أزدحام مشاعر

524 34 10
                                    





ها هي الشمسُ تُودعُ يومها ، و تخيط الظُلمه سماءٌ كانت مُضيئة قبلاً

تطوي معها لحظات الصباح ، و تُدخل لحظات جديده يحكيها هذا الليل

ليلةٌ مدلهمة ..

ليلٌ بسماء مُزينة بالنجوم ، رُغم أكتئاب تلك النجوم لازَلت تلمُع وحدها في هذا الفضاء في غبش الليل من سطح الأرض نراها تلمع سعيدة مع بعضها !

و أن أقتربت منها ترا أنها بعيد كُل البُعد عن الأخرى ، وحيدة ..

هكذا ظلت و هكذا ستبقى وحيدة ..


كانت الريح الباردة تلفحُ من كان خارجاً و لا يحتمي في غُرفته ، رُغم أنها الساعة السابعة ليلاً

يمشي مُتجولاً في الأرجاء و مع هذه الأجواء
مُمسكاً مصباحاً يضوي خط أُفقه ..

بعد أن كان يُحاول أصلاح سيارته مع رفيقه تشانيول ، بقى وحده معها و رحل الاخر عنه

كان يمشي بخطواته نحو تلك المخازن مُخيفة المنظر و هالكة البُنيان .

لم تجفل عينيه لحظة رُغم دخوله المخزن ذاته ، التي كانت بها تلك الجُثه

ينظرُ بواسطة ضوء مصباحه تلك الدماء المُتخمره على الأرض المُتكتله في مكانها ..

لهثَ بغضب و البُخار من شفتيه يخرج لبرُودة الجو و دفء ثغره

" اللعنة " لعنَ بحنق و جلسَ على أحد الصناديق ينظرُ لتلك السلاسل

كيفَ أستطاعوا أمساكه ؟ كيفَ تمكنوا حتى من تقييدة ؟

هذا الوباء الذي خربَ و هدمَ البشرية !
ما سبُبه ؟ و ما هو العلاج منه ؟

لقد سمعوا الكثير و الكثير من الأخبار الغريبة حول هذا الوباء أثناء تلك الحرب الطاغية

مؤامرة ، محو البشرية ، عالم جديد ، طُغيان و أنحلال و الفساد ، سياسات دول عُظمىٰ ..

مع كل هذا ، ما ذنب الأبرياء التي تُزهق أرواحهم بغير إثم أرتكبوه ؟

أفكار رؤوس المُؤامرات ، تدعو لتقيُء و الأستفراغ من كل هذا القرف !

ما يراه من ألم في أعيُن من حوله بسبب ما عانوه بسبب هذه الحرب الدنيئة

أمر يدعو للغضب
ثائرٌ من هذا العالم البشع و قُبح مَن به ..

أستقامَ من جلوسه ، شارعاً بالخروج من هذا المخزن المُقيت

أغلق بابها و ذهب نحو تلك النافورة و حولها أعمدة الأنارة ، أطفىء مصباحه و جلسَ على الكُرسي

أرخى جسدة على المقعد المُهترىء
في خلوته مع نفسه كان يسمع أصوات قريبه منه

عكرَ جبينه لتصاعُد هذه الأصوات و علوها في هذا الليل الحالك!

We Are Alone Where stories live. Discover now