علاقات متغيرة "مكتملة"

الفصل التاسع والعشرون ج1

في إحدى النوادي التي يعتاد راجي الذهاب إليها مع أصدقائه وقف أمام المقهى المتواجد في داخلها..

بابتسامة صريحة أخذ الموظف طلبه وبينما يقف منتظرا تجهيز طلبه التفت لصوت أخر فتاة توقع رؤيتها هنا..

اتسعت عينا راجي قليلا وهو يرى سارا تتقدم منه لتقف بجانبه مرحبة بابتسامة واسعة

((أهلا يا راجي.. لم أراك منذ.. مممممم.. منذ تقريبا سنة ونصف.. لقد تزوجت منذ.. أربعة أشهر ربما.. صحيح؟))

بلامبالاة ظاهرية تجاهلها راجي وهو ينظر أمامه بينما يطرق الطاولة أمامه بأنامله بشكل خافت ليفرغ عن الغضب الذي اعتمل بداخله..

رفعت سارا يدها أمامه بطريقة أنثوية ناعمة وهي تقول للموظف

((أريد كافيه لاتيه مثلج لو سمحت))

ثم حركت راسها لجانب راجي تقول له بابتسامة واسعة ومتلاعبة بينما تفتعل الدهشة

((راجـــــي.. ألا زلت تداوم على المجيء لهذا النادي؟ لم أتي هنا منذ مدة بصراحة))

وعندما لم تجد منه إلا التجاهل أيضا تنحنحت ثم قالت لاحد الموظفين وهي تشير بإبهامها لراجي وبيدها الأخرى تمد له بطاقتها الائتمانية

((ما طلبه الرجل هنا على حسابي.. تمام؟))

قال راجي بصوتٍ مرتفع صارم للموظف أمامه وهو يقدم له بطاقته هو

((أنا من سيدفع ما طلبته لو سمحت))

اخذ الموظف البطاقة من راجي ومن سارا ليدفع كل واحد منهما ثمن طلبه..

التفت راجي لها وقد التمعت عيناه بالخطورة ثم قال لها ببطء بفحيح صوته وهو يشدد على كل كلمة

((ابتعد عني.. يا سارا.. كل.. شيء.. بيننا.. انتهى.. تمامًا))

ثم عاد ينظر أمامه وهو يشعر بالحنق الشديد فهو معتاد أن يأتي هنا لهذا المكان المألوف له برفقة أصدقائه حيث أنه مكان مريح يمكنهم اللقاء فيه والتحدث بأي موضوع بأي وقت ولا ينقصه رؤية سارا كمفاجئة غيرِ سارّة..

لم يطل سكون سارا الحانق من كلماته الحادة لها لتتركز نظراتها أكثر عليه وتقول وهي تستعيد نفس البشاشة التي أطلت عليه بها

((راجي.. انفصالنا لا يعني أن نتوقف عن كوننا عن صدقاء.. أو على الأقل لا يعني أن نصبح أعداء))

سند راجي وجهه لكف يده بضجر.. لكم دقيقة أخرى هو مجبر للوقوف هنا بجانبها؟

بالتأكيد لم يجد ابلغ حديث يوجهه ردا على محاولاتها للحديث معه إلا الصمت والتجاهل لأنه أرخص أنواع الفلسفة معها وأعمقها..

فليس كل ما يقال يستحق التفكير والرد..

أغاظ سارا هذا التجاهل وهي تشعر به يتشفى بها..