بقايا أمل .

562 38 28
                                    







هل راودكَ شعور تودُ أن تحمي أحدهم ؟
تحميه ولو حتى من هذه الريح ؟

تود فقط أن تُخبئه في صدرك ، ولا يراه أحدهم سواك ؟
أن تكون أناني به دون علم عقلك ؟
و تُخبئ تفاصيل ضحكته و بسمته في ذاكرتك

و شعرت أن هذه الحياة جداً قاسية ولا تُريده أن يشعر بما شعرت
تخافُ عليه منها
تخافُ عليه  من ظله 
و حتى من برودة المياه تخافُ عليه منها ..

أن تود و بشدة عناقه ، ضمهُ إليك و شمُ رائحته قُربك ، و أن تلمسَ تفاصيل جسده الرقيقة بينَ أناملك بوهنٍ خائفٌ عليه من أن يرحل منك ..

أن تحاولَ الأقتراب منه و لكن ترَ أنكَ تبتعد عنه شيئاً فشيئاً ..

صعب جداً ..
صعب أن تتعايش مع هذا الإحساس

و هذا الشخص غريب عنك ، لا تعرفه جيداً لكن تراهُ دائماً ، لا تتحدث معه لكن تحدثُ بعض المُشاجرات بينك و بينه

تتحاشى النظر له و ترَ نفسك تنظر له بل و أيضاً ساهياً عن دُنياك وانت تنظر نحوه

لا ترَ سواه إن حضر ، و تفقدُ أنفاسك و روحك أن همسَ و تحدثَ ، و أن نظرَ نحوك فسلاماً لروحك التي غادرت جسدك من مجرتيه الزُجاجيه تلك

تتأمل بتفاصيلة و تُحدق و ترَ أبسط أفعاله
و تنتبه له دون وعيك لأبسط ملامحه ، أن كان حزينٌ أم سعيد ، مُرتاح أو مُتضايق ، مُتعب أم مُرهق ، مُبتهج كان أو مُكتئب

ستعرف من النظر له ..
ليسَ لمراقبته له ، لا أبداً

لانه كـ الزُجاج الرقيق الصافي ، أن ترَ الأوساخ خلاله بوضوح بسبب نقاءه ..

يبُهت صفاءه بسرعة ..


هل هذه المشاعرُ غريبة ؟ و خصوصاً لهذا الشخص ؟

لِمّا هو من بين الجميع ؟ لِمّا هو من بينهم الذي فقط قادرٌ على رؤية أبسط أُموره ؟

كما لو كان عاصفة هبت على حديقته و بعثرت أزهاره و خربت بساتينه ..

أجتاحته و هدمت كُل مازرعه و بناه

هو كالعاصفة لكن هادئة .. هادئة جداً

مُريحة لكن مُربكه لداخله ..

عاصفة ريحُها عاتيه و صرصارها مضطربة ، تُربكُ دواخلك و تدخلُ طياتِ ثباتك و تهُزه


هو هكذا ..



..



في ضياء اليوم
جوٍ لا زَلت رياحهُ ثائرة و مُستثاره ..

تُراقصُ الاشجار و تلعبُ بثقلاً معها ، تُحارشُها و من ثُمَ تبتعدُ عنها
لا غيومَ و لا أشعةُ شمسٍ ، لا دفءٌ بِهِ و لا سكينه

We Are Alone Where stories live. Discover now