أسيرة عشق الفهد❤

.............. البارت التاسع عشر.................

اخيرا حل الصباح بعد فترة عصيبة وليلة مؤلمة بكل ما للكلمة من معنى..حل ع أشخاص يأملون ان يمحو الصباح ماحدث بالأمس.. ولكن هيهات.. فلا يوجد تغيير للماضي..وليس كل مانتمناه يتحقق.. ف قصر العزايزي.. وبالتحديد ف غرفة تاليا.. كانت الغرفة مظلمة.. مغلقة النوافذ والانوار.. لا يوجد بها سوي بصيص من الضوء.. وكانت تاليا تجلس ع الارض ف احد زوايا الغرفة.. وهي ضامة قدميها الي صدرها ودافنة وجهها وتبكي.. كيف فعلت به ذلك؟؟.. كيف كسرت قلبه؟؟.. كيف خنت ثقته؟؟.. كيف ساتحمل العيش بدونه؟؟.. كيف ساتحمل فراقه؟؟.. ترى هل سألقاه مرة أخرى ام ستظل اخر ذكرى بيننا ماحدث بالأمس؟؟.. ترى هل سيستطيع نسياني؟؟.. هل سيحب مرة أخرى؟؟.. ي الله كن معي والهمني الصبر ي الله.. كن معي.. فأنا عبدك الضعيف..واخذت تبكي مجددا ولكن أشد وأكثر من زي قبل..ولم تكن تدرك انه ف أثناء ذلك.. كان الفهد يوضب حقائبه للمغادرة.. ف قصر الجيار وتحديدا ف غرفة فهد.. كان فهد يضع ملابسه واغراضه ف حقيبة السفر الخاصة به..دخلت ندى الغرفة وقالت له ف اسي:ي بني ربنا يهديك اشتال الفكرة دي من دماغك..
فهد:ماما والنبي عشان خاطري..انا ماناقص.. انا خلاص اخدت قراري ومش هرجع فيه..
ندي:طب قولي بس ليه؟؟.. ايه الي حصل؟؟.. انت كنت خارج امبارح مبسوط وطاير.. احكيلي ي بني..
فهد وقد اقترب منها وقال بصوت مكسور:ف اني فوقت.. فوقت من الحلم الجميل الي كنت معيش نفسي فيه.. صحيت من الحلم ع الواقع..صحيت ع كابوس..اتكسرت واتجرحت.. ولازم ابعد عشان اعيد حساباتي وانسى الوجع الي انا فيه..
ندى بحزن ع ابنها:ي حبيبي الهروب مامنهوش فايدة.. لازم تفضل وتواجهه..
فهد:المواجهة مع موضوع خسران مالهاش لازمة..
ندي:طب ي حبيبي كنت استنى لما النتيجة تظهر وبعد كدا سافر.. وبعدين هتروح تعمل ايه.. الدراسة لسالها كتير عبال ما تبدأ..
فهد:ماما والنبي عشان خاطري سيبوني براحتي.. انا هرتاح كدا..
ندي:وانا ي حبيبي مش عايزة حاجة غير راحتك بس هتوحشني ي فهد.. انا مش متعودة تغيب عني..
فهد:ومين قال اني هغيب عنك بس ي ست الكل..انا هكلمك كل يوم فيديو كول.. تطمني عليا واطمن عليكي.. ماشي؟؟..
ندي:ماشي يا حبيبي..توصل بالسلامة ويبعد عنك كل شر وكل عين وحشة يا فهد ي ابني..ويريح بالك وقلبك ويبعد عنك كل وجع..
قام فهد باحتضانها وقال:ادعيلي يا ماما..
ندى وهي تربت ع ظهره:طول عمري داعيالك ي حبيبي..بس انت ليه مش عايزنا نيجي معاك نوصلك للمطار؟؟..
فهد:مالهوش لزوم ي ماما.. وبعدين انتي عارفة اني مش بحب لحظات الوداع.. وانا مش عايز اتعبك ي ست الكل..
كانت ندى ع وشك التحدث ولكن قاطعها دخول على الي الغرفة..وعندما رأي ذلك المشهد المؤثر.. قال بمزاح:ايه دا؟؟..اظاهر اني جيت ف وقت مش مناسب ولا ايه؟؟..
ندى بمزاح وهي تمسح دموعها:طول عمرك غلس وبتيجي ف اوقات مش مناسبه..(ثم وجهت حديثها الي فهد)..انا هنزل انا بقى واسيبكم مع بعض..
وبالفعل خرجت ندى من الغرفة وتركتهما معا..فقال له علي:برضو مش عايز تقولي مالك؟؟.. وايه الي خلاك خلاص هتموت وتسافر.. وبعدين ايه سبب انك مش عايزني اقول لتاليا انك مسافر؟؟..انتوا متخانقين؟؟..
فهد وهو يكمل توضيب اغراضه:احنا سبنا بعض..
على بدهشة:نعم يا خويا؟؟.. انت بتهزر؟؟..(نظر اليه فهد نظرة ثاقبة كمن يقول له وهل انا أبدو لك كذلك)..يعني ايه سيبتوا بعض؟؟.. طب ليه؟؟..
فهد:على قفل ع الموضوع ده وماعدتش عايزك تفتحه قدامي تاني..
علي:لا ماهو انا لازم افهم..اكيد انت ظالمها ي فهد؟؟..
فهد بدهشة:انا الي ظالمها؟؟.. طبعا وانت هتقول ايه غير كدا..مش قريبة حبيبة القلب..
علي:انت عبيط ي فهد؟؟.. انت فاكرني ممكن أقف معاها ضدك؟؟.. انت اهبل؟؟..
فهد بعصبية:بقولك ايه.. ابعد عني دلوقتى..وقسمابالله لو فتحت الموضوع دا تاني أو جيبت سيرتها قدامي.. يبقى تنسى اننا صحاب..
ولم ينتظر فهد رد على وقام بإغلاق حقيبته واخذها وهبط الي الاسفل..تاركا على ف دهشة من أمره.. ترى ما الذي حدث بينهم؟؟.. وهل حقا تركوا بعضهم البعض؟؟.. ولكن كيف ولماذا؟؟.. هل تعلم تاليا انه سيسافر؟؟..وقام على بالهبوط الي الاسفل ولكنه لم يجد فهد وعندما سأل عليه.. قالت له ندى انه قد أخذ السيارة وذهب الي المطار لان طائرته ستقلع بعد ساعة.. فاتجه على الي الخارج واخذ سيارة أجرة وذهب الي تاليا لعله يعلم منها ما حدث.. وعندما وصل إلى هناك لم يجد أحدا ف القصر سوي عمار.. وعندما راه عمار.. قال له بدهشة:على؟؟.. انت ايه الي جايبك الساعة دي؟؟..
علي:تاليا فين؟؟..
عمار:تاليا فوق ف الاوضة.. ليه؟؟..
علي:فهد هيسافر دلوقتى وتقريبا كدا ماهواش راجع مصر تاني..
عمار بدهشة:هيسافر؟؟.. فين؟؟..
علي:هيسافر أمريكا.. عمار انا مش فاهم ف ايه؟؟.. واكيد انت عارف.. تاليا مش بتخبي عنك حاجة..
عمار:هقولك بس تحلف انك مش هتقول لحد ولا حتى انجي عشان دي فضيحة وهتفضح الدنيا ودا هيبقى خطر على فهد وتاليا.. ماشى؟؟..
فاومأ له على وبدأ عمار ف حكايه كل شئ وكان على يستمع اليه ف صدمة لا توصف.. وعندما انتهى عمار من قص كل شئ.. قال له:دلوقتى بقى هنقول لتاليا ولا تفتكر مانقولهاش؟؟..
على:والله ما عارف.. انا مابقيتش عارف اي حاجة في اي حاجة بعد كل دا.. هو ابوك دا ايه؟؟.. يعني هو بني آدم طبيعي ولا ايه ظروفه؟؟.. ماتزعلش مني..
عمار:وهزعل من ايه؟؟.. انت ماقولتش حاجة غلط.. دلوقتى تعال معايا لما نشوف هنقولها ولا لا؟؟..
وبالفعل صعدا معا الي غرفة تاليا وقام عمار بالطرق ع الباب.. فقامت تاليا بفتح الباب وصُدم على مما راه.. فتاة شاحبة ذات عيونا حمراء كالدم.. وانهارا من الدموع تسيل من عيونها بلا توقف.. وعندما رأت تاليا على.. قالت له بلهفة:على.. كويس انك جيت.. طمني.. فهد كويس؟؟.. عامل ايه دلوقتي؟؟..موجوع مني.. صح؟؟.. خليك جنبه ي علي والنبي.. هو محتاجلك لان انا خلاص.. ماعادش لازم ابقى جنبه.. انا بقيت خطر عليه.. بس والله العظيم غصب عني.. انا بموت كل ثانية بسبب الي عملته دا.. بس هو اكيد هيكمل حياته وهينساني..
على بحزن عليهما:فعلا..
تاليا بصدمة:ايه اللي فعلا؟؟.. هينساني؟؟.. هيحب غيري؟؟..
عمار:فهد هيسافر أمريكا ي تاليا واحتمال مايرجعش مصر تاني..
تاليا بصدمة:مسافر؟؟.. مش هيرجع تاني؟؟.. عمار والنبي انا عايزة اشوفه..
علي:هتشوفيه ازاي بس؟؟.. دا بقى يطيق العمى ولا يطيقك.. اهه.. (لكزه عمار ف ذراعه.. يا لك من احمق انك تعقد الأمور اكثر).. معلشي ي تاليا والنبي ماتزعلي مني.. انا ماكنتش اقصد..
تاليا بحزن وكسرة:انت ماقلتش حاجة غلط ي علي..
عمار:ومع ذلك هخليكي تشوفيه حتى ولو من بعيد.. اجهزي انتي عبال مااجهز العربية.. تعال معايا ي علي..
وبالفعل هبط كلا من عمار وعلى الي الاسفل وانتظرا بالقرب من السيارة حتى هبطت إليهم تاليا وصعدوا الي السيارة وانطلق عمار بأقصى سرعته لان موعد الإقلاع لم يتبقى عليه سوي ربع ساعه فقط.. وصل عمار الي المطار بعد حوالي عشر دقائق ودخلا المطار ينتظروا حولهم لعلهم يروه.. حتى راه عمار يجلس وحيدا شريدا ف منطقة الانتظار.. وكذلك رأته تاليا.. اخذت تتمعن ف تفاصيله فلعلها اخر مرة تراه.. رأت حزنه وهدوئه.. رأت كيف تثور بعض قطرات الدموع من عينيه الزرقاء.. لم اتخيل يوما ي حبيبي ان اكون انا سبب وجعك وكسرتك ودموعك!!!.. يا لي من حقيرة جبانة!!.. كيف فعلت بك ذلك؟؟.. وكانت ع وشك الذهاب اليه ولكن عمار قام بمنعها عندما امسكها من يدها وقال لها:هتعملي ايه ي مجنونة؟؟..
تاليا ببكاء:عايزة اكلمه.. دي اخر مرة اشوفه ي عمار..
عمار:غلط.. انتي ناسية الراجل الي بيراقبه.. لو شافك معاه ممكن يعمل فيه حاجة قدامك..
تاليا ببكاء:مش قادرة.. انتوا ليه مش حاسيين بيا؟..
عمار:ي حبيبتي والله حاسس بيكي بس فكري فيه ي تاليا.. انتي عملتي كدا عشانه.. لازم للأسف تكملي للآخر.. وانا مش وعدتك هرجعكم لبعض.. وانا قد كلامي..
فنظرت تاليا الي فهد للمرة الأخيرة قبل أن تركض مغادرة المطار..ظل على وعمار ينظران الي بعضهما البعض ف قلة حيلة.. فماذا بيدهم ليفعلوه؟؟..وبعد دقائق تم اعلان ان الطائرة المتجهة الي أمريكا ع وشك الإقلاع ويجب ع من سيسافر بها ان يتجه اليها.. فنهض فهد من مقعده وكان يسحب حقيبته خلفه وكان يحمل حقيبة أخرى ع كتفه..