حزن دفين

9.5K 486 82
                                    

"لقد مر الأمر أسرع مما توقعت!"
كان ثور مدهوشًا من تقبل عمالقة الصقيع للمعاهدة ببساطة، وأودين أجابه.

"لم يكن فاربوتي ليوافق، إنه رجل ساذج رغم خبثه وغدره، وهو أيضاً مندفع وغير ودود البتة. ولو لم يكن زوجه داخل هذا الأمر لقتل لوكي قبل أن يفكر بالعواقب"

ضحك ثور بغير مرح.
"إذاً، كان الأمر برمته مغامرة منك؟!"

أعطاه أودين ظهره بينما يرتقي الدرج، ويجيبه بهدوء.
"أي خطة تضعها تكون مغامرة بحد ذاتها؛ فلا تستطيع التنبؤ بخطوة عدوك أو ردات فعله..."

إعتلى عرشه ثم نظر إليه.
"لذا أفضل طريقة لضمان نجاحك، هي محاصرته بالخيارات، وجعله يتحرك وفق إرادتك أنت"

تأفف ثور وقلب عينيه، هو لم يفهم شيئاً من والده. لم يسبق له أن فعل في الحقيقة.
تنهد أودين من ابنه، وتابع بأسلوب أكثر يسراً.

"لاوفي، ليس غبياً كزوجه، في الحقيقة هو ذكي جداً، هو الحاكم الحقيقي للعمالقة، وتحكمه بهم مطلق. لكن طبيعة كونه حاضن، إضطرته للزواج حفاظاً على عرشه من المتمردين. ربما لهذا السبب بالضبط، إختار شخصًا جبانًا وساذجًا كفاربوتي، لم يكن زواجه حقيقيًا. لكن طفله حقيقي...

وما لا تعرفه عن طبيعة الحاضن، هو أنه قد يفعل أي شيء لأجل طفله. العمالقة بطبيعتهم ظلاميون، ولا يملكون مشاعر طبيعية كأي عرق آخر، لكن فيما يتعلق بالرابط بين الحاضن وطفله، فهو رابط قوي...قوي جداً"

"غريزة الأمومة.."
أضاف ثور ساخراً بصوت خفيض، لكنه كان مسموعاً لأودين الذي تجاهل سخريته وأومأ.

"الآن أخبرني، أي صيغة هي الأكثر تأثيراً على شخص مثل لاوفي. «دعنا نعقد معاهدة سلام ونحقن دماء الشعبين» أم «إبنك مقابل معاهد سلام بسيطة»"

أجاب ثور باهتمام، وقد فهم المغزى من كلام أبيه.
"لا أظن أن شخصاً مثل لاوفي ذاك سيكون مهتماً كثيراً بحقن الدماء بقدر اهتمامه لابنه"

إبتسم أودين إبتسامة ذات مغزى، وتمتم.
"جيد، الآن أرسل إلي ڤاندرال في طريقك"
.
.
.
عاد ثور إلى جناحه وهو يتأفف من طرد والده الغير مباشر له. هو يكره حكمة والده وحديثه الفلسفي دائماً. ووالده يكره اندفاعه وعدم صبره -حسب رأيه-. لذا هما لا يتفقان البتة.

وقعت عيناه على ظهر لوكي المستلقي على جنبه فوق السرير.

شعر بالغرابة، وتغضن حاجبيه بحيرة حين انتبه لكتفه الذي يهتز.

إقترب منه وجلس على حافة السرير ناحيته.
"لوكي..!"
همس واضعاً يده على كتف الأخير الذي أفلت شهقة من بين شفتيه.

أخي العزيزWhere stories live. Discover now