رغبة

11.2K 485 112
                                    

استيقظ ثور صباحًا، ولم يكن لوكي بجانبه.
ترجل عن السرير، ومط جسده للخلف بكسل. تجول ببصره في الغرفة بحثاً عنه، ولما لم يجده خمن أنه قد خرج.

وضع كفه على فمه متثائبًا، ثم نزع كنزته وألقاها فوق السرير.
توجه للحمام ودفع بالباب ليفتحه، ودخل وهو يدندن بصوت خفيض.

لكنه توقف حين وقعت عينيه على جسد لو كي المتصلب أمامه.
كان الأخير يقف أمام المرآة، لافًا منشفة حول خصره، يحدق بانعكاسه بالمرآة مشدوهًا.

"آسف، ظننت أنك لست..."
تمتم بسرعة. لكنه توقف فجأة وشرد عبر المرآة، مأخوذًا بقطرات المياه وهي تنزلق من بداية عنقه، نزولًا عبر ترقوته البارزة. إبتلع ثور بصوت مسموع وقد خفق قلبه بوتيرة أسرع، بينما يتابع إنزلاق القطرات نحو الأسفل.

لكن لم يستطع المتابعة؛ إذ أن الأخير قد التف بجسده ليقابله مباشرة، وقد اكتسح الهدوء ملامحه بدل الصدمة التي كانت قبل قليل.

إستعاد ثور توازنه وحدق بوجهه ليلحظ احمرارًا طفيفًا في عينيه، ولمعانًا في بؤبؤها، جعله يعقد حاجبيه بقلق، ويقترب منه خطوة.
"ما الأمر؟، أكنت تبكي؟!"

تراجع لوكي بدوره خطوة، محافظًا على ملامحه ثابتة، وأجابه بهدوء.
"أنا بخير، فقط أريد الخروج"

تصرفه جعل ثور يشعر ببعض الغضب، هو لا يذكر منذ متى أصبح الأخير بعيدًا عنه هكذا؟!. لا ينكر أنه لم يكن قريبًا منه بأي شكل، لكن الأخير كان يعامله بلطف بالغ ومشاعر قوية، لا يعلم متى ولا أين اختفت.

تحرك نحوه مجددًا بخطوات متلاحقة، والأخير يقابله بخطوات للخلف، حتى حصره بينه وبين المغسلة.

قبض ثور على جانبي المغسلة محاصرًا لوكي الذي رمش عدة مرات وألصق نفسه بالمغسلة خلفه أكثر، مما جعل ثور يصك أسنانه بقوة، ظانًا أن الأخير ينفر منه، ولسبب ما، ثور لم يحب ذلك.

"إبتعد عني ثور"
تمتم لوكي بحدة، وثور إقترب بعناد ليصبح ملاصقًا له تمامًا شاعرًا بصدر الأخير الرطب، ضد صدره العاري.

وكان ملمس جلد لوكي يعطي للآخر شعورًا بوخز لطيف فوق جلده.

إستطاع ثور الشعور باضطراب نظرات الآخر الذي أنزل رأسه. ازداد انزعاج ثور حين فكر أن الأخير خائف منه.

قبض على ذقنه ورفع رأسه، ليجعله يحدق به بالقوة.
"أنظر إلي لوكي، لن آكلك!"
تمتم بحدة، لكن حين انزاح شعر لوكي عن وجهه، وقف ثور مبهور الأنفاس أمام اللوحة الفنية التي يراها.

كان الأخير يغمض عينيه بقوة، بوجنتين محمرتين، وفم نصف مفتوح.
"أوه...!"
همس بغير وعي، ولوكي فتح عينيه ببطء، لتشتبك زرقاويه بخاصة الأخير.

أخي العزيزWhere stories live. Discover now