علاقات متغيرة "مكتملة"

الفصل الثالث عشر ج1

وقف مراد بالضبط أمام بيت والدة جالا وهو يشعر بقلبه يخفق باضطراب قوي.. بل يتبعثر داخله بلا قدرة له على تهدئته..

كانت رياح هذا اليوم ناعمة تهب عليه لتبعثر مقدمة شعره الفاتح عن جبينه..

كما تقوم بتحريك الأزهار والأعشاب في حديقة المنزل وتجعل أغصان أشجار الزيتون تتمايل..

تنهد مراد قبل أن يهم بتوتر لرفع يده نحو جرس المنزل..

لكنه وقبل أن يفعل ذلك ألتفت بجسده للخلف على صوت فيصل والد جالا الذي كانت يهتف قائلا بينما يتقدم نحوه بخُطَى موزونة

((لقد رأيت سيارتك تمر من شرفتي وقدمت حالا هنا))

ابتسم مراد له بتهذيب وبداخله ينوي بالفعل أن ينسى كل ما قد سبق وقيل أو حدث بينهم..

خاصة ما قاله فيصل لوالده عنه..

ثم قال مراد له بهدوء وهو يمرر أنامله على رأسه لعله يستطيع أن يجعل إحساسه المتشائم الذي يشعر به يتلاشى

((أهلا بك يا عم.. هل جالا جاهزة؟ لو أن خط هاتفها مفتوح لكنت اتصلت بها قبل أن آتي لهنا.. لكن..))

تنهد فيصل بحيرة فراجي لم يرد له أي خبر عن موافقة جالا.. لكنه هز رأسه بينما يخاطبه وهو يضغط على جرس المنزل

((نعم.. فقط انتظر قليلا لأخبرها أن تأتي))

فُتح باب المنزل بقوة لتظهر سميحة وهي تضع حول رأسها وشاحا مرتخي غطت به شعرها بشكل سريع..

رشقت الاثنان أمامها بنظرات متجهمة وهي تقول

((فيصل.. مراد))

فغر مراد فاهه ينوي سؤال حماته عن حالها بهدوء ولطف.. ونيته فعلا أن يطوي كل خلافات الماضي وحتى الإساءات التي تم توجيهها له بصفحات النسيان..

لكن قاطعه فيصل الذي تحدث بصوت قوي

((لا نريد الدخول.. فقط أخبري ابنتك أن تحزم أغراضها فورا فزوجها يريد أن يأخذها الآن))

راحت سميحة ترشق مراد بحقد للحظات مما جعله يشيح نظره عنها بتوتر.. قبل أن تهدر ببغض وصلابة لفيصل

((لقد سبق وأخبرتك أنها تريد الطلاق ولا تريد العودة له.. هل هناك كلمة بهذه الجملة يصعب عليك فهمها؟ جالا لا تريد من زوجها هذا الذي يقف هنا أي شيء إلا ورقة طلاقها التي تأخر بها))

لم يقدر مراد على لوم والدة جالا على تعاملها معه بهذه الطريقة الحادة..

ولكن مع ذلك.. فهي الأخرى آذته عندما نشرت على حسب ظنه تلك الإشاعات عنه..

فلماذا لا يضعون كل هذا خلف ظهورهم ويبدؤون من جديد؟

صاح فيصل الذي بدأ الغضب يتصاعد له بعصبية ليقول بينما يرفع يده ليدفع الباب بعيدا حتى يستطيع دخول البيت بقوة