بدء

16.2K 572 163
                                    

"إن كنت تظن أن الأمر مضحك، فأعلم أنه ليس كذلك"
ثور صدح ليتردد صوته في أرجاء القاعة، وصوت خطواته الغاضبة كان مسموعاً لأودين الذي ابتسم محدقاً بلوكي الذي لم يعطي أي رد فعل واضح.

"لوكي، دعني مع ثور قليلاً"
نظر لوكي بدوره لثور الذي لم يلتفت له، التفت ليرد الإبتسامة نحو أبيه، ثم تحرك مغادراً القاعة.

"يبدو لي أن فريغا أخبرتك"
تمتم أودين ذواللحية البيضاء الثقيلة، بينما ينهض عن عرشه ويتحرك خطوة للأمام، ثم ضرب بصولجانه الأرض.

"ويبدو أنني لا أوافق!"
أجاب ثور بنبرة حادة تشوبها سخرية لاذعة؛ كان حانقاً لدرجة أنه نسي أن من أمامه هو حاكم العوالم التسعة.

"كيف تفكر بالأمر حتى؟!، إنه أخي...لقد نشأنا معاً!"
أضاف بغضب.

نزل أودين ببطء وثقة، متجاهلاً تماماً غضب ابنه المبرر.
"إنه ليس أخوك ثور، وأنت لم تعامله كذلك يوماً"

ثور ارتبك، لكنه كاد أن يجيب، قبل أن يضع أبيه يده على كتفه قائلاً.
"إسمع جيداً ما سأقوله، ودع عنك تلك الطبيعة المندفعة"

صمت ثور -مرغماً-، وقرر أن يسمع ما سيقوله والده، رغم علمه التام أن أياً ما كان الذي سيقوله، فهو لن يغير رأيه.

"أنت شاب طائش، لطالما كنت. لكن الآن، بات عليك أن تدرك ما معنى أن تكون حاكماً ومسئولاً عن مليارات الأنفس."

أشار للعرش الفارغ بصولجانه.
"عليك أن تدرك الوجه الآخر لهذا العرش"

تابع حديثه.
"أودين لايفعل شيئاً دون سبب. ألم تسأل نفسك يوماً ماسبب احتفاظي بلوكي بيننا؟!"

نظر إليه ثور مفكراً لدقيقة، قبل أن يهز كتفيه.
"فكرت، لكن بالطبع لم يكن ليخطر ببالي أنك كنت تخطط أن تزوجني به"

تنهد أودين بضيق من إبنه المندفع، وأكمل ثور.
"لن أنكر أنني لم أره يوماً كأخي، لكن هذا لا يعني أن أعامله كزوج...يا إلهي التفكير في الأمر يصيبني بالدوار!"

صعد أودين الدرج المؤدي لعرشه ثم التفت له قائلاً بهدوء.
"هذا خبر جيد؛ إذ أنه لم يصبك بالغثيان"

إحمر وجه ثور غضباً، وقبل أن ينفجر تابع أودين وكأنه لم يقل شيئاً.
"أنت تعلم جيداً بالحروب والعداوات التي بيننا وبين شعب العمالقة -يوتنهايم- منذ آلاف السنين"

أومأ ثور بحذر واقترب خطوة.
"ولوكي الذي هو من العمالقة إذا صار زوجك، فستصبح هذه الزيجة مشروع سلام بيننا وبينهم. ولا تنسى أن لوكي هو ابن لفاربوتي 'زعيمهم'"

"وما يدريك أن فاربوتي الذي لم يهتم لأمر ابنه يوماً، قد يخضع بهذا الزواج"
تمتم ثور في محاولة لإيجاد ثغرة. لكن أودين الذي كان منتبهاً لابنه أجابه ببساطة.

"فاربوتي لا يعلم أن ابنه على قيد الحياة، هو ظن أنه راح ضحية حربنا الأخيرة. وهو أيضاً لا نسل له سوى لوكي. لذا سيخضع رغماً عنه؛ فهو بحاجة لولي لعهده"

"ولوكي، لا أظنه سيوافق على هذه المهزلة؛ إنه حتى فترة قريبة كان يناديني بأخي"
في محاولة أخرى بدأ ثور.

"العمالقة لا يملكون إناثاً؛ إنهم مهيئون جسدياً حتى يتزاوجوا من بعضهم البعض. وباعتباره واحد منهم فهو مهيئ كغيره من العمالقة لكي يتزوج من رجل"

تمتم ثور غاضباً.
"إن كان هو مهيئاً، أنا لست كذلك. لا يمكنني الزواج من رجل مثلي!"

أودين الذي احمرت أوادجه، صاح فيه غاضباً.
"لا، الأمر ليس كذلك، بل أنت مشغول بالركض خلف البشرية الفانية...چاين فوستر"
ارتعد ثور من صوت أبيه، رغم أنه لم يظهر ذلك وبقي ثابتاً.

أشار إليه بصولجانه.
"إسمعني جيداً...ثور بن أودين، أمر زواجك من لوكي محسوم، وعليك إخراج تلك البشرية من رأسك، وإلا فسأجردك من ميّزاتك وأنفيك لنفلهايم -أرض الظلام والبرودة- حتى تتعفن هناك.

وقف ثور مشدوهاً أمام ما قاله أبيه، وعاجزاً بالكامل أمام قراره، هو بالتأكيد ليس غبياً ليجادله الآن، فبالتفكير في الأمر، هو وجد أن الزواج من فتى أهون من النفي لأرض نفلهايم.

"الآن اخرج من هنا، أمامك حتى الغد حتى ترتب أمورك؛ لأن بالغد سنبدأ بمراسم الزواج."

وهكذا وبغمضة عين وجد ثور نفسه -وبلا أدنى رغبة منه- زوجاً للشخص الذي يفترض أنه..أخوه الصغير.
..................


أهلًا...إعادة نشر لأخي العزيز مع بعض التعديلات البسيطة جدًا. ومش هنسى أشير إن القصة موجودة بفضل الجميلة RahmaM_D

كونوا بالقرب....❤❤

أخي العزيزWhere stories live. Discover now