الفصل الثالث والعشرون ج1

2K 59 20
                                    

بعد مرور سنة..

دلفت هيام لغرفة النوم وهي تحمل إحدى حُلل احمد الأنيقة بينما تنفض كتفها بعناية بعد كيها..

قالت هيام متسائلة وهي ترى احمد يقف أمام المرآه يمشط خصلات شعره القصيرة

((ماذا تريد أن اصنع على الغداء؟))

بقي احمد للحظات ينظر لنفسه للمرآة يجهز نفسه للخروج وطرف عينه يناظر انعكاس هيام وهو يراها تضع بعضًا من أقمصته المغسولة والتي تم كيها في الخزانة..

زادت ملامح احمد صرامة وهو يهتف لها بتعابيره الحازمة ونبرة صوته الجافة التي اعتاد التحدث لها به مؤخرا

((لا تتعبي نفسك بإعداد أي شيء.. لا أريد أن أثقل عليك بعد الآن.. مؤخرا صرت أشعر أنك تتعمدين سد شهيتي عن طعامك الذي بتي تعدينه بلا أي نفسٍ طيب!))

عقدت هيام حاجبيها ببؤس..

حتى بعد مرور سنة ما زال وبشكل مباشر يتهمها بإنها السبب في إفساد زفافه والضغط عليه وابتزازه عاطفيا لتطليق لارا..

وبالتالي اسوداد وجهه أمام أقاربه وأصدقائه بأنه رجل بلا كلمة يسير وراء رغبات زوجته..

التفت احمد يناظر هيام بحدقتيه الزرقاوين بتجهم..

في الحقيقة احمد صار كلما نظر لوجه هيام تكالبت عليه طعنات الألم لما يفعله به..

وبنفس الوقت تشب في قلبه نيران الغضب للضعف الذي يجتاحه بسببها ويضعفه..

نعم هي سبب ضعفه..

هي سبب في أنه أضطر قبل سنة أن يتخذ قرار عاطفي ساذج كان وليد اللحظة في ليلة زفافه بلارا..

أغلقت هيام دولاب ملابسه واستدارت تغمغم له بوجوم وبرود بصوت قويّ رغم بحّته وشحوبه

((لا تبالغ))

بدت تقاسيم وجه هيام لأحمد ساكنة بملامح هادئة دون تعبير..

مما جعله يتجهم مستاءً أكثر..

فقال متنهداً بعدم رضا

((لا أنا لا أبالغ.. كأنك عروس جديدة لا تفقه شيئا في أمور الطهي والمنزل.. منذ أسبوع وانا أقول لك أن حلتي السوداء بحاجة للكي ولم تتفضل حضرتك بكيها إلا اليوم.. لكن لا بأس.. لا أريد منك أي شيء.. من الآن وصاعدا سأعتمد على نفسي))

قاله احمد جملته الأخيرة ممزوجة بالتوعد فنظرت هيام له بعينين قاتمتين وهي تراه يندفع للصالة بغضب..

منذ الليلة التي طلق بها لارا وقد تغير مئة وثمانين درجة معها..

صار لا يستطيع أن يكف عن الانتقاد المستمر..

لا مانع عندها من النقد النابع من الحب والذي يهمه تعديل السلوك.. لأن المُحب يريد أن تكون محبوبته الأفضل في كل شيء..

علاقات متغيرة "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن