البارت السابع عشر

20.3K 568 47
                                    


- ابتسِمي،

فَ في عينيكِ لَمعانُ قبّة الصّخرة،

ابتسِمي،

لعلَّ الحربَ تخجل .. لعلَّها من جمالِ ابتسامتكِ ترحلْ ..

____________________________________

_ ليلى ؟!

رفعت عيناها العشبيتان تتأمل بحر عينيه الثائر تذكرت مكالماته لها خلال اليومين الماضيين ولم تستطع التهرب منه أكثر من ذلك لتجد نفسها الأن تجلس أمامه في مطعم هادئ بإطلالة ساحرة تراها لأول مرة ، أو بالأحرى تشاهد مثل هذا المطعم الفاخر للمرة الأولى في حياتها ..

رمشت قائلة باهتزاز: نعم ؟!

ابتسم بحنان: مالك خايفة كده !؟

قالت وهيي تتلاعب بأصابعها بتوتر: م مفيش مش خايفة عادي

ضحك بخفوت قائلاً: والله؟ طب بصّيلي

ارتبكت واحمرت وجنتاها وعادت لتنظر إليه تتأمل ملامحه الوسيمة، أنفه الحاد، وذقنه البارزة تقاسيمه الرحولية الخشنة، وغرقت هي في حنان عيناه لتتنبّه على نفسها وتخفض رأسها سريعاً ..

أدهم بضحك: مالك يابنتي والله مش هاكلك ..

ابتسمت بهدوء قائلة: أنت قولتلي نلتقي ونتكلم .. ثم نظرت إليه متابعة: هنتكلم في إيه ؟!

ابتسم أدهم قائلا: نتكلم عننا

ليلى: عننا ؟!

أومأ إيجاباً: أه أنا وأنتي .. كل حد يتكلم عن نفسه .. انتي مش عاوزة تعرفي عني أكتر ؟!

ارتبكت ملامح وجهها ولم تجب ليقول: بالنسبة ليا أنا عاوز أعرف عنك كل حاجة .. عاوز كون قريب منك ..!!

ابتسمت لاشعورياً ونضح الحب من عيناها ليسألها فجأة: أنتي مبسوطة فحياتك يا ليلى؟!

قطّبت حاجبيها باستغراب ليتابع: قصدي قوليلي عايشة إزاي مع مين ؟!

تنهدت ليلى بضيق فهي تعلم أنه يقصد بكلامه ذلك اليوم عندما تهجّم عليها أمجد وقد دافع عنها وسألها عن هويته .. شردت تفكر في حياتها مع والدها وذلك الزوج الذي يريد إغصابها عليه لتقول بصوت متحشرج استطاع استشعار الألم به: الراجل ده يبقى أبويا ..!!

هزّ رأسه حاثّاً لها على المتابعة لتقول بعيون دامعة: الإنسان ده لعنة حياتي ..

تألّم قلبه من دموعها وكم تمنى أن يجذبها داخل أحضانه ماسحاً لها دموعها مطمئناً لها لتتابع بشهقة: لو ماما وأخويا حمزة مش موجودين مكنتش عارفة هعمل إييه .. نظرت إليه بشرود قائلة: أخويا عمره 10سنين .. تمنيت أوي لو كان أكبر مني كان قدر يقف قصاده ويخلّصني منه ..

امتدت يده لاشعورياً ليضعها فوق يداها المتشابكة بتوتر ويضغط عليها بدعم وكأنه يخبرها أنه معها ولن يتركها أبداً .. وكم زادت نيران حقده وكرهه لهذا الرجل .. وقد أدرك أنه قد ظلم ليلى أكثر من ظلمه له ..! فما أصعب أن يكون أقرب الناس إليك هم السبب في سواد حياتك .. على الأقل هو غريب عنه وقد أذاه ولكنها ابنته !!

أسطورتي (مكتملة)Where stories live. Discover now