البارت الثاني والعشرون

18.4K 552 91
                                    


- في قلبي مدينة كبيرة ،

كبيرة جدّاً ..

سكّانها أنت ..

ما أكثركَ في داخلي !

_______________________________________

مساءً ..

_ مالك ياعم بقا قولتلي نجي هنا ومن لما دخلنا وأنت قاعد مكشر كده .!؟

زفر سيف بضيق وهو يجلس مع رامي بين مجموعة شباب من روّاد الملهى يستمع للأغاني الصاخبة التي تكاد تفجّر رأسه .. وأمامهم كؤوس الخمر والمشروب تملأ الطاولات ..

رامي: فيه إيه ياسيف لو أنت مدايق إحنا ممكن نخرج رغم أنه السهرة لسا فأولها ..

سيف بضيق: لا مفيش داعي نخرج بس مصدع شوية ..

قربه منه كأس المشروب خاصة محفزاً له: طب امسك اشرب ده هدي أعصابك كده أنت لسا مشربتش حاجة ..

سيف برفض: لا مش عايز كفاية إني هنا، وأنت كمان يا رامي بطل الزفت اللي بتشربه ده حرام عليك

ابتسم قائلاً بسخرية: أنا مبعملش حاجة غلط المشروب بنسّيني مشاكلي وبريحني بعدين أنا مبشربش أووي مش دايماً بسكر يعني ..

نظر إليه بصمت ليس له مزاج ليجيب ليردف رامي: أنت مالك يابني من ساعة م جيت هنا وأنت قالب خلقتك كده .. فيه إيه ؟

سيف: مفيش، مشكلة كده ..

رامي بخبث: مممم شوفت ليه بقولّك أشرب ،ده المشروب هينسّيك همومك يابني أمسك مش هتندم ويا سيدي اعتبرها أخر مرة هتشرب بيها وخلاص ..

تنهّد بضيق كبير فوجوده في هذا المكان فقط يُعتبر خطأ ما باله بالشرب .. ولكنّه أيضاً يشعر بالإختناق الشديد والغضب ويريد أن يستفزّ أدهم ويجعله يغضب بأي طريقة، وبالنسبة لتفكيره فهو قد ضربه بدون ذنب لذلك فليفعل علی الأقل سبباً واحداً ليجعله يستحق هذا الضرب ..! أمسك الكأس يهمّ بالشرب ليسمع صوتاً من خلفه ..

_ سيف عز الدين بنفسه هنا ده إيه اليوم الجميل ده ؟!

التفت ينظر إليه بضيق وعينان حادّتان هاتفاً: خير عايز إيه !؟

ابتسم مصطفى قائلاً ببرود: وهعوز منك أنت إيه يعني !؟

سيف بضيق: يبقى أتكل على الله المكان بقى خنقة بوجودك ..

مصطفى: وليه متتكلش أنت ، مش أنت بقا الشريف المحترم اللي مبيدخلش أماكن زي دي ولّا أنا غلطان ؟

بقي صامتاً متجاهلاً له وقد ازداد شعوره بالضّيق من كلامه ..

رامي: أنت مين يالا عايز إيه ؟

تجاهله مصطفى ناظراً إلى سيف ليتابع باستفزاز: أمال أدهم كان بيعمل كل السنين دي إيه وليه قارف أهلنا وهو يقول أنه رباكم بنفسه .. ؟

أسطورتي (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن