالاقتراب مني بخطوات بطيئة لتستقر أمامي مباشرة بحيث لا يفصلنا سوى القليل، وأعني أقل القليل، قامت بالوقوف على أصابع قدميها، أعتقد بأنها تحاول الاقتراب من وجهي؛ فهي قصيرة جدًّا بالنسبة لي، لا أعلم ما الذي ستفعله هذه الحمقاء! تركت يدها وأنا أتمتم بتشتت، ولكنها قاطعتني بقولها بنبرة مخيفة قرب أذني:

«قد لا أكون مثلما تعتقد» تنهدت بعمق وعادت لتكمل بهمس: «فاحذر من الاقتراب أكثر».

يتبع ...

_________________________

فضلا ضعوا " فوت " و علقوا ع الفقرات .

رأيكم بالبارت ؟
رأيكم بشخصية لوك مبدئيا ؟
توقعاتكم ؟

و أرجوا منكم العودة و التفاعل على الاجزاء الاولى .

البارت القادم سينزل حسب التفاعل .

طابت أيامكم 💙

My own world || عَالَمِي الخَاصNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ