ماضي | الفصل الـ25

34.8K 2K 496
                                    

٦/أكتوبر - ٢٠٠٧

كان الخريف قد حل بدخول شهر أكتوبر ، تحولت الحقول إلى لوحةٍ منمقة و تعرت الأشجار من كسوتها استعداداً لشتاء قارص.

قفز زين عن صهوة حصانه و هو يحرك خصلات شعره التي تناثرت بعد أن أبعد خوذة الفروسية عن رأسه ، أودع حصلنه نحو الاسطبلات و سلك طريقه عائداً نحو مرسمه الذي لم يدخله منذ أن كان مع لورل آخر مرة ، دخل مرسمه و أغلق الباب خلفه ليتفاجأ بها أمامه

- ما الذي تفعلينه هنا ..!

تلعثمت لورل

- زين أنت لم تخبر أخاك صحيح ؟

صمت زين قليلاً

- و ما الذي تتوقعينه

- لا أتوقع أنك تكره أنريكي إلى حد أن تخبرك بأن حبيبته قبلتك صحيح ؟

- أجل ، هيا اخرجي من هنا

حمل زين لوح ألوانه و بدأ بدمج الألوان متجاهلا لورل

- زين هل يمكننا التحدث ؟

- ليس بيننا الكثير لنتحدث به

اقتربت منه و أبعدت اللوحة الاي كان سيشرع في تلوينها و ألقتها بعيداً، لكنها كانت فرصته ليفرغ جام غضبه عليها

- أناِ خائنة لورل ، أنت اخونين أخي بتصرفك هذا

- لكني أخون مشاعري منذ سنين زين ، أنا أحبك

دفعها عنه قبل أن يقتلها

- أخرجي

.

.

.

.

.

استيقظ من كابوسه بعد أن رطب جبينه بقطرات العرق جرَّاء الحمى التي أنهكته و كبتت قوته ، شعر زين بمنشفةٍ باردة مررتها على جبينه لتجفف عرقه و هي تراقبه بقلق

- ستكون بخير زين

عاد زين أدراجه ليسترخي مرغماً و هو يشعر بيدها تجتاح خصلات شعره و تدلك رأسه بخفة ليشعر براحةٍ أكبر

- لم يعتني بي شخص قريب هكذا منذ أن ذهبت

صمتت و هي تراقبه حتى شعرت به يعود إلى نومه مجدداً ، نهضت بتثاقل نحو الطابق السفلي بعد انتهاء الحفل ، كان هادئاً تماماً عدى من شرار النار الموقودة في الموقد ، كان باتريك جالساً أمامها صامتاً ينظر إلى صورةٍ يحملها بين يديه ، اقتربت بهدوء و جلست مقابلةً له .

- أعتذر عن عدم حضوري للحفل لكن زين متعب للغاية .

صرحت سيلينا بهدوء

- لا عليك يابنتي ، لم يكن حفلاً جيداً على كل حال فقد كان يفتقد شموخ زين بين جميع الرجال .

selen | سيلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن