الجزء 31

734 52 2
                                    

دخلت لورين مملكة مارتن الخاصة لتنظر حولها بإعجاب وأخذت تتفحصها بعينيها ليقع بصرها علي البيانو فقالت بحزن: للأسف لا يمكنني العزف عليه الآن.
ثم أتجهت ببصرها لرفوف الكتب فأقتربت ليلفت نظرها كتاب عن النجوم ولكنه كان بعيداً عنها فوقفت على أطراف أصابعها وحاولت سحبه فأمسكته من أحد حروفه ليسقط فوق رأسها مما جعلها تفقد توازنها لتستند على حامل رفوف الكتب مما تسبب بسقوطه للخلف فأغمضت عينيها فهي يمكنها أن تتخيل ما سيحدث...فوصل الصوت للخارج فقالت فيونا بتساءل : ما هذا الصوت؟
فنهض مارتن بدون أن يتفوه بأي كلمة وأتجه لمصدر الصوت وخلفه فيونا ليدخلا الغرفة ويتفاجآن بالكتب التي تفترش الأرض ولورين واقفة متصنمة في مكانها لتهتف فيونا قائلة بتعجب : هذه أنت!
فأبتسمت لورين ببلاهة قائلة : مرحباً.
فأشتعلت عينا مارتن غضباً ليقول بصوت هادر : ما الذي فعلته؟
لورين وهي تفرك يديها بإرتباك : أنا لم أقصد ذلك.
مارتن بغضب : ألم أحذرك من دخول هذه الغرفة؟
فطأطأت لورين رأسها قائلة بإحراج : آسفة.
فيونا بضيق : مارتن...ماذا تفعل هذه الحمقاء هنا؟
مارتن وهو يجز على أسنانه بغضب : ألم تري أن هذه الحمقاء قد دمرت المكان؟
لورين: أعذراني ولكن يجب أن أقول أن الحمقاء التي تتحدثان عنها واقفة معكما.
فالتفت إليها فيونا قائلة وهي تحدجها بغضب : ماذا تفعلين هنا وشقيقك ليس بالمنزل ومنذ متي وأنت هنا؟
فزفر مارتن الهواء بنفاذ صبر قائلاً : فيونا هي تعيش في هذا المنزل.
فصاحت فيونا قائلة : ماذا...تعيش هنا...معك.
لتعقد لورين ذراعيها على صدرها قائلة بتهكم : أعيش مع أخي وليس معه.
فيونا بصدمة : أنتما تعيشان في هذا المنزل سوياً وأيضاً كنتما بمفردكما.
لورين : لا تحللي الأمور على هواك نحن لسنا مقربين نحن حتى لا نطيق بعضنا البعض فلا داعي لتشعري بالقلق أو...بالغيرة مني.
فيونا بغضب : أنت أخرسي.
مارتن : فيونا لا داعي لتكبير الموضوع.
لورين : أجل وكأنك كشفت زوجك يخونك.
فرمق مارتن لورين نظرة حارقة ليقول بحدة : لا أريد أن أسمع صوتك.
فيونا : لماذا إذاً أخفيتم عني هذا الأمر.
لورين : خوفاً على مشاعرك...مارتن لم يرد أن يؤذي مشاعرك.
مارتن بنفاذ صبر : لورين أصمتي.
فيونا بسخرية وإنكسار: هو فعلاً يخاف على مشاعري لهذا يتجاهلها.
لورين : في الواقع هو لم...
لتنظر لمارتن الذي يحدجها بحنق فقالت ببرآة : حسناً سأصمت.
مارتن : فيونا هل يمكنك أن تتركينا بمفردنا؟
فيونا بعدم فهم : ماذا؟
لورين وهي تشعر بخوف : لماذا؟
مارتن بتوعد : لماذا برأيك؟
فيونا بحنق : حسناً سأتركما حتى أنني سأغادر فلقد تذكرت أن لدي تدريب في النادي.
مارتن بلا مبالاة : حسناً وداعاً.
فيونا وهي تضغط على أسنانها : وداعاً.
فرحلت وهي تشعر أن النيران تتآكلها من الداخل وأقسمت أن هذه النيران ستحرق من تسبب بها والتي لم تكن سوي تلك التي تقف أمام مارتن محاولةً الهروب بعينيها منه على عكسه هو فقد كان ينظر إليها بتمعن ليقول وهو يمسح وجههه بغضب : أنا حقاً لا أعرف ماذا أفعل بك خاصة بعد الغباء الذي بدر منك مع فيونا.
لورين وهي تلعب بأصابعها : بخصوص فيونا أنا حاولت أن أوضح لها وضعنا لكي لا تسئ الفهم وبالنسبة لما حدث هنا فأنا أقسم أنني لم أسقطه هو من سقط من تلقاء نفسه.
مارتن بسخرية : ماذا ألم يحتمل جمالك فسقط على رأسه.
فضحكت لورين قائلة : أعتقدت أنك لا تجيد المزاح.
مارتن : لا تغيري الموضوع.
لورين : لقد سبق وأعتذرت ماذا تريد أيضاً؟
مارتن : لا شيئ...أخرجي.
لورين : إن ضميري يأنبني لهذا سوف أعيد ترتيب المكان.
مارتن : وماذا عن الفوضي التي بالخارج؟
لورين : يمكنك أن تساعدني لكي ننتهي قبل أن يأتوا الشباب ووقتها سيعرفون أنك تقوم بإستغلال فتاة لطيفة وطيبة مثلي.
مارتن بإستنكار : فتاة طيبة ولطيفة هل أنت مقتنعة بهذا الكلام؟
لورين : المهم هل ستساعدني أم لا؟
مارتن : أجل فأنت لن تعرفي كيف ستقومين بترتيب الكتب.
لورين : ولكن ماذا عن حامل الرفوف يبدو أنه كسر؟
مارتن : سأتصل بأحدهم ليحضر واحداً آخر على كل حال كنت أنوي أن أغيره فقد أصبح قديماً.
لورين : إذاً عليك أن تشكرني.
مارتن : أجل أشكرك على هذا الدمار الذي تسببت به غير معرفة فيونا بوجودك.
لورين : هي كانت ستعرف عاجلاً أو آجلاً ولكن أخبرني لما لا تبادلها مشاعرها؟
مارتن ببرود : هذا الأمر لا يعنيك.
لورين : ولكن يبدو أنها واقعة في حبك بشدة.
مارتن بتأفف : نصيحة أبقي بعيدة عني...والآن قومي بإزالة الكتب من على الأرض وأنا سأجري إتصالاً.
لورين: حسناً.
أخذ مارتن هاتفه ورأي عدد من المكالمات الفائتة من المحقق والتي كانت قبل وقت زيارته المفاجئة فتنهد وأجري إتصاله وبعد أن شرح ما يريد أقفل الخط ليسمع صراخ لورين فألتفت إليها ليجدها تقف علي كرسي ويبدو عليها الخوف الشديد فأقترب منها قائلاً : ماذا هناك؟
لورين وهي ترتجف : إنه...إنه صر...صرصور.
فرفع مارتن حاجبه قائلاً بإستنكار : هل أنت خائفة من صرصور؟
لورين : بالطبع إنه مخيف ومقزز ويجعلني أصاب بالقشعريرة كما أن لدي فوبيا من الحشرات...أنا حقاً أكرهها.
مارتن : لابد أنك تتوهمين لا يمكن أن يكون في هذا المنزل حشرات وخصوصاً هذه الغرفة لأنني أهتم بنظافتها جداً.
لورين : ولكنني رأيته أقسم لك.
مارتن : حسناً أين رأيته؟
لورين : هناك بين الكتب.
فذهب مارتن حيث أشارت لورين ليتفاجأ بالضيف الصغير الذي لم يكن غير صورة مطبوعة في كتاب فتماسك مارتن بصعوبة لكي لا تنفلت منه ضحكة فقال بثبات : لقد وجدته.
لورين : ماذا تنتظر أقتله علي الفور...أقتله.
مارتن مدعياً الدهشة : أقتله...ما هذا القلب القاسي الذي لديك؟
لورين : مارتن أرجوك هذا الوحش الصغير كفيل أن يجعلني مستيقظة طوال الليل.
مارتن : ولكن إذا رأيته ستدركين كم هو لطيف.
لورين : مارتن منذ متي وأنت تمزح...إياك والتفكير بأن تقرب هذا الشيئ مني.
مارتن : أين ذهب؟
لورين بذعر : هل أضاعته؟
فتظاهر مارتن بالبحث عنه ليتوقف ببصره عند لورين ليقول : لورين لا تتحركي.
فأبتلعت لورين ريقها بصعوبة قائلة بتوجس : لا تقل أنه...
مارتن : فقط لا تتحركي من مكانك.
ففزعت لورين لتذل قدمها من على الكرسي فأسرع مارتن إليها وتلقاها بين يديه ليسقطا سوياً هو تحتها وهي فوقه ورأسها على صدره لتسمع دقات قلبه التي بدأت بالتسارع فرفعت رأسها من على صدره لتصطدم بعينيه ويغيبان معاً للحظات ولكن سرعان ما أستافقت لورين ونهضت من فوقه لتضرب خصلات شعرها أنف مارتن ليغزوه عطرها.
وكذلك نهض مارتن ومرر أصابعه بين خصلات شعره وسريعاً تذكرت لورين خوفها لتقول : أين ذهب؟
مارتن بسخرية : أيتها الحمقاء لقد كان مجرد صورة في كتاب.
فتنهدت لورين قائلة بإرتياح : يا إلهي...لقد بدا حقيقياً...ولكن بسبب مزحتك الثقيلة لن أساعدك.
مارتن : أساساً أنا أستغني عن خدماتك.
لورين : جيد.
فغادرت لورين الغرفة لتضع يدها على قلبها في اللحظة عينها التي حرر مارتن نفسه المحتبس داخله.
......بعد مرور بضع ساعات عاد الشباب للمنزل ليتناولوا عشاءهم وبعد أن أنتهوا جلسوا جميعاً في غرفة المعيشة يتسامرون في أمور عادية إلى أن قالت لورين : تخيلوا من الذي قام بزيارة مفاجئة لنا اليوم؟
داني بتساءل : من؟
لورين : فيونا.
روبن بإستغراب : ماذا...على أساس أنها ألغت هذه الفكرة؟
جاك : لا أستغرب إنها فيونا تنفذ دوماً ما برأسها.
داني : ولكن ماذا أخبرتيها عندما رأتك؟
لورين : مارتن أخبرها أنني أعيش هنا.
روبن : ما كان عليك قول هذا.
مارتن بسخرية : ربما إذا بقيت الآنسة لورين هادئة ما كانت لتراها فيونا.
فنفخت لورين خديها بحنق لتقول : تتحدث وكأنني قصدت ما حدث.
روبن : ماذا حدث؟
مارتن : لا شيئ.
لورين : هي ليست الوحيدة التي أتت...ليون...المحقق الذي عينته للبحث عني أتي أيضاً.
داني بتعجب : لما أتي هذا إلى هنا؟
مارتن : لقد أتي ليأخذ بقية أتعابه.
داني : ولكنني أعطيته جميع نقوده.
مارتن : أنت تعرف هؤلاء الأشخاص كم هم مستغلون إذا أتصل بك لا تجيبه.
داني : أجل هذا ما سأفعله.
روبن : إذاً مارتن هل أعتدت البقاء في المنزل أم ماذا؟
مارتن : سأذهب غداً للشركة.
جاك : هذا يعنى أنك أنتهيت من تأليف الأغنية.
مارتن وهو ينظر للورين : لا ولكن من الصعب أن أركز هنا.
داني : لورين...ماذا فعلت اليوم؟
لورين : لا شيئ...أنني أشعر بالملل جداً هنا.
داني : آسف لأنني أتركك بمفردك...لما لا تتصلين بميرا وتقضي معها بعض الوقت.
لورين : لا أريد أن أزعجها.
جاك : لا أعتقد ذلك فلقد أحبتك كثيراً وستسعد بمرافقتك.
لورين : إذاً سأتصل بها غداً.
روبن : ولكن أري أن الأمور هدأت بينك أنت ومارتن.
لورين : بالطبع ففي هذه الفترة تمكنت من التعرف عليه جيداً وأعتدت على تصرفاته.
مارتن : وأنا كذلك.
......أنقضي الوقت لتعلن الساعة عن منتصف الليل فخرجت لورين من غرفتها لتشرب الماء وهي عائدة رأت مارتن جالساً في الحديقة فذهبت إليه لتقول : ماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟
فنظر إليها مارتن ومن ثم أعاد نظره للنجوم ليقول : أتساءل من الفتاة التي فجأة ظهرت في حياتنا...أفكر أنها ربما تكون مخادعة تخدع داني بأنها شقيقته أو ربما لصة أو حتى قاتلة...ربما وجهها البرئ ما هو إلا قناع تخفي فيه حقيقتها.
فأبتلعت لورين ريقها لتقول بإرتباك : مارتن ماذا تقول يبدو أن هذا ما يسمي بهذيان منتصف الليل الأفضل أن تذهب للنوم.
فأستدارت لورين لكي تذهب ولكن أوقفها ما قاله مارتن وجعلها تتجمد في مكانها حيث قال : لقد علمت أنك هربت من المنزل الذي كنت تعيشين فيه لأنك...حاولت قتل شخصاً.

....ملاحظة
صورة جون في بارت الشخصيات😊

أميرة وأربعة فرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن