الجزء 19

821 49 0
                                    

بقيت لورين وفيونا تتبادلان النظرات فيما بينهما حتي قطعت فيونا هذا التواصل البصري قائلة: دعينا لا نضيع وقتنا أكثر...هيا بنا.
لورين: حسنا.
فذهبت فيونا وخلفها ليندا فقالت ميرا: هل أنت متأكدة من أنك تودين اللعب معها؟
لورين: أجل متأكدة.
ميرا: فيونا لاعبة ماهرة.
لورين: هذا سيجعل اللعبة أكثر متعة.
ميرا: يبدو أنك واثقة جدا...دعينا نذهب إذا.
سارت ميرا وخلفها لورين وعندما أصبحت الأخيرة بمحاذاة مارتن توقفت ونظرت إليه قائلة: هكذا أكون قد سددت ديني.
مارتن بعدم فهم: ماذا؟
لورين: أنت أعددت لي الفطور وأنا خلصتك من فيونا واحدة مقابل واحدة.
مارتن: حسنا سأقبل بهذا بشرط أن تفوزي.
لورين بثقة: لك ذلك...إذاً فلتأتي لتشاهد انتصاري.
مارتن: بالطبع لا يجب أن أفوت هذا.
كانت ميرا أمامهما علي بعد مسافة وعندما ألتفت خلفها ورأتهما يتحدثان صاحت قائلة: أنتما ماذا تفعلان....أسرعا.
فأسرعت إليها لورين فقالت الأخري: عم كنتما تتحدثان؟
لورين: طلبت منه أن يحضر المباراة.
ميرا: وهل وافق؟
لورين: أجل.
ميرا بسعادة: رائع بدأت تؤثرين عليه من الآن.
لورين بعدم فهم: ماذا؟
ميرا: لا شيئ.
وبعد دقائق وصلوا لملعب التنس فجلس مارتن وميرا وليندا علي المدرجات......في حين وقفت لورين وهي ممسكة بمضرب الكرة علي مسافة من الشبكة التي في منتصف الملعب بينما وقفت فيونا في الطرف الآخر من الشبكة ممسكة بالمضرب والكرة.........وبكل قوتها ضربت الكرة بإتجاه لورين فقامت لورين بردها مرة أخري وكذلك فعلت فيونا ثم لورين وهكذا حتي قامت فيونا بتسديد ضربة قوية لم تستطع الأخري ردها وبذلك سجلت فيونا نقطة......فصاحت ليندا فرحة في حين زفرت ميرا الهواء بضيق وابتسم مارتن بسخرية.......أما فيونا فقالت: أنت ماهرة ولكن لست بمهارتي.
لورين: دعينا لا نستبق الأحداث فالمباراة لم تنتهي بعد.
فيونا: حسنا عزيزتي.
فبدآتا في اللعب مرة أخري حتي قامت لورين بضرب الكرة بقوة فلم تتمكن فيونا من صدها وبذلك سجلت لورين نقطة....فصاحت ميرا قائلة: أحسنت يا فتاة.
ثم نظرت لمارتن: أنها بارعة أليس كذلك؟
مارتن بلا مبالاة: عادية.
ميرا متمتمة بحنق: حتي إن كانت لديها أجنحة وتطير ستقول عادية.
........وبالنسبة للمباراة فأصبحت أكثر حماسة فكانت كلتاهما تلعبان بقوة إلي أن أحرزت لورين نقطة الفوز وبذلك ربحت المباراة......فتقدمت من فيونا وقالت وهي تمد يدها لتصافحها: علي أن أقر أنك منافسة قوية...ولقد أستمتعت باللعب معك.
فنظرت لها فيونا باحتقار متجاهلة يد لورين الممتدة إليها فذهبت ووجهها يكاد ينفجر من الغضب ولحقت بها ليندا......في حين كورت لورين يدها علي شكل قبضة قائلة وهي تجز علي أسنانها: يا إلهي كم هي فظة....لا عجب في أنها معجبة بمارتن.
فسمعت ميرا خلفها وهي تقول: أنت حقا مدهشة.
فاستدارت لورين وقالت بخجل: ليس لهذه الدرجة.
ميرا: أنت لا تعرفين فيونا هي لم تخسر أبدا أمام أحد باستثناء مارتن بالطبع.
فجالت لورين بعينيها أرجاء المكان قائلة: صحيح أين هو؟
ميرا: لقد غادر بعد أن تلقي اتصالا.
لورين: هل تابع المباراة للنهاية؟
ميرا: أجل.
لورين: هل أنزعج لأني ربحت؟
ميرا: بالطبع لا عندما ربحت لمحت إبتسامة صغيرة ارتسمت علي شفاهه.
لورين: ربما لم يتوقع أنني سأربح.
ميرا: في الواقع لم يتوقع أحد هذا....أراهن أن فيونا الآن ستنفجر من الغضب.
لورين: إنها كذلك بالفعل.
ميرا: إذاً يجب أن أخبرك أنك لم تربحي المباراة وحسب بل أيضا ربحت عداوة فيونا.
لورين: إذاً هل يجب أن أقلق؟
***
"أعتقد أن تلك الفتاة يجب أن تقلق وتخاف أيضاً "
تمتمت بها ليندا بعد أن رأت فيونا وهي تشبه البركان الذي علي وشك الانفجار فقالت محاولة تهدئتها: فيونا إنها مجرد مباراة تافهة...لا تلقي لها بالاً.
فيونا بغضب: ليندا تلك الفتاة هزمتني وقللت من شأني أمام مارتن.
ليندا: مارتن لا تهمه هذه الأمور.
فيونا بصراخ: ولكن أنا تهمني.
ليندا: صدقيني هذا الأمر لا يستحق كل هذا الغضب. فيونا: أعتقد أنني أستخففت بها لهذا ربحت......واثقة من أنني سأتواجه معها مرة أخري ووقتها سأريها مع من تعبث.
***
وقف مارتن بسيارته بمكان به العديد من الأشخاص وآلات التصوير فنزل من سيارته وأستقبله ماكس قائلاً: وأخيراً أتيت.
مارتن بضجر: لما اتصلت بي؟
ماكس: لماذا برأيك....لكي تقوم بتصوير الدعاية.
مارتن: ولكنني أخبرت الشباب أنني ليس لدي رغبة اليوم في ذلك.
ماكس: مارتن ألا يمكنك أن تتخلي عن غطرستك قليلا......افعل هذا من أجل أن يرضي عنك والدك فهو مازال منزعجا من الفضيحة التي نشرت عنك.
مارتن: حسناً ولكن ليس من أجل والدي بل من أجل أن أتخلص من إصرارك المزعج.
ماكس: المهم أنك ستقوم به....هيا بنا.
وأثناء سيرهم قال ماكس: صحيح لم تخبرني عن تلك الفتاة.
مارتن: أي فتاة؟
ماكس: الفتاة التي ظهرت معك في الجرائد.
مارتن: هذا الأمر لا يعنيك.
ماكس: هل هي فعلا حبيبتك أم مجرد فتاة معها؟ فتوقف مارتن عن السير ثم قال بحدة: قلت هذا الأمر لا يعنيك.
ثم تابع مارتن سيره فأبتلع ماكس ريقه قائلا: لما غضب هكذا؟
ثم لحق به إلي أن وصلوا إلي الشباب فقال روبن ممازحا حين رأي مارتن: يبدو أن خطتك فشلت هذه المرة.
جاك: مارتن من الجيد أنك أتيت هكذا سننتهي بسرعة.
ماكس: لهذا اتصلت به ولكن يبدو أنني قطعت شيئاً هاماً.
ليغمز لمارتن قائلا: هل كنت معها؟
مارتن بحدة: ماكس.
ماكس: حسنا سأبقي صامتا.
روبن ضاحكا: لحظة هذه جملتي.
داني مستفسراً: ماكس من هي التي كان معها؟
ماكس: من غيرها تلك التي...
مارتن مقاطعاً: لقد كنت مع أختي.
داني: هل ذهبت مع ميرا ولورين للنادي؟
مارتن: أجل.
ماكس: لحظة أليس لورين اسم شقيقتك؟
داني: صحيح لقد نسيت أن أخبرك بأنني ألتقيت بها. ماكس: كيف تنسي أمراً كهذا......ولكن تعرف يمكن أن نستفيد من هذا الأمر.
داني: ماكس بماذا تفكر؟
ماكس: كل خير....سنقوم بعمل مؤتمر صحفي لك ولشقيقتك وسيسبب هذا الأمر ضجة كبيرة.
داني: من الأفضل أن تبقي أختي بعيدا عن هذه الأمور.
ماكس: لماذا؟
مارتن: لا أعتقد أنها ستقبل بشيئ كهذا.
ماكس: فقط أسألها...واثق أنه سيعجبها الأمر.
فتنهد داني قائلا: حسنا سأخبرها.
ثم تقدم منهم رجل في العقد الرابع وأخبرهم بما سيقومون به.
***
في إحدي المقاهي حيث تجلس لورين وميرا وهما تتبادلان الحديث...قالت ميرا: هل كنت تعيشين في هذه المدينة قبل أن تلتقي بداني؟
لورين: لا كنت أعيش في مدينة صغيرة وأكثر هدوءاً من هنا.
ميرا: إذاً هل ستبقين هنا أم سترحلين لمدينتك؟
لورين: أعتقد أنني سأبقي هنا فليون هو عائلتي الوحيدة.
ميرا: آسفة لسؤالي ولكن...أنت متبناة أيضا مثل ليون ألا تمكثين مع عائلة؟
لورين بتوتر: لقد حدثت بعض الأمور التي جعلتني أتنقل للعيش مع صديقة...ولكن لا تخبري ليون بذلك فلقد أخبرته أنهم سافروا للخارج.
ميرا: اطمأني...ولكن أنا سعيدة لأنك أخبرتني بذلك. لورين: هذا لأني شعرت بالارتياح نحوك.
ميرا: أنا واثقة من أننا سنكون أفضل صديقتين.
فأومأت لها لورين مؤكدة.
***
في موقع التصوير......يجلس الشباب الأربعة منهكين بعد أن عادوا التصوير أكثر من مرة فقال روبن بسخط: جملة واحدة لم تقدروا علي قولها.
داني: نحن لا نجيد التمثيل مثلك أيها الموهوب.
روبن: أرجوك لا تحسدني...ولكن أسوء شيئ هو عدم وجود فتيات....كيف لإعلان أن يكون بدون فتيات! جاك: اصمت يا هذا لقد سببت لي الصداع.
روبن: لماذا تجعلوني اصمت دائما لعلمكم إذا صمت أنا فهذه الفرقة لن تستمر.
مارتن: تبا روبن توقف عن التذمر مثل الفتيات.
داني: بمناسبة الفتيات ماذا فعلتم اليوم في النادي؟
مارتن: حسناً.....لقد لعبت شقيقتك مباراة تنس مع فيونا.
داني بتعجب: حقاً.
روبن: ومن ربح؟
جاك: ما هذا السؤال....لا شك في أنها فيونا فلقد أحصت العديد من الجرائز في هذه اللعبة.
مارتن: مخطأ فلقد ربحت لورين.
جاك بدهشة: فعلا.
داني بتفاخر: هذه أختي فلا أستغرب.
روبن: رائع إنها مدهشة إن إعجابي بها يزداد.
وقبل أن ينطق داني أشار له روبن بأنه يغلق فمه كالسحاب.
جاك: لا شك في أن فيونا الآن تشتعل من الغضب.
روبن ضاحكاً: أراهن أن حرارتها أعلي من حرارة الشمس.
داني: صحيح فهي لا تتقبل أن يتغلب عليها أحد سوي مارتن.....ولكن لم أرغب أن تتصادم لورين معها. روبن: إن أختك قوية لا خوف عليها.
داني: أتمني هذا.
***
تتوقف سيارة أجرة أمام المنزل فتترجل منها لورين ثم تلتفت إلي التي تجلس بداخلها فتقول الأخيرة: كنت أود البقاء معك فترة أطول ولكن جدتي تريد مني العودة للمنزل.
لورين: مازال أمامنا الكثير من الوقت لنقضيه معا.
ميرا: معك حق لقد استمتعت كثيراً اليوم.
لورين:وأنا كذلك...اذهبي الآن لكي لا تتأخري.
ميرا: حسناً إلى اللقاء.
لورين: إلى اللقاء.
فأشارت ميرا للسائق بالتحرك....وبعد أن غابت السيارة عن ناظري لورين اتجهت للمنزل فدخلت وعندما أدركت أنها بمفردها تأفأفت بضجر...فدخلت غرفتها وبدلت ملابسها بأخري مريحة....ثم ذهبت إلى الحديقة الخلفية لتجد برونو ممداً جسده علي الأرض فجلست بجواره علي العشب الأخضر......ثم قامت بالاتصال بكاندي والتي بدأت محادثتها بالعتاب كالعادة.......وبعد أن أنهت لورين الاتصال تمددت علي الأرض وأغمضت عينيها...فمضي الوقت وشعرت بأن أحدا يراقبها ففتحت عينيها ببطء فتفاجأت لرؤيتها روبن واقفاً فوقها مباشرة فأعتدلت علي الفور وقالت بحرج: منذ متي وأنت هنا؟
روبن: منذ دقائق.
لورين: يا إلهي كيف لم أشعر بك.
روبن: دعينا ندخل فالجو بارد.
فأومأت له وسبقته بخطوات فتنهد روبن قائلا: كم هي جميلة.
....كان مارتن وجاك وداني يجلسون بغرفة المعيشة وعندما رأي الأخير لورين تدلف هي وروبن قال: لورين وأخيرا رأيتك اليوم...أين كنت؟
لورين: لقد كنت أجلس مع برونو.
روبن: ولكن يبدو أنك غفوت.
لورين: لقد كنت أغمض عيني فقط.
جاك: يبدو أن مباراتك مع فيونا أشعرتك بالانهاك.
داني: صحيح لم أكن أعرف أنك جيدة لهذه الدرجة. لورين: حسنا إنها إحدي هوايتي ولقد فزت بالعديد من المباريات ولكن السبب الرئيسي لممارستها هو لتقوية عضلات يدي ليصبح عزفي علي البيانو أفضل.
روبن: تجيدين العزف أيضاً هذا رائع.
لورين: أنا أرغب في أن أصبح عازفة بيانو مثل أبي.
جاك: يا لها من مصادفة والدة مارتن أيضا كانت عازفة بيانو.
لورين: حقاً.
فنظرت إلي مارتن ولاحضت حزنه فشعرت بالأسف عليه ولكن ما لبثت أن شعرت بالضيق منه بعد أن قال: أعتقد أن أكثر ما تجيدينه هو التسلل.
لورين بسخرية: من بعض ما لديكم.
وقبل أن يحتد الحوار قال داني: لورين أريد التحدث معك.
لورين: حسنا دعنا نذهب لغرفتي.
ذهب داني ولورين فقال جاك: مارتن ألن تتوقف عن إزعاجها.
مارتن: لا...فأنا أستمتع بذلك.
جاك بيأس محدثا نفسه: هذا الفتي لا يستمع لأحد.
***
في الغرفة حيث تجلس لورين وداني الذي قال: أخبريني بما أردت قوله لي بالأمس...عندما قاطعنا جاك وروبن.
لورين بإرتباك: حسنا....سأخبرك.
فنهضت ومشت بضع خطوات وهي تفرك يديها بتوتر ثم أخذت نفسا عميقا لتطلقه وبعد صمت طويل قالت       ليون.......لقد كذبت عليك......عائلتي لم تسافر...بل...بل لتبتلع ريقها بصعوبة: بل أنا......هربت........لأني فعلت شيئاً سيئاً للغاية أخجل حتي من قوله لك.
.......

أميرة وأربعة فرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن