فتاة عادية

58 4 18
                                    

كل ما يلمع ليس بذهب.
-ويليام شكسبير
♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪♪

القاهرة ٢٠٢٠م
سجدة
قبل أن يقول زين ما هي خططه العبقرية، رن هاتفي.

"حسنًا، يجب أن أرد." قلت له وأنا أرد على شون.

"مرحبًا؟" نظر زين لي بإستغراب ولكني لم أعيره أهتمام.

"لِما صوتك هكذا؟ هل أنت بخير؟" قال شون، وبكيت. الكل مشغول لا أحد لديه الوقت ليرى أن صوتي تغير أو أني كنت فاقدة الوعي وأفقت لتوي لأجلس مع مالك، ليقول كلام لا يفيد.

"لا تبكي، أرجوك. حسنًا، أود أن أتي إليك ولكني حقًا لا أعرف القاهرة، وعلى الأغلب سأخطف قبل أن أصل إليك." قال شون، لأضحك وسط بكائي.

"لا داعي فأنا بخير الآن." قلت له وأنا أمسح دموعي.

"حقًا؟" سأل في قلق وأعلم أنه يتحرك مثل بندول الساعة الآن من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين. هذا ما يفعله حين يتوتر.

"توقف عن الحركة مثل بندول الساعة شون. أنا حقًا بخير." قلت وأنا أنظر لزين الذي لم يغادر الغرفة. ما به هذا؟ أريد بعض الخصوصية...

"أريد أن أراكي وأطمئن بنفسي." قال متنهدًا.

"الآن، إنها السادسة صباحًا. أجننت؟" قلت له وأنا أنظر لساعة الحائط التى بداخلها صورة لذلك الغبي مالك.

"سأجن حقًا إن لم أراك." قال في إحباط.

"حسنًا، سأخبر أبي وأقبلك بعد ساعة." قلت له وأنا أتحرك من السرير وأخرج بحثًا عن أبي.

أغلقت الهاتف وناديت على أبي، ولكنه لم يرد.

"لا أحد هنا غيرنا." قال زين مستندًا على باب غرفتي عاقدًا يده أمام صدره.

"ماذا؟" سألت في عدم تصديق. تركوا زين معي في المنزل بمفردنا.

اتصلت بأمي في غضب لأخبرها بأني سأخرج، ولكنها لم ترد. أعلم أنهم مشغولون بدفن جدي، وحقًا لا أهتم بعد ما فعله، لا أطيق الأنتظار هنا أريد أن أسافر. لطالما أعتدت الهرب. لا أحب أن أشعر أني مقيدة، كنت ومازلت أهرب من مشاكلي ومخاوفي، لا أستطيع أن أواجه أي مشكلة، ولكن الآن أمام تلك الورطة علمت أن كل مشاكلي لم تكن بمشاكل.

"قالوا لي أنهم مشغولون، للأسف فأنا جليس الأطفال هنا." قال زين ساخرًا، وهو يسحب هاتفي من يدي.

"أعطيني هاتفي." قلت وأنا أحاول أن أخطف منه الهاتف، ليرفعه عاليًا.

بعد خمس دقائق من محاولاتي أن ألتقط الهاتف، يأست وجلست على الأرض وسحبت قدمي لصدري أعانقها وأبكي، ثم رن الهاتف. أعطاه لي زين.

"أسفة، لا أحد يرد علي ويجب أن أخبر والدي قبل أن أخرج." قلت لشون ثم أغلقت الخط، لا أريد أن أقلقه ببكائي.

لوسيفرWhere stories live. Discover now