الفصل الرابع عشر ج1

1.8K 50 9
                                    

بعد مرور خمسة أشهر..

جلست هيام على أريكة صالة بيتها لتقوم وبشكل سريع بخلع حذائها ذو الكعب العالي ثم تدلك قدمها مصدرة بعض التأوهات..

لقد زاد وزنها بالسنوات الأخيرة قليلا وأصبحت الأحذية العالية لا تناسبها بل وتؤلم قدمها حتى ولو مشت عليها مسافات قليلة..

لا تزال لا تصدق أن والدتها تزوجت فعلا..

لقد دمعت عيناها فعليا عند جمعة عقد قرانها..

فبينما راجي وجالا اللذان يصغرانها بما لا يقل عن عقد كانا فرحان لسعادة والدتهما..

كانت هي الثلاثينية تود لو تبكي أمامها وترجوها بطفولية ألا تتزوج وتتركها وحيدة هنا.. فعلا بدا الأمر طفوليا..

لكن بالنهاية يجب عليها ألا تتمنى إلا السعادة لوالدتها..

كما أن ياسر بدا رجلا صالح.. وعُرف بالاستقامة والخير من قبل جميع من حوله..

ووعد أن يقدم لوالدتهم كل سبل الراحة الزوجية.. وأن يدعمها في حياتها..

بل وأن يدعمهم هم أبناءها إن احتاجوا لذلك..

هذا فضلا على أن والدتها تقاعدت هي وياسر قبل مدة من عملهما بقسم الأشعة..

ومن المؤكد بأنها كانت ستعيش حياة باردة وفارغة بعد تقاعدها لو لم تتزوج..

فراجي مشغول بجامعته وأصدقائه ويبيت كثيرا خارج البيت..

وهي تقضي معظم نهارها بعملها..

وجالا متزوجة من حماة متسلطة تتحكم حتى في زيارتها لوالدتها..

اقترب راجي من هيام يعطيها مشروبا باردا قام بإعداده الآن حتى قبل أن يخلع بدلته التي يرتديها ليقول لها بحنان شبيه لحنان أمها لكن بنمط رجولي

((هيا يا هيام كفاكِ حزنا.. أنتِ لست صغيرة لتحزني هكذا على زواج أمي..))

زمّت هيام شفتيها لتقول ممازحة وهي تأخذ الكوب منه

((لكني أشعر بأني طفلة صغيرة وضعيفة ووالدتي تزوجت من زوج وحش بهيمي كاسر سيقوم بضربنا وظلمنا كل يوم))

ضحكت راجي بخفوت على كلامها هادرا

((خيالك واسع يا هيام.. لن يعيشا هنا أساسًا أو قريب من القرية))

تطلعت هيام لوجهه قائلة برجاء حقيقي رغم محاولته محاولتها عدم إظهار جديته

((إياك أن تبقى على عادة النوم في الخارج بعد الآن.. فكما تعلم بقي أنا وأنت فقط ولن أحب أن أبقى ببيت واسع كهذا وحيدة))

نظر راجي لها بابتسامة حنونة وهو يركز بعينيها قبل أن يتقدم منها ويقبل رأسها..

ثم احضنها بعناق أخوي قائلا بينما تربت هي على كتفه

علاقات متغيرة "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن