لوسيفر

لما ليس هذا حلماً؟

«ليس أمواتنا أبداً أمواتاً بالنسبة لنا، إلا حين ننساهم.»
_جورج إليوت_
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪
القاهرة
٢ من فبراير ٢٠٢٠

سجدة
قد وصلنا القاهرة، أثر شون أن يقيم في الفندق، فأوصلته إليه، ثم أخذت أغراضي إلى المنزل وذهبت مسرعة إلى المستشفى.

سلمت على والدي، ودخلا لغرفة جدي، وطلبا مني أن أنتظر بالخارج.

رأيت فتى قادماً يركض.

هل هذا الشخص يقرب لنا؟

لا أعلم، ولكن لا أظن أنه يقرب لنا. كان طويلاً ببشرة ما بين الأبيض والأسمر كان شعرة بني ملفوفاً برابطة شعر في ويل حصان قصير جداً، كان يرتدي نظارة شمس.

"لا شمس هنا." قلت له حين رأيته يقف أمام غرفة جدي.

لِما قلت هذا ما دخلني به أنا حتى لا أعرفه وبدأت أتطفل...

خلع نظارته و نظر لي بعدم فهم.

هل هذا زين مالك بلحمه وجسده وروحه وتلك العيون البندقية يقف أمامي. أتسعت عيني وأنا أنظر له.

"لا تصرخي." قال بسرعة باللغة الإنجليزية واضعاً يده أمامه في تحذير.

لا تشعريه أنك تهتمي لوجوده كما قال شون الشباب يحبون الفتاة التي لا تعطي لعنه لأمرهم وزين يفضل الزكية.

"لم أكن لأفعل. نحن بالمستشفي." قلت بالإنجليزية أول جملة كأني لا أهتم لأمره والثانية وكأني يعطيه سبب لعدم صراخي.

ما الذي أفعله هل أحاول أن أشعره أني لا أهتم وكأنه سيهتم لأمرك يا حمقاء. فقط خذي معه صورة. أو إفعلي شيء.

لا جدي مريض ويموت في غرفة المستشفي وأنا أخذ صورة مع زين.

"إذاً ماذا تفعل هنا؟" سألته ففضولي سيقتلني.

"ظننتك قلت أن هذه مستشفى." قال ساخراً.

"في الحقيقة لم أقصد ماذا تفعل بالمستشفي بل قصدت القاهرة." وضحت له.

"جدي هنا و" قال زين ليقاطعة أمي.

"زين أنت هنا، أخيراً. أين والدك؟"سألت أمي.

لحظة واحدة أمي تعرف زين مالك كانت تعلم أني أعشقه كل تلك السنين ولن تخبرني أنها تعرفه. كيف فعلت بي هذا؟

"أنه صاعداً خلفي، فقط معه مكالمه." قال زين بسرعة لتنظر له أني بعدم فهم.

"والده يتحدث في الهاتف وقادم." قلت لها بالعربية لتبتسم أبتسامة بسيطة لي، ونلاحظ رجلاً قادماً بسرعة في اتجاهنا.

"أبي، جدي هنا."قال زين وهو يشير لباب الغرفة.

"هيا أدخلا، أنت أيضاً، سجدة."قالت أمي وهي تفتح باب الغرفة لنا.
دخلنا، وحين لمحنا جدي فتح يده لوالد زين ليقترب حتى يحتضنه، وأبتسم لي ولزين وأكتفه بأن يشير لنا بيده، ثم رفع قناع الهواء من على أنفه وفمه.