_Chapter 38:_
_سيد اوسامي_
"سيد اوسامي... أستطيع المشي بمفردي"
"ألم تقل أنكَ لا تريد قضاء الليلة هنا"
"أجل قلتُ ولكن... لم أطلب منكَ حملي..."
تسائل اوسامي متمتماً "ممن أنتَ محرج ولا أحد هنا؟"
في يوم أنتقال اوسامي وناويا للمنزل الجديد، اليوم الذي غاب فيه ناويا عن الوعي وصدم رأسه بالحائط أثناء سقوطه، الليلة التي حمله خاله فيها من المشفى عودةً للمنزل طوال الطريق.
حين كان في الرابعة عشر قبل أن يقابل والده حتى، حين كان طول قامته لا يتجاوز المئة وخمسة وخمسون سنتيمتراً...
أنعكس ظل اوسامي على الجدار الأيسر بسبب أضاءة الممرات الخافتة، ليس ظله فقط بل ظل من يحمله على ظهره معه، قبض ناويا على ملابس كتفي خاله ووجنتاه محمرتان أحراجاً، تمتم بصوت لم يرغب أن يتم سماعه.
"... منك"
توقف اوسامي فجأة عن السير فتوسعت عيني ناويا وأزدادت خدوده أحمراراً، أيقن أنه سمعه فخبأ رأسه بين يديه ودفنه في ظهر خاله.
"هااه ؟!، أأبدو ضعيفا لهذه الدرجة بالنسبة إليك؟"
قال جملته بأستياء متعمد فجعل ناويا ينتفض ويصرّح "هذا غير صحيح!، سيد اوسامي أنتَ بطلي!"
عاود اوسامي السير مراقباً بوابة الخروج من المشفى أمامه، قال بهدوء "إذا لا مشكلة"
صمت ناويا لثانيتين ثم قال معترفاً بأنفعال "لا هناك مشكلة!، أنا فتىً فلماذا يعاملني الجميع كطفل صغير!، كاتشي يسميني العضو الظريف في الفرقة!"
فقهقه اوسامي فوراً وقال مبتسماً بوسع "وهذا يضايقك؟"
"سيد اوسامي لو سمحت لا تضحك علي، أنا حقاً متضايق"
مط ناويا شفتيه معقود الحاجبين بغضب بريئ وهو لايزال يرفض ضحك اوسامي عليه "هذا لطيف، تشبث جيداً، ستقع"
رفض ناويا ما طُلب منه كما نفخ خديه فنصب اوسامي ظهره فجأة جاعلاً الفتى يرتبك ويلف ذراعيه حول رقبت خاله خوفاً من السقوط.
"أنسيتَ أنكَ بلا حذاء"
خفض ذو الزرقاوتان نظره لأحدى قدميه الحافيه وهو منحني بالكامل فوق ظهر خاله، بالفعل تنبه لتوه أن قدميه لا تسترها سوى الجوارب، فأبتسم بأقتناع ورضى، هناك جزء ما في داخله يرغب بمزيد من حنان وعطف هذا الرجل... جزء متجسد في الطفل ذو الأربع أعوام ذاته.
قرَّب وجهه فألتصق خده برقبة خاله وهو يلفها بذراعيه وأبتسامة مرتاحة بعيون مغلقة على ملامح وجهه البريئة.
أنت تقرأ
Life in Gray || حياة بلون رمادي
General Fictionشيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بتُ فارغاً. لكني لم أشكو من فقدان أيٍ من تلك الأمور، ذلك لأني حصلتُ على كل ما كنتُ دوماً بحاجة إليه، ا...
